أكرم القصاص

إرهاب متوقع فى العريش.. ونجاح معلن فى غزة

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017 07:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان المتوقع أن يحاول الإرهابيون شن هجمات خلال احتفالات أكتوبر، وما رافقها من نجاحات مصرية فى ملفات معقدة، لكن واضح أن الخطط تجعل تحركات الإرهابيين أكثر صعوبة، فى ظل يقظة وطوارئ مستمرة بين القوات الساهرة فى سيناء، وهى مهمة صعبة فى ظل حرص القوات على حياة المدنيين والعمل فى مساحات شاسعة، وتنظيم إرهابى يعمل بطريقة «الجرذان»، الخروج والتفجير والاختفاء، ولا يهتم كثيرا بأرواح المدنيين.
 
وشهدت الأسابيع الأخيرة تحركات على أكثر من مستوى تمثل نجاحات فى ملفات صعبة، أهمها كان إعلان نجاح المصالحة الفلسطينية والاتفاق على إعادة حكومة الوفاق الفلسطينية إلى غزة، وهى خطوة كانت تبدو مستحيلة، ونجحت مصر وجهاز المخابرات فى إنجازها وحافظت على تفاصيل المفاوضات الصعبة بعيدا عن التداول، الأمر الذى أسهم فى إنجاحها، وبالتالى كان متوقعا أن يحاول الإرهابيون تنفيذ عملية لعمل «شو» إعلامى، بعد شهور فشلوا فى التحرك أمام الإجراءات الفاعلة للقوات فى العريش ورفح. 
 
ولا يمكن استبعاد وجود علاقة بين محاولات الإرهاب، ورغبة جهات التمويل فى إبعاد نفسها عن دعم وتمويل الإرهاب، بعد أن أثمر الحصار الدبلوماسى والتحركات المصرية مع الرباعى العربى لتضييق الخناق على جهات التمويل، يضاف على ذلك وجود علاقة بين العمليات الأخيرة والمصالحة الفلسطينية، حيث كانت العمليات الأخيرة متزامنة مع فتح معبر رفح. فيما بدا أنه نوع من التوريط لحماس وأنها لا تسيطر على التنظيمات الإرهابية، مثل الجهاد أو الدواعش المنتشرين هناك بعيدا عن السلطة.  
 
ولا يمكن استبعاد علاقة التنظيمات تنظيما وتمويلا مع دول مثل قطر التى كانت تدعم الفرقة الفلسطينية، وترمى للاعتراف بحماس ممثلا للفلسطينيين لترسخ الصراع، وهو ما أنهته التدخلات المصرية، وبالتالى فإن تحركات التنظيمات الإرهابية الأخيرة لا تبعد كثيرا عما تم، صحيح أن إرهابيى بيت المقدس كانوا ينظمون هجمات على فترات متباعدة، لكن التحرك هذه المرة له أكثر من هدف، منها إثبات الوجود ومحاولة صناعة «شو» وقد كانت قناة الجزيرة أول من أذاع الهجمات الإرهابية قبل أن تتثبت من فشلها ومصرع العشرات من منفذيها، وبالرغم من فشل أكثر من محاولة طوال الأسابيع الماضية، بسبب تشديد القبضة الأمنية، ويقظة القوات المسلحة والشرطة، يبدو أن تعليمات صدرت بتنفيذ أى عملية لإثبات الوجود. 
 
من هنا يمكن تفهم الهجمات  الإرهابية على الارتكازات بمنطقة كرم القواديس بالعريش التى فشلت وسقط فيها 24 إرهابيا فى مواجهة القوات المسلحة، وفى اليوم التالى جرت محاولة لاقتحام وسرقة البنك الأهلى، الأمر الذى يشير إلى تحقيق تقدم كبير فى مواجهة الإرهاب، المرتبط بتطورات سياسية ودبلوماسية مهمة، سوف تسهم مع استقرار غزة والمصالحة، فى مزيد من تشديد القبضة ومحاصرة الإرهاب بشكل أكثر فاعلية.
 
لكل يمكن توقع عمليات إرهابية تحاول بها تنظيمات الإرهاب، تحقيق فرقعة، وتنفيذ أجندات الممولين الذين فشلوا فى استمرار الانقسام الفلسطينى، وكلها ملفات متشابكة تحتاج للكثير من اليقظة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة