سلطت صحيفة "أوبزرفر" البريطانية الضوء على سقوط تنظيم داعش الإرهابى ودولة خلافته المزعومة، وقالت إن آخر معاقل التنظيم فى مدينة الرقة السورية قد سقطت، لكن انتباه العالم ينبغى أن يتركز الآن على ما يمكن أن يخطط له داعش أو الجماعات الإسلامية الأخرى فى المرحلة المقبلة.
وذهبت الصحيفة للقول إن الشكوك التى تحيط بأى حديث عن الانتصار على "داعش" من قبل المحللين والصحفيين مألوفة، كما أن عديدا من المراقبين المخضرمين نصحوا بالحكمة بدلا من الاحتفال خلال الأسبوع الماضى، فرغم سقوط الرقة، وحتى لو كان داعش متراجعا، فإنه أبعد ما يكون عن النهاية.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإننا عندما نتذكر داعش فى أوج قوته، ندرك أن حجم تراجعه هائل، ففى منتصف 2014 كان التنظيم يسيطر على سكان يصل عددهم إلى نحو 7 أو 8 ملايين، ويفرض عليهم ضريبة، إلى جانب حقول ومصافى النفط ومخازن الحبوب وطرق التهريب المربحة ومخزن ضخم من الأسلحة والذخائر، فضلا عن حدائق كاملة من الأجهزة العسكرية الحديقة والقوية، وكانت العاصمة الاقتصادية لـ"داعش"، الموصل، ثانى أكبر المدن العراقية، وكان التنظيم هو الجماعة الإرهابية الأكثر قوة وثراء والأفضل تسليحا.
وتضيف "أوبزرفر"، أن مشروع داعش الضخم والواسع أصبح ركاما، فقد لقى أكثر من 60 ألفا من مقاتلى التنظيم مصرعهم منذ 2014، وفقا لما ذكره مسؤولون عسكريون أمريكيون رفيعو المستوى، وتقلصت القيادة، رغم أن "البغدادى" ما زال على قيد الحياة، لكن معسكرات التدريب اختفت وتوقف تدفق الدعاية الذى كان مفيدا جدا فى الدفع بهجمات مثلما حدث فى بريطانيا العام الماضى.
وتمضى الصحيفة فى تقريرها قائلة، إنه "لو أن هزيمة داعش لم تتحقق بسهولة، فإن ثلاث نقاط ضعف متأصلة فى مشروعه جعلته مرجحا دوما على المدى الطويل، أولها أن داعش كان بحاجة دائما لتحقيق الانتصار المستمر للنجاح، فالانتصار كان علامة أمام أتباعه على أنه يعمل من أجل الله، كما أن التوسع كان يعنى توفر مجندين جدد لإحلال خسائر المعركة، إضافة إلى بسط النفوذ لتأمين خطوط إمداد الأسلحة والسيطرة على أماكن أكثر للحصول على الكنوز الأثرية وبيعها كواحدة من مصادر دخل التنظيم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة