مع الساعات الأولى لبدء اشتباكات الأمن مع الإرهابيين بمنطقة الواحات، قادت وكالة "رويترز" للأخبار جميع وكالات الأخبار فى العالم، بل والصحافة المصرية فى تقديم أرقام عن عدد شهداء الحادث الإرهابى، منسوبة إلى ما أسمته بـ "المصادر الأمنية"، آخر ما قدمته الوكالة كان صباح اليوم، حيث أشارت إلى أن شهداء الحادث وصل إلى 52 شهيدا، ناسبة الخبر إلى ما أسمته بـ "3 مصادر رسمية"، وهو ما يطرح عددا من التساؤلات الهامة حول القضية.
أول هذه الأسئلة هو كيف استطاعت رويترز تحديدا دون أى جهة صحفية أخرى مصرية كانت أو أجنبية الوصول إلى ما تدعى أنه أرقام الشهداء، وإذا كان هناك مصادر أمنية تمتلك هذا القدر العالى من المعلومات، وتلك القدرة على الوصول إلى معلومات بهذا الحجم من الأهمية وذلك القدر من "الدقة" لتحدد العدد، فلماذا لا تعطى هذه المصادر المعلومات نفسها إلى الصحافة المصرية؟.
ثانى هذه الأسئلة هل هناك سهولة فى التواصل مع وكالة أجنبية بهذا القدر والتصريح بأرقام لم تعلن رسميا بعد من خلال ليس مصدر واحد بل من 3 مصادر، ولماذا تقصر هذه الجهات الأمنية اتصالاتها وتصريحاتها مع الوكالة العالمية، فى حين تحتجب مثلا عن الصحافة والإعلام المصرى؟.
ثالث هذه الأسئلة من مكتبها بوسط القاهرة، تطرح رويترز أرقاما عجز ربما مراسلون تمكنوا من الوصول إلى موقع الحدث نفسه، مثل مراسل أحد وسائل الإعلام المتواجد فى قلب الحدث نفسه، والذى لم يدل أى قيادة أمنية له فى موقع الحدث نفسه بأى أرقام عن أعداد الشهداء والمصابين.
رابع الأسئلة، لماذا علينا أن نصدق أرقام رويترز التى تقول أن أعداد الشهداء 52 شهيدا، فيما تنقل قناة فرنسا 24 أن عدد الشهداء 35 شهيدا، فى حين تقول قناة دوتش فيلا الألمانية أن عدد الشهداء هم 14 شهيدا، فى حين أن وكالة نوفوستى الروسية أوردت أن عدد شهدائنا بلغ 54 !.
خامس الأسئلة وربما أخطرها، هو ما مدى مصداقية ما الوكالات الأنباء من أخبار حول مصر، فرويترز مثلا نشرت فى مارس الماضى تقريرا أسمته بـ "التقرير الحصرى" عن نشر روسيا قوات لها فى قاعدة عسكرية فى مصر، وكعادتها نقلت أيضا عن مصادر أمنية مصرية عدد هذه الوحدات، وتفاصيل عمل هذه القوات وكيف وصلت إلى مرسى مطروح على متن 6 طائرات عسكرية، وهو فى النهاية ثبت عدم صحته جملة وتفصيلا.
ولا يجب أن ننسى أيضا ما نقلته رويترز ايضا عن 3 مصادر أمنية مصرية، لخط سير الباحث الإيطالى جوليو ريجينى، وبأنه احتجز فى قسم الأزبكية قبل وفاته بأيام، وهو أيضا مالم تثبت صحته مطلقا من خلال التحقيقات.
هذه الأسئلة ليست هجوما على وكالة الأنباء الأجنبية رويترز، بقدر ما هى محاولة لاستيضاح حقيقة ما تنشره الوكالة، وحقيقة مصادرها الأمنية التى تنقل لها كذبا تحركات قوات روسية مزعومة على أرض مصرية، أو تفضح لها مثلا ما عجزت أجهزة التحقيق المصرية الإيطالية عن كشفه بأن جوليو ريجينى احتجز فى قسم الأزبكية ليلة اختفائه، أو حتى تعرف أرقام الشهداء فى حدث مازالت ملابساته لم تتضح بعد، ليس فقط للجالسين فى القاهرة، بل حتى للصحفيين المتواجدين فى موقع الحدث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة