أكرم القصاص

«داعش» بعيون بريطانية.. مسلسل الدولة «The State» وعولمة الإرهاب

الإثنين، 02 أكتوبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما لم يكن الأوروبيون يهتمون بالإرهاب وداعش لولا وصول هجمات الإرهاب إلى شوارعهم ومنازلهم، فى لندن وبرلين وباريس وبروكسل وغيرها. قبلها كانوا يتصورون أنها أحداث تدور فى الشرق الأوسط التعيس، وقليلون من أوروبا من يمكنهم الاعتراف بدور السياسة والإعلام الأوروبيين فى نشأة داعش وتنظيمات الإرهاب المسلح فى سوريا والعراق.
 
شهدت سنوات 2011 وما بعدها حملات تدعم تقديم السلاح لمن أعلنوهم معارضة سورية، كانت المنظمات فى أوروبا تقدم الدعم لمتطرفين وجمعياتهم التى تجند الشباب وترسلهم إلى سوريا والعراق. اليوم تطارد أجهزة الأمن والاستخبارات فى أوروبا أعدادا من أعضاء الجمعيات التى كانت تتلقى الدعم بعد اكتشاف أنهم متورطون مع تنظيم داعش، كان ذباح داعش المشهور محمد إموازى بريطانيا، ومعه مئات سافروا إلى سوريا والعراق ولم يعودوا.
 
وفى هذا السياق، يأتى مسلسل الدولة «The State»، الذى عرض موسمه الأول فى بريطانيا، يروى قصصا عن شابين وسيدة وفتاة تحت إغراء الدعاية الداعشية على الإنترنت، سافروا بناء على دعايات مكثفة على مواقع «فيس بوك»، تقدم عالم داعش على أنه عالم من الخيرين والمناضلين، وعندما يسافرون يكشفون أنهم كانوا أمام فقرات إعلانية لاعلاقة لها بالواقع، حيث يسيطر عدد محدود من الزعماء على داعش ويتخذون قراراته ليفرضوها، وليس لأحد الاعتراض، هو عالم يضج بالكراهية والصراعات، النساء تتحول إلى جوارى وأدوات للترفيه الجنسى عن المقاتلين، والسبايا يبعن فى أسواق العبيد، وينتقلن من مشترٍ لآخر، المسلسل يقدم صدمة للأربعة، حاول أحدهم تهريب السبية لكنه اعتقل، بينما قتلت النساء الطبيبة التى هربت وعادت لبريطانيا لتتلقى عرضا بالعمل مع الأمن وسط محيطها.
 
يقول بيتر كوزمينسكى مخرج»The State»: «هذه أول دراما باللغة الإنجليزية تحاول أن تنظر إلى ظاهرة الشباب من العالم الغربى ينضمون لداعش، ويواجهون خيبة أمل بعد السفر إلى الرقة بعد أن يكتشفوا التضليل»، لكن المخرج يقدم أربعة واجهوا الصدمة ولم يقدم مصير مئات ما زالوا هناك، المسلسل واجه، ومازال، انقساما بين النقاد والجمهور، من يراه دعاية لداعش ومن يدافع عنه باعتباره يقدم كشفا لعالم لايزال غامضا بالنسبة للبريطانيين.
 
ومن خلال أحد الحوارات بين اثنين من داعش يقول أحد الفقهاء إنهم يريدون محاربة أمريكا حتى تهزمهم، وبعد أن ينهزموا تبدأ سلسلة من التطورات تحقق إقامة ما يزعم هؤلاء أنه دولة داعش.
 
هناك تشابه بين مسلسل الدولة البريطانى مسلسل «غرابيب سود» الذى عرض فى رمضان الماضى، فيما يتعلق بخيبة أمل من يسافرون للانضمام إلى داعش، وتشابهات بين الدولة والغرابيب بشكل كبير، لكن كلاهما يفتقد إلى العمق وإلى الإمساك بخيوط نشأة داعش والتنظيمات الإرهابية ضمن حملات دعاية من الإعلام البريطانى والأوروبى وعلاقات القاعدة بالولايات المتحدة ودول عربية وخليجية لعبت دورا فى تمويل نشأة جبهة النصرة، وهى تنظيم القاعدة فى الشام، وأيضا فى تدعيم داعش وباقى تنظيمات الإرهاب.
 
مسلسل الدولة أقرب للتوثيق، لكنه يكشف فى بعض أحداثه، عن وقوع فى فخ الدعاية الداعشية، فضلا عن نقص المعلومات بشكل كبير حول علاقات داعش وتنظيمات الإرهاب، لكنه يكشف عن حجم الاهتمام الأوروبى بالتنظيم بعد أن دق الإرهاب أبواب أوروبا، عن طريق شباب نشأ وتعلم فى أوروبا وليس فى الشرق الأوسط، وهذا الشباب تمت صياغته ليحمل كراهية ورغبة فى هدم المجتمعات التى نشأ فيها، ليكتشفوا أن الإرهاب فى جزء منه منتج «عولمى» وليس فقط دينيا شرق أوسطيا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة