وائل السمرى

الإعلامى والفتوة

الخميس، 19 أكتوبر 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خيرا فعلت قناة «سى بى سى» حينما وقفت برنامج الإعلامية مروج إبراهيم بعدما هاج الرأى العام عليها حينما تعاملت بطريقة غير مهنية مع المؤرخ المعروف الدكتور عاصم الدسوقى، وفى الحقيقة فقد شهدت الساحة الإعلامية مؤخرا حالة كبيرة من الانفلات المهنى، حيث تناسى بعض الزملاء واجبات الإعلامى ومهامه وتطلع للعب أدوار أخرى لا تمت إلى المهنة بصلة، والسبب فى هذا الأمر من وجهة نظرى هو بحث البعض عن أكثر القضايا إثارة للتغلب عن تناقص عدد المتابعين لبرامج التوك شو عامة والتوك شو السياسى خاصة، لكن للأسف لا يحسب هؤلاء الإعلاميون حسابا لتطورات الحلقات فيفاجأوا بأن القضايا تتفرع والموضوعات الساخنة تزداد سخونة، وإذا استخدمنا حسن النية فسنرجع ظاهرة طرد الضيوف من الاستوديوهات إلى رغبة المذيع فى عدم التورط فى قضية ما، أما إذا استخدمنا سوء النية فإن سبب هذا الفعل المخزى هو البحث عن الإثارة وتصدر قوائم الأكثر قراءة أو الأكثر مشاهدة، والمؤلم أن مؤشرات الحالتين تقول إننا وصلنا إلى الدرك الأسفل من الوعى.
 
إعلامية تطرد ملحدة استضافتها فى برنامجها، وآخر يطرد مؤيدا لرفع علم المثليين، وثالثة تطرد مؤرخا كبيرا وعالما معروفا بحجة أنها لا تريد أن تشخصن القضايا، وفى الحقيقة فإن استضافة الإعلامية مروج إبراهيم للمؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى لم يكن للحديث عن مناهج البحث التاريخى بين النظرية والتطبيق ولم يكن لدراسة إشكالية الحياد الموضوعى لدى المؤرخ المعاصر، وإنما كان بسبب اشتعال الرأى العام ضد الكاتب يوسف زيدان بعد إذاعة شتائمه للزعيم أحمد عرابى، أى أنها كانت تبحث عن إثارة قضية تسبب فيها شخص، فلماذا أرادت أن تمنع المؤرخ الكبير عن الحديث عن هذا الشخص بحجة «عدم الشخصنة»، والأهم من هذا لماذا تنتاب مذيعينا تلك الأرواح الشريرة التى تجعل أحدهم يتقمص دور الفتوة الذى يطرد هذا ويسخر من هذا ويعبث بتاريخ هذا؟ 
 
كنا نسمع قبل أن نعمل فى هذه المهنة أن الإعلامى هو ذلك الشخص الذى يعرف شيئا عن كل شىء، وفى الحقيقة فقد كنت أجد أن هذا التعريف ينتقص من الصحفى ولا يضيف إليه، لأن معرفة شىء عن كل شىء تجعل الواحد سطحيا لا يقتات إلا على القشور، ولهذا كنت أرسخ فى نفسى وفيمن عملوا معى مفهوم الصحفى المتخصص الذى يمتلك زمام تخصصه، لكن أن تتفاخر مذيعة بأنها لا تعرف أى شىء عن أى شىء فهذه هى الكارثة الحقيقية، وفى الحقيقة فإنى أجد هذا أمرا طبيعيا فى ظل سياسة إبعاد الثقافة ونفى المثقفين من العمل الإعلامى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة