تعانى الدول الأوروبية فى الآونة الاخيرة من خطر الإرهاب والهجمات التى تريق دماء المئات من مواطنى القارة العجوز، ويزداد الهلع يومًا بعد يوم، وخاصة بعد التحذيرات المتكررة من وكالات الاستخبارات المختلفة من خطورة عودة المقاتلين الأجانب الذى ينتمون لتنظيم "داعش" الإرهابى.
ولم يتوقف خوف وقلق أوروبا من المقاتلين فحسب، وإنما من رجوع الأطفال الصغار وأمهاتهم مرة أخرى إلى دولهم الأصلية بعدما تشربوا بالفكر المتطرف والكراهية، لمن هم على ديانة أخرى غير دينهم، واقتناعهم بسياسة التنظيم الإرهابى الأخطر عالميًا "داعش"، والتى تدعوا للقتل والعمليات الانتحارية، والذى عمل مؤخرًا على تجنيد الأطفال والفتيات والسيدات للمشاركة فى العمليات الهجومية، إذ أنهم بعيدين كل البعد عن شك قوات الأمن التى أحبطت الكثير من العمليات التى كانت ستقع على التراب الأوروبى.
وفى السياق ذاته، حذرت وكالة المخابرات الداخلية الألمانية، من أن القصر العائدين من مناطق الحرب فى سوريا والعراق قد يصبحون جيلا جديدا من المجندين لصالح تنظيم داعش، موضحة أن أكثر من 950 شخصًا من ألمانيا ذهبوا للانضمام لداعش فى سوريا والعراق نحو 20 فى المئة منهم نساء وخمسة فى المئة من القصر.
وفى الوقت الذى يخسر فيه تنظيم داعش الأراضى التى سيطر عليها فى العراق وسوريا، من المتوقع أن تعود الكثير من النساء مع أطفالهن.
وقال مدير المخابرات هانز جورج ماسن، إنه على ألمانيا أن تستعد لخطر انتشار التطرف بين الأطفال، مضيفًا: "نرى الخطر المتمثل فى عودة الأطفال الذين خالطوا الإرهابيين وتلقوا تعاليم منهم من مناطق الحرب إلى ألمانيا. قد يسمح ذلك بنشأة جيل جديد من الإرهابيين هنا".
وفى العام الماضى نفذ صبى ألمانى من أصول عراقية يبلغ من العمر 12 عاما محاولة فاشلة لتفجير عبوتين ناسفتين فى بلدة لودفيجشافن غربى البلاد.
ومررت لجنة الموازنة التابعة للبرلمان الألمانى عدة تشريعات تنص على ضم 3250 عنصرا جديدا إلى قوات الشرطة الاتحادية فى السنوات المقبلة، وتعد السلطات الأمنية خططًا للتوظيف فى وكالة جديدة معنية بفك الاتصالات المشفرة والتى تضاعفت إلى 120 فردا، وتشمل زيادة الإنفاق أيضًا خططا خاصة بالحماية المدنية والمهاجرين، على أن يمررها البرلمان.
وكانت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" قد ذكرت أن جهاز الاستخبارات الاتحادى من المقرر أن يتسلم قمرا اصطناعيا خاصا به، حيث أنه يعتمد حاليا على صور الأقمار التى يلتقطها الجيش الألمانى أو أجهزة استخبارات حليفة.
وتعتبر فرنسا أكثر الدول المتضررة من العمليات الارهابية منذ عام 2015، فقد أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أنها تفضل أن يلقى المقاتلون الفرنسيون فى صفوف داعش حتفهم فى سوريا بدلا من عودتهم من جديد إلى فرنسا ، فى إقرار هو الأول من باريس باعتزامها غلق أبوابها فى وجه العائدين من ميادين القتال.
وقالت وزيرة الجيوش فلورنس بارلى، قبل ساعات من سقوط مدينة الرقة السورية: "إذا قضى الجهاديون فى هذه المعارك، سأقول إن هذا أفضل".
وبحسب تقارير إعلامية، لا يزال هناك ما يزيد على 500 فرنسى من الإناث والذكور فى سوريا والعراق يقاتلون فى صفوف تنظيم داعش الإرهابى، ومنذ الهزائم التى تكبدها التنظيم فى مناطق النزاعات العربية، تزايدت بشكل ملحوظ الهجمات الإرهابية التى يشنها الذئاب المنفردة فى العديد من العواصم الأوروبية.
ومع تزايد حدة الهجمات الإرهابية داخل الدول الأوروبية، تواصل العديد من حكومات القارة العجوز إجراءاتها الأمنية المشددة لوأد أى هجمات محتملة وحماية جبهاتها الداخلية من العمليات الإرهابية، حيث أقدمت بلجيكا على تمديد تواجد قواتها المسلحة داخل الحدود حتى عام 2020، فى خطوة تعكس حجم المخاوف التى تسود القارة العجوز.
وبحسب تقرير نشرته قناة بلجيك 24، فإن رئيس أركان القوات المسلحة البلجيكية مارك زيس ينوى الحفاظ على وجود الجيش فى شوارع بلجيكا لبضع سنوات مقبلة، من أجل إحكام القبضة الأمنية فى مواجهة الإرهاب والعناصر المتطرفة، وبناء عليه فقد أعد برنامجا للتدريب العسكرى فى إطار هذه الرؤية.
وفى إيطاليا، حذر وزير الداخلية ماركو مينيتى فى اجتماع لوزراء داخلية مجموعة الدول السبع من أن المسلحين الذى يخططون لشن هجمات ثأرية فى أوروبا بعد هزيمة المسلحين فى سوريا، ربما يتسللون إلى أوروبا على متن مراكب المهاجرين المنطلقة من ليبيا.
فيما قال رئيس الاتحاد الأوروبى دونالد توسك، أن الاتحاد سيقدم "دعما أقوى لجهود إيطاليا مع السلطات الليبية" وأن هناك "فرصة حقيقية لإغلاق الطريق الرئيسى عبر المتوسط".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة