كنا منذ وقت قريب نتساءل: ما الذى حدث لمشروع مكتبة الأسرة ؟ هل انتهى المشروع تماما ؟ هل أصابته الشيخوخة ووجب علينا البحث عن بديل ؟ هل استسلم المسؤولون ولم يبذلوا مجهودا للمقاومة ؟ .. لكن منذ أيام قليلة اجتمعت اللجنة العليا لهذا المشروع الكبير والتى يرأسها الدكتور فوزى فهمى، واتفقت على إصدار سلسلة جديدة للرواية العالمية، تتضمن إصدار 50 رواية عالمية بترجمات نادرة، أو تمتلك حقوقها هيئات وزارة الثقافة .. وهذا كلام جميل لكن عليه ملاحظات مهمة .
أولا وحتى يكون القارئ الكريم ملما بما يحدث فإن السلسلة التى وافقت عليها اللجنة ستضم أعمالا منها : العجوز والبحر لـ إرنست هيمنجواى، الحرب والسلام لـ توستوى، اللصوص لوليم فوكنر، قدر الإنسان لأندريه مارلو، الغريب لألبير كامو، محبوبة لتونى موريسون، عوليس لجيمس جويس، أورهان باموق- الحياة الجديدة، لو أن مسافرًا فى ليلة شتاء – إيتالو كالفينو، منعطف النهر- ف.اس نايبول، مدام بوفارى لـ فولبير، تورتيلا فلات وعناقيد الغضب لـ شتاينبك، مزرعة الحيوان لـ جورج أورويل، الأحمر والأسود لستندال، أشياء تتداعى تشينوا اتشيبى، البوماء العمياء لصادق هدايت، رباعية الإسكندرية لداريل، "بقايا اليوم" كازو إيشيجارو، صورة دوريان جراى وشبح كانترفيل لأوسكار وايلد، دكتور زيفاجو بوريس باسترناك، اليوتوبيا لتوماس مور، جاتسبى العظيم، الأخوة الأعداء، بيرة فى نادى البلياردو، عشيقة الملازم الفرنسى، فوما جوردييف لمكسيم جوركى- بندول فوكو لـ أمبرتو إيكو، فى انتظار البرابرة لـ كويتزى، تاريخ حصار لشبونة- ساراماجو، هى تتخيل – خوان مياس، الخلود كونديرا، الآنسة لايفو اندريش، وجسر على نهر اندرينا، صحراء لوكليزو، البصيرة لساراماجو، طائر الليل الهندى، عائلة باسكوال دوارتى- كاميليو خوسيه ثيلا، "الأرض الطيبة" لپيرل بك، صحراء التتار دينو بوتزاتى، القوة والمجد لجرهام جرين، البلطة لـ ميخائيل سادوفيانو، الدرويش والموت ميشا سليموفيتش . وأخضرت الأرض - كنوت هامسون، جنرال الجيش الميت - إسماعيل كاداريه، دير بارم لستندال، من قتل موليرو - ماريو بارجاس يوسا، عبدة الصفر - آلان نادو، المسيح يصلب من جديد، عشيق الليدى تشاترلى د. ه. لورانس، القمر وستة بنسات - سومرست موم، الجحيم - هنرى باربوس، سبعة طوابق - دينوبوتزاتي، ساحر الصحراء - باولو كويلهو .
كل هذه الروايات لا خلاف على جودتها وأهميتها، هذا لو لم تكن قد تمت ترجمة الكثير منها منذ فترة قريبة وصدرت عن سلاسل تابعة لوزارة الثقافة، منها المركز القومى للترجمة وسلسلة الجوائز وآفاق عالمية، وبعضها صدر عن مكتبة الأسرة ذاتها مثل الحياة الجديدة لأورهان باموق، الكثير منها لا يزال يعرض فى مراكز التوزيع وبعضها فى المخازن لا يرى الضوء، فمثلا رواية أشياء تتداعى لـ تشنو أتشيبى، والتى لا خلاف على أنها من أهم الروايات الأفريقية، فقد صدرت العام الماضى فى طبعتين الفارق بينهما شهر واحد، طبعة عن هيئة الكتاب وأخرى عن قصور الثقافة، وحتما الطبعتان لم تنفدا بعد، فهل سنضيف لهما طبعة ثالثة فى أقل من عام، كما أن رواية بقايا اليوم لـ كازو أشيجيورو فقد أعلن المركز القومى للترجمة عن إعادة طبعها، فلماذا لا تنسق هيئات وزارة الثقافة فى عملية النشر خاصة فى ظل أزمات الورق ومستلزمات الطباعة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة