عندما حقق النادى الأهلى كل البطولات كان يضم بين صفوفه الزئبقى محمد بركات وعماد متعب وعماد النحاس ومحمد شوقى، والرائعان الأنجوليان جيلبرتو وفلافيو، ومحمد أبوتريكة، بجانب، المدرب الساحر مانويل جوزيه، علاوة على مجلس إدارة عظيم بقيادة حسن حمدى وأشهر مشهور محمود الخطيب.
إذن إنجازات الأهلى المدوية فى الفترة من 2005 وحتى 2010، تحديدا، التى حقق فيها نادى القرن كل البطولات، وتمكن من انتزاع المركز الثالث فى بطولة العالم للأندية لم تأتِ اعتباطا، وإنما من خلال أداء منظومة شاملة جامعة، لاعبين على أعلى مستوى وإدارة محترفة، فكانت النتائج مبهرة، وأسهم نجاح الأهلى بقوة فى فوز منتخب مصر ببطولة الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية!
انطلاقا من هذه الحقائق الدامغة فإن القلب يعتصره الألم، والنفس تملأها السخط والغضب، من كتائب الإخوان الإرهابية التى سرقت مجهود كل لاعبى النادى العريق، الأفذاذ من قيمة وقامة بركات ومتعب وفلافيو وجيلبرتو ومحمد شوقى وعماد النحاس، واختصارها فى لاعب وحيد اسمه محمد أبوتريكة!
نعم كتائب خيرت الشاطر المخربة والمثيرة للفوضى، والمعروفة بالألتراس يعلمون أن محمد أبوتريكة مجرد لاعب موهوب ضمن كتيبة مواهب، وبما أن دستور الجماعة الإرهابية قائم على نظرية وحيدة هى: «انصف أخاك ظالما قبل أن يكون مظلوما وأن الإخوانى أفضل وأعظم وأهم من الشيخ الشعراوى غير الإخوانى»، لذلك روجوا لأبوتريكة باعتباره الوحيد صاحب الإنجازات المدوية التى حققها النادى الأهلى، فى تشويه وقح للحقائق، واغتصاب لمجهود بركات ومتعب وعماد النحاس ومحمد شوقى ووائل جمعة وفلافيو وجيلبرتو.
وبعد أن قاد الأسطورة محمد صلاح زملاءه، منذ أيام للصعود لنهائيات كأس العالم فى روسيا، بعد حالة ولادة متعثرة، وغياب اقترب من ثلاث عقود كاملة، فوجئنا بالإخوان وكتائب خيرت الشاطر، المعروفة إعلاميا بالألتراس بجانب عدد من أطفال أنابيب الثورة، ودواسات تويتر، وعبدالله العذبة «خولى» تميم يحاولون السطو المسلح على مجهود لاعبى المنتخب الوطنى، بالمطالبة بضم أبوتريكة لصفوف المنتخب الذى سيخوض غمار المونديال العالمى يونيو المقبل!
نعم، الإخوان «حريفة» سرقة مجهود الآخرين، ولديهم قدرة على ركوب أى انتصار بسهولة ويسر، وبدعم من أصحاب الفرح، مثلما حدث عندما اختطفوا ثورة 25 يناير وانتزاعها من بين أحضان اتحاد ملاك الثورة ونخبتها، بقيادة علاء الأسوانى، والمورد الأعظم للملابس الداخلية والخيام، ممدوح حمزة، وأشهر ساقط انتخابات فى تاريخ مصر، حمدين صباحى، وأشهر عالم يعيش فى الوهم والعالم الافتراضى محمد البرادعى، وباقى نخب العار، الذين ملأوا الدنيا ضجيجا بأن ثورتهم سرقها الإخوان!
هؤلاء أنفسهم يقدمون إنجاز ومجهود محمد صلاح ورفاقه بالصعود لنهائيات بطولة كأس العالم، لجماعة الإخوان، من خلال المطالبة بضم أبوتريكة لصفوف الفريق، ليلعب فى روسيا تكريما له على مجهوداته وانجازاته لصالح جماعة الاخوان، ودعمهم سياسيا وماديا.
ونسأل هؤلاء الذين لم يعوا درس اغتصاب الإخوان لثورة يناير، واختطافها من النشطاء وأطفال أنابيب الثورة، تحت سمع وبصر ورضا وموافقة الجميع، ودون أن يعترض شخصا واحدا، وتمكنوا من السيطرة على كل السلطات فى مصر، إذا كنتم تطالبون بضم محمد أبوتريكة للفريق الوطنى الذى سيخوض مباريات كأس العالم أليس من حق محمد بركات وعماد متعب والكابيتانو حسام غالى وشيكابالا أن يشاركوا؟ فما قدمه بركات والكابيتانو تحديدا للنادى الأهلى ومنتخب مصر الكثير من الجهد والعرق وتحقيق الانتصارات!!
بل الأهم، أليس من حق الكابتن أحمد حسن عميد لاعبى العالم أن يشارك مع المنتخب الوطنى على الأقل ما قدمه للمنتخب أضعاف ما قدمه أبوتريكة بجانب أنه كان سفيرا مشرفا للكرة المصرية فى الخارج سنوات طويلة؟!
والحقيقة إنى أرى أن أحمد حسن ومحمد بركات والكابيتانو حسام غالى أحق وأجدر من أبوتريكة مليون مرة فى الانضمام للمنتخب الوطنى واللعب فى كأس العالم، تكريما لهم على ما قدموه من عطاء لأنديتهم والمنتخب وحققوا انتصارات مدوية، بجانب أن هؤلاء النجوم الكبار لم يغلبوا مصلحة جماعة إرهابية فوق مصلحة الوطن، مثلما فعل أبوتريكة الذى كان يرى فى جماعة الإخوان أهم من مصر، وإيمانه بمقولة سيد قطب الشهيرة «الوطن ما هو إلا حفنة من تراب عفن!!»
كما أن بركات وأحمد حسن والكابيتانو لم يظهروا على شاشة قنوات الجزيرة الرياضية «بى إن سبورت» والإقامة فى قطر ألد أعداء مصر، وفضلوا الظهور على قنوات وإذاعات مصرية، مغلبين مصلحة وطنهم فوق مصالحهم الخاصة، دون أن تسيل لعابهم لدولارات وريالات قطر، على عكس أبوتريكة تماما المقيم فى قطر وضيف دائم فى جلسات الشيخ الإرهابى يوسف القرضاوى!!
الحقيقة أن إصرار جماعة الإخوان الإرهابية على مشاركة أبوتريكة مع منتخب مصر لخوض غمار نهائيات بطولة كأس العالم ، أهم محفل رياضى على سطح الكرة الأرضية الذى يتابعه الملايين فى مختلف دول العالم، هدفه رفع إشارة رابعة، مثلما فعل عندما ارتدى «تى شيرت» مكتوب عليها «تعاطفا مع غزة» فى نهائيات بطولة الأمم الأفريقية التى أقيمت فى 2008 وفازت بها مصر، وذلك للمتاجرة بها وتحويلها إلى مظلومية والتأكيد على أن الجماعة موجودة فى كل مكان وفى أى محفل.
ولو حتى افترضنا أن منتخب مصر فى أشد الحاجة لمجهود أبوتريكة فإن عدم ضمه ضرورة وطنية كبرى، لأن مخاطر ضمه وما ستسفر عنه من نتائج سيئة على مصر أكبر وأفدح!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة