قال الدكتور حسن راتب، إن مصر تستحق التضحية من أجلها حتى تعود إلى مكانتها ولدينا ما يجعلها أغنى دولة فى المنطقة، وعندنا محور قناة السويس من الممكن أن يكون أهم شريان ومحور اقتصادى فى العالم، والعاصمة الجديدة من الممكن أن تكون مستقبل مصر، وبحيرة ناصر الغنية والصعيد الثرى وكل منطقة بها ميزة نسبية.
وأضاف حسن راتب :" شهدنا افتتاح العاصمة الجديدة وعلى الرغم من التحديات فقد شهدت حلما جديدا نريد أن نتركه لأبنائنا وأحفادنا وهذه حقيقة والاقتصاد حلقات متصلة ومصر ستنعم بالخير مع هذه المشاريع العملاقة، فالقاهرة تكدست بالسكان وإن خرج من هذا مع زعيم حالم لابد أن نلتف حول قيادة وزعامة، وما يحدث الآن فى مصر نقلة نوعية ولابد أن نلتف حول زعامة ولم يحدث فى العالم أن خرج 30 مليون ليلتفوا حول الزعيم من اجل شعار واحد، ونحتاج إلى شيء من الحكمة فى المرحلة المقبلة".
وتعرض قناة المحور فى سهرة خاصة الجمعة المقبلة، ندوة مصر والعبور للمستقبل فى إطار احتفالات مصر بانتصارات أكتوبر المجيدة، بحضور حسن راتب واللواء محمود خلف والفنان محمد ثروت، والذى أكد خلالها حسن راتب أننا من أبناء جيل نشأ مع الثورة ورضع من لبن أم شعارها "ارفع رأسك يا اخى لقد مضى عهد الاستعمار" وصحينا على زعيم اسمه جمال عبد الناصر سواء اختلفنا أو اتفقنا مع حقبته كان زعيم والسادات زعيم وحسنى مبارك زعيم والسيسى زعيم، ولابد أن نقدر زعماءنا ورموزنا ونحترمهم فجميعهم أبطال، وتابع: "أننى كنت طالب فى مدرسة السعدية الثانوية وكنت رئيس اتحاد طلاب فى عام 1967، وكنا نقوم بتقليد جمال عبد الناصر ونحفظ الخطب الخاصة ومنها فى الأزهر عندما قال "أيها الأخوة لقد فرض علينا القتال، ولكن باسم شعب مصر، باسمكم جميعًا أعلن للعالم أجمع أنه لم يوجد من يفرض علينا الاستسلام".
وأضاف راتب أننا عشنا حلما وسمعنا أننا نستطيع أن نغرق إسرائيل فى 24 ساعة واستيقظنا على كابوس اسمه 67، وصحينا على كابوس اسمه سيناء وما حدث بها وأريد أن يسمع أبنائى والشباب هذا الكلام، وهذا هو جيلى الذى ارتبط بجينات مصر وعبق مصر ومنهم الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى والذى قال فى عز أزمة النكسة "وبلدنا على الترعة بتغسل شعرها.. جاها نهار ما قدرش يدفع مهارها يا هالترى الليل الطويل أبو العيون الدبلنين.. يقدر ينسيها الصباح.. أبدًا.. بلدنا فى النهار وكنا نشاركهم الحلم وظهر ولاد الأرض والأبطال فى السويس وبورسعيد والإسماعيلية، وأيضًا: "يا ريس البحرية يا مصرى.. يا أبو العرق مصرى.. يا أبو الكفاح مصرى.. ده بحرنا بحرنا وابن البلد صياد.. ايد للبنا للبنا.. وأيد على الزناد تصطاد.. هنعدى ونحارب.. نفرش رمال الصحراء بالحنا.. ونحنى قلب الأم.. أم الشهيد غنوة".
وأوضح راتب أن البطولات الكبيرة لولاد الأرض فى تلك الحقبة قاموا بالغناء لرياض وهو رئيس أركان حرب الجيش المصرى واستشهد على الجسر هو يحارب مثله مثل أى جندى فى حرب الاستنزاف ولا ننسى عندما غنوا له "رياض.. رياض ما ماتش.. الحرب لسه ما انتهاتشى وأيضًا غنوة له "عضم إخواتنا نلمه نلمه.. نسنه نسنه ونعمل منه مدافع وندافع.. ونجيب النصر هدية لمصر.. نكتب عليه أسامينا".
وقال راتب إن البطل الحقيقى فى هذه الحقبة الغالية من تاريخ مصر هو الانسان المصرى واللى جيناته مليانة بالحضارة والوطنية والتضحية وإنكار الذات، الناس كانت فى ظروف صعبة ولكنها كانت تتحدى"، وانتقل راتب إلى عام 1972 قائلا: "وقتها كانت رئيسًا لاتحاد طلاب أيضًا ووقتها كان الرئيس السادات بطل لهذه الحقبة ورمزيته، وأنا جلست مع السادات 5 ساعات فى القناطر وكان يحكى معانا فى هذا العام والذى سُمى بعام الضباب لأنهم كانوا يقولون لنا سنحارب وفى الآخر لا نحارب، ثم بدأت الطلبة تعمل مظاهرات وكان الرئيس السادات حكيمًا والتاريخ سيسجل أن السادات من أعظم الزعماء فى تاريخ مصر وهذه شهادة حق، ولو كان الأمر بيدى لكان خطاب السادات بالكنيست يتم تدريسه فى جميع مراحل الدراسة بمصر لما به من قيمة عالية ومفردات ولغة ثرية ومعانى وطنية وقومية، وهذا الإحساس الراقى لزعيم أمة حضارية قائلاً لهم لقد جئت اليكم منتصرًا فى عقر دارهم مستشهدًا بآيات من القرآن والإنجيل والتوارة وأنا أشرف بأن كان لمصر زعيم مثل السادات.
وأضاف راتب: "فى هذه المرحلة الحالية من عمر الوطن أمام تحديات صعبة وهذه المرحلة لا تقل عن مرحلة 73 بل التحديات الأن أكبر بكثير من المرحلة الماضية، لأن المؤامرات تحاك لمصر من كل مكان وتحت شعار نحن لا نحب نظرية المؤامرة.. لا توجد نظريات مؤامرة وما يحدث فى سيناء الآن وأمس وأنا أعيش من 40 فى سيناء وأنا واحد من أبناء قبائل سيناء، وارتباطى بهم ارتباط قيم ومبادئ وحب للوطن أقوى بكثير من ارتباط الدم" مشيرًا إلى أننا أردنا الذهاب إلى تعمير سيناء بعد انتهاء الحرب وضرب مثلاً لبعض المتطرفين من اليهود عندما دخلوا قرية يميت فى العريش مهددين بالانتحار الجماعى بعد الهزيمة ولا يريدون ترك سيناء، وعلق راتب: "مغتصب ويتمسك بأرضى فأين دورنا وهنا جاء دور الزعيم السادات فى التأكيد على خروجهم من مصر وهناك من الأفلام التى خلدت لتلك الحقبة وأتمنى أن تعاد إذاعتها مرة أخرى".
وفى هذه المرحلة 1981 كنت فى السعودية وكان وقتها آخر انسحاب لإسرائيل وعندما شاهدت منظر قرية يميت وانسحاب إسرائيل أقسمت بأن أعود لابنى يميت وأعمر سيناء ثم قمنا ببناء جامعة سيناء ومصانع هناك من أجل التنمية والتعمير فسيناء وطن وعقيدة لنا وحب غالى يرخص فى سبيله الغالى والرخيص والقصة ليست مادية وأنا كان أفضل لى أن أنشئ مصنعا فى الجيزة من أن أذهب إلى سيناء، ومن حق أهل سيناء علينا أن نعظم دور أهل سيناء ومنظمة سيناء وما قدمته من بطولات فى الحرب وهم من أعطوا المعلومات للجيش المصرى ودافعوا.
ووجه راتب نداء إلى الإعلام بإلقاء الضوء على بطولات حرب الاستنزاف والنصر مندهشًا بأنه لا توجد جهة فى مصر أعطت هذه الحقبة حقها من بطولات ولأهل سيناء على وجه الخصوص، واستطرد راتب أننا أمام تحديات ضخمة اقتصادية وتراكمات لم تكن تعالج وفى الاقتصاد عندما يوجد أى سلعة لها سعران فهذا فساد وهذه التحديات كان لابد من مواجهتها بمشرط جارح، وكل زعيم فى الدنيا كان يأخذ قرار كان يقيم شعبيته لدى الجماهير من هذه القرارات.
وأقول كلمة حق أن الزعيم الوحيد الذى لم ير شعبيته وهو يتخذ بعض القرارات الصعبة هو الرئيس السيسى اتخذ قرارات قوية دون النظر إلى مدى تأثيرها على شعبيته، ولا تاريخ سيسجل هذا وأنه الوحيد الذى واجه التحديات بمشرط الجراح وأصبح هناك إصلاح حقيقى للاقتصاد وهناك سعر واحد للسلعة، وحينما ناخذ الدعم من سلعة مثل البنزين فلابد أن نوجه بعض الملايين للغلابة وهذا دور الحكومات ولا بد من مراعاة البعد الاجتماعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة