لا يليق التعامل مع التاريخ بمنطق الحمامات القديمة: إما النسف أو تحمل قسوة الرائحة وكآبة المنظر ، وإن كان بعض ما يقوله يوسف زيدان عن مصحف عثمان، وأحمد عرابى، وصلاح الدين، وأمور أخرى، يلقى قبولًا لدى بعض محبى الاختلاف عن عامة الناس، فهذا لا يعنى بالضرورة أن زيدان يقول الحقيقة، فالناس أحيانًا تهوى ألعاب العقل، ومنها أن تفجر المفاجآت وتحطم بعض الثوابت، التى تربى عليها الناس ثم تتركهم حيارى بين ما يصدقون ومنطقية ما سمعوا، وليس لهذه الطرق إلا نتيجة واحدة هى الشك، الذى يدفع الناس للتمترس خلف ما نشأوا عليه واطمأنوا لصدقيته، ولك أن تتخيل هذا الوضع حين تتحدث عن تجديد الفكر الدينى فتجدهم يعتصمون بأفكار قديمة ومتطرفة، لأنهم لا يطمئنون لطريقة التجديد، التى يتصدرها يوسف زيدان، وسعد الدين الهلالى.