فى حديث طويل وهام للغاية، منشور أول أمس، صرح العالم الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى، أن عدد الحاصلين على الدكتوراه فى مصر لا يزيد على 126 ألف شخص، أكثر من %50 منهم فى العلوم الاجتماعية والإنسانية، والباقون مقسمون بين العلوم المعنية بالطب والهندسة والزراعة والكيمياء والفيزياء والجيولوجيا وغيرها من العلوم، وهى من وجهة نظره نسب قليلة للغاية، لأن هناك عزوفا من المصريين عن التعليم العلمى، كما صرح أن عدد الساعات التى يخصصها أساتذة الجامعات للبحث العلمى لا تزيد على %30 من عدد ساعات عملهم، نتيجة تدنى الرواتب ووجود أعباء لها علاقة بالتدريس وخدمة المجتمع، وهو ما جعل البحث العلمى طاردًا للكفاءات، لأنه يستهلك الكثير من الوقت والمجهود دون عوائد مادية تذكر، وأضاف أن تمويل البحث العلمى فى الدول المتقدمة يأتى أكثر من %75 منه من القطاع الخاص وهو أمر لا يحدث فى مصر.
أرجو أن تقوم جهات الاختصاص فى الحكومة بالدراسة والتحليل الدقيق لهذه العبارات بالغة الأهمية التى جاءت على لسان د. صقر والتى يشخص فيها بدقة أهم الصعوبات التى تعانى منها منظومة البحث العلمى فى مصر، خاصة إذا علمنا أنه طبقًا للمؤشرات العالمية للبحث العلمى فى الدول المختلفة فإنه يوجد 600 باحث لكل مليون شخص فى مصر، مقارنة بـ6000 باحث لكل مليون شخص فى اليابان، أى عشرة أمثال النسبة عندنا.