لا أدرى كيف يمر حدث مثل مباركة بابا الفاتيكان للحج إلى مصر، واعتماده مسار رحلة العائلة المقدسة إلى البلد الأمين الذى نعيش فيه الآن هكذا مرور الكرام، لا حس ولا خبر وطبعا لا استعدادات كافية ولا إدارة كاملة بوزارة السياحة مسؤولة عن الملف، وطبعا الاعتماد على مجموعة الموظفين الموجودين وطيبة المصريين وسماحة الآباء الكهنة فى الكنائس وتعامل الشرطة مع الباعة الجائلين.
هذا حدث فارق فى صناعة السياحة عندنا، حدث عالمى لا يقل عن حج المسلمين إلى الكعبة المشرفة وحج المسيحيين إلى القدس وبيت لحم فى فلسطين، ولا أبالغ لو قلت إن هذا الحدث يحتاج إلى وزارة مختصة تتولى تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة من هبوط الحجاج مطار القاهرة وحتى آخر نقطة فى مسار الرحلة، الطرق والاستراحات والفنادق والكنائس ومحيطها والمزارات، وكيف يمكن إخضاع المسار برمته إلى عملية تطوير شاملة وسريعة يشارك فيها رجال الأعمال المهتمين بصناعة السياحة.
الحج إلى مصر يمكن أن يكون مصدرا لجذب عشرين مليون سائح سنويا أو يبقى على حاله يزيد إقبال السائحين بأقل من مليون سائح، كما يمكن تطوير مسار الرحلة بعناصر الجذب الفندقى والترفيهى والأسواق والبازارات بحيث يرتفع معدل إنفاق الحاج من مائة دولار مثلا إلى ألف دولار، لكن الموضوع كله مرتبط بما نملك من رؤية شاملة لتطوير المسار وربط التجمعات السكانية المتقاطعة معه اقتصاديا به، وبالتالى نضمن أفضل خدمة وتعامل للحجاج كما نضمن نموا مطردا لهذا المسار وللمناطق المرتبطة به وخاصة فى الصعيد.
رحلة العائلة المقدسة، السيدة مريم والسيد المسيح ويوسف النجار إلى مصر، بدأت من رفح واخترقت الصحراء حتى وصلت إلى الفرما فى محافظة بورسعيد ومنها إلى مدينة بلبيس فى محافظة الشرقية، ثم المعادى وعين شمس بالقاهرة ثم مدينة البدرشين بالجيزة ثم البهنسا وجبل الطير بالمنيا ووادى النطرون بالبحيرة، ووصلت الرحلة إلى دير المحرق ودرنكة بأسيوط، طلبًا للأمن من بطش الإمبراطور الرومانى هيرودس، فتخيلوا معى خطة تنموية شاملة لمسار رحلة الحج يخدم كم محافظة، ويقيم كم مجتمعا جديدا، ويمنح كم مدينة عائدا سنويا.
وتخيلوا معى كيف يتم استخدام مسار الرحلة المقدسة لإعادة بناء الصورة الذهنية لمصر فى الخارج وإعادة تسويقها بأنها بلد الأمن قديما وحديثا والصخرة التى تتحطم عليها أمواج الإرهاب والعدوان وكل أشكال البطش والتجبر، فكروا قليلا يا جماعة الخير فى وزارة السياحة وفى الحكومة، فكروا وتسلحوا بالخيال الذى يمكن تحقيقه، احلموا لبلدكم تربحوا كثيرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة