لم يكن يدرى الطفل الصغير ذات الخمس أعوام عندما ذهب برفقة والدته لمنطقة الحسين، وهو يلهو بمحيط المسجد، أن هناك أعين ترصد خطواته الصغيرة، وعقول تدبر وتخطط لاختطافه للتسول به وبيعه.
"نصار"، الطفل صاحب الخمس أعوام ذو الملامح الجميلة، وبراءة الأطفال تطفو على وجهه جمالاً، ذهب فى اليوم الموعود برفقة والدته لمنطقة الحسين، وما أن ابتعد عدة أمتار وتوارى بعيداً عن نظر والدته، تلقفته أيدى اللصوص، حيث كانت سيدتان ترصدا خطوات الطفل الصغير.
المتهمتان اتفتقا مع سيدة عقيم لا تنجب، قبل يوم الحادث، على بيع طفل لها، ليكون عوضاً عن عدم إنجابها، وأمام المبالغ الطائلة التى عرضتها السيدة الثرية على المتهمتان، تسللا لمنطقة الحسين لاختطاف طفل وبيعه لهذه السيدة.
الزحام، كان بمثابة البيئة الخصبة التى ساهمت فى انجاز مهمة المتهمتان، اللتان اختطفتا الطفل، وتحركتا به من المكان دون أن يشعر بهما أحد، لتصبح دموع الأم وصرخاتها بعد اكتشاف غياب طفلها عديمة الجدوى، فقد هربتا المتهمتان من المكان.
قبل أن تتوجها المتهمان للسيدة الثرية لبيع الطفل لها، اختمر فى عقل إحداهما فكرة، مفادها التسلل بالطفل لمحطات مترو الأنفاق للتسول به، وجمع مزيد من المال قبل بيعه، حتى يكون "المكسب" مكسبين، وزيادة المال لن تضر.
بالفعل، بخطوات ثابتة تحركت المتهمة بالطفل لمحطة مترو محمد نجيب، وبدأت تستعطف الركاب فى مساعدتها بالمال، بحجة أنها تصرف على الطفل وأنها لا تجد أموالاً للإنفاق عليه، لكن أحد الركاب ارتاب فى أمرها، بعدما ادعت أن الطفل شقيقها ولا توجد أية ملامح مشتركة بينهما، وبالإبلاغ عنها تم القبض عليها، وتحرير الطفل المختطف وتسليمه لوالدته، فى مشهد اكتسى بالدموع والبكاء، بعدما كادت الأم أن تفقد طفلها للأبد قبل أن ترده الشرطة إلى أحضانها مرة أخرى.
كواليس الواقعة بدأت ببلاغ لأجهزة الأمن مفاده وجود فتاة تتسول بطفل أمام شباك التذاكر فى محطة مترو محمد نجيب، فوجه اللواء قاسم حسين مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات، بتحريك قوة أمنية لضبط المتهمة، حيث تبين أنها تدعى"منار. ر" 14 سنة، وأن الطفل الموجود برفقتها يدعى "نصار " 5 سنوات، وبسؤالها عنه أكدت أنه شقيقها.
ونظراً لوجود اختلاف شديد فى الملامح فيما بينهما، تم تطوير مناقشة الفتاة، التى انهارت أمام ضباط المباحث واعترفت بالاتفاق مع "أمينة ا.ع" على اختطاف أحد الأطفال صغير السن لبيعه لإحدى السيدات مقابل مبلغ مالى يقتسماه فيما بينهما، وعليه اختطفت الطفل من أمام مسجد الحسين فى منطقة الجمالية، وتوجهت لمحطة محمد نجيب لمترو الأنفاق لاستخدامه فى استجداء المترددين على المترو لحين تسليمه للسيدة التى سوف تشتريه.
ومن خلال إجراء التحريات توصلت فرق البحث إلى أسرة الطفل المختطف، حيث تم الاستدلال على إحدى السيدات تدعى"سمر س.م" 34 سنة، أثناء بحثها عن نجلها، والتى أكدت أن إحدى الفتيات داعبت نجلها بمنطقة مسجد الحسين، واكتشفت اختفائه عقب ذلك، وأدلت بأوصافها، مؤكده أن طفلها يدعى"نصار أ.س" 5 سنوات، وقدمت شهادة الميلاد الخاصة به، وبالفعل تم تسليم الطفل لوالدته التى انهارت بمجرد رؤيته وحضنته فى مشهد إنسانى، جعل دموع الحاضرين تسيل على وجوههم، مقدمه شكرها للواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية ورجاله العيون الساهرة لحماية أمن المواطن، بعدما أعادوا الحياة لقلبها مرة أخرى بحد وصفها.
الطفل المختطف
اللواء قاسم حسين مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات
المتهمة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة