لم يستفزنى شىء فى هذا التقرير الذى كتبه الزميل «سيد نون» فى «اليوم السابع» عن تفاصيل رشوة سكرتير محافظة السويس سوى صورته وهو يصلى مصطنعا الخشوع أمام الكاميرات، واسم تلك الفتاة التى يتحصل عليها على سبيل الرشوة والتى يطلق عليها «نادية مكرونة».
من فضلك حاول البحث عن هذا التقرير فى «اليوم السابع» لتعرف كيف يعانى الحرامية فى كل زمان ومكان، تعب السيد سكرتير عام المحافظة من خراب ذمة المقاولين الذين يرشونه تماما كما نعانى نحن مع المسؤولين الفاسدين، لماذا؟ لأن السيد شكرى سرحان، سكرتير عام المحافظة، اتفق «اتفاق رجالة» مع المقاول على رشوة معلومة، فما كان من هذا المقاول الجشع سوى محاولة النصب على السيد المسؤول، وبدلا من أن يقدم له ساعة رولكس أصلية منحه ساعة مقلدة ثمنها لا يزيد على الألف جنيه، ولما اكتشف السيد المسؤول الخديعة اتصل بوسيطة الرشوة السيد «نصرة» وأبلغها بالغ غضبه، وتطييبًا لخاطره وعدته بأن تتوسط فى أن يقدم الراشى قيمة الرشوة نقدًا، وفى التسليم كان رجال الرقابة الإدارية فى الانتظار، وانكشف المستور.
تنوعت الاتهامات الموجهة إلى السيد شكرى سرحان، ومنها رشوة مالية مقابل قيامه بتسريب قيمة المقايسة التقديرية لمزايدة بيع قطعة أرض مساحتها 39090 مترا مربعا بالمحافظة بقيمة 188 مليون جنيه، وطلب «رشاوى» مالية جديدة بجانب تلقيه رشوة مقابل تسريب قيمة مقايسة مزاد وقيام المتهمة وسيطة الرشوة بالقضية بتوصيل فتيات إلى السكرتير العام داخل أحد الشاليهات بقرية سياحية بالعين السخنة لإقامة علاقات غير مشروعة معهم من أجل إرضاء السكرتير العام، والمقابل هو تسريب مقايسات والسماح بتعلية أدوار على أساسات خاوية، والإخلال بمنظومة تكافؤ الفرص التى يكفلها القانون.
بعد أن عرفت هذه الاتهامات وهى قدر ضئيل من جرائم هذا المجرم التى ارتكبها على مدار تاريخه، حاول أن تضع الصورتين فى ذهنك، صورته وهو قائم يصلى فى المسجد، والأخرى وهو يجسم على الأخت «مكرونة» ولا تحاول أن تربط فى ذهنك بين أى مسؤول يتفاخر بصلاته مستعرضا إياها أمام الناس، مثل هذا السيد، أو أى مسؤول آخر يستعرض بقيامه بفريضة الحج مثل فاسد قضية فساد موظف مجلس الدولة السابق.