«ما يحدث فى سيناء سيتوقف فى نفس الثانية التى يتراجع فيها السيسى عن انقلابه وعندما يعود الرئيس والشرعية».
قالها محمد البلتاجى، الذى يتم تغذيته و«علفه» فى السجن، ما يُؤكد بشكل حاسم وجازم، أن الإخوان وراء كل العمليات الإرهابية فى مصر، ماذا وإلا كيف نفسر قدرة «البلتاجى» على إيقاف كل ما يحدث من عمليات إرهابية وحصد أرواح خير من فى مصر ضباط وجنود الجيش والشرطة، لو لم يكن لجماعته اليد الطولى فى تحريك الإرهاب فى سيناء والواحات والصعيد!!
مقولة البلتاجى، وشهادة فتى الشاطر بتسليح اعتصام رابعة، وتهديدات محمد ناصر على الهواء مباشرة بقتل الضباط، وتشفى كل قيادات الإخوان ودراويشهم فى استشهاد ضباط وجنود الشرطة فى الواحات فى ليلة أمس الأول، السوداء، إنما يطرح أسئلة مهمة، لماذا استمر نظر قضايا قيادات الإرهاب فى السجون طوال هذه السنوات؟! إذا وضعنا فى الاعتبار أن القيادات الإخوانية والإرهابية فى السجون تتمتع بكل مزايا الاتصال بذويهم والتواصل مع أعضاء الجماعة خارج أسوار السجن لوضع خطة التأجيج وإثارة الفوضى، وكتابة مقالات تنشرها صحف إخوانية وقطرية وتركية!!
تأسيسا على ذلك فإن دماء ضباط وجنود الشرطة التى عطرت رمال الواحات، تصرخ وتتساءل عن سر عدم الانتهاء من إجراءات محاكمة رؤوس الفتنة فى السجون، طوال 4 سنوات كاملة، وأنه لو تم تنفيذ قرارات الإعدام فى هؤلاء سيكون بمثابة قطع رأس الحية، وسيساهم بشكل رادع فى القضاء على الإرهاب فى مصر!!
استمرار نظر قضايا رؤوس الفتنة، والتمتع بكل مزايا الراحة، والتغذية و«العلف» والتواصل مع ذويهم وقيادات وأعضاء الجماعة خارج السجون، يؤكد أن هناك شيئا ينتقل من خانة الخطر، إلى خانة الكارثة والأمر الجلل، فكيف نقبل أن يحول هؤلاء القتلة قفص الاتهام فى المحاكم إلى سيرك يقفزون فوق أرضيته كالبلياتشو، ليؤدوا أدوارا تمثيلية أمام كاميرات وسائل الإعلام المختلفة، وتوصيل رسائل للخارج والداخل، فى شكل شفرات.
لا يمكن قبول أن هؤلاء القتلة الإرهابيين، ورفاقهم المجرمين، يمارسون حياتهم داخل السجون وتوفر لهم الخلوة الشرعية، وسط تأمين من الشرطة، لينجبوا أطفالا، يكونون نواة لخلايا متطرفة جديدة، ويستمر نسل الإرهابيين، يغذى ويمد الحياة للتنظيمات والجماعات المتطرفة والتكفيرية.
يا سادة هناك عشرات الأسئلة المشتعلة داخل صدور شرفاء هذا الوطن الذين يدافعون عن أمنه واستقراره، ويتحملون كل المتاعب والمشاق والمصاعب من أجل نهضته، ويقدمون فلذات أكبادهم فداء للدفاع عن مصر ومقدراتها، تحتاج لإجابات شافية ووافية، مع التأكيد على إننا نقدر التضحيات التى يقدمها رجال الجيش والشرطة، وهى تضحيات بالروح والدم، وسيذكرها التاريخ بأن هذه المرحلة الدقيقة التى بها مصر، هناك رجالا دافعوا عن وطنهم بالروح والدم، وبشجاعة نادرة، ومن ينكرها ليس جاحدا، ولكن خائن، ولا يحق أن يحمل الجنسية المصرية!
والأسئلة المشتعلة بين الناس من عينة كيف لوسائل إعلام أجنبية مثل رويترز والفرنسية وغيرها من وكالات الأنباء العالمية، والصحف العربية، الحصول على معلومات عن أى حادث يقع قبل وسائل الإعلام المصرية وهل هناك مصادر داخل الأجهزة الأمنية تسرب المعلومات أولا بأول لرويترز؟ وإذا كانت المعلومات خطأ لماذا لا تخرج الجهات المعنية لتكذيبها فى بيانات رسمية؟
وماذا عن التسريبات التى انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى لأحاديث ضباط فى الحملة بغرفة العمليات عبر اللاسلكى؟ وإذا كانت الاتصالات لحادث قديم وليس لحادث الواحات فكيف خرجت أيضا وهى التى تخضع للسرية الشديدة؟ وهل يمكن لنا أن نشير بأن هناك اختراقا مثلا لبعض الأجهزة؟ الأمر يحتاج إلى توضيح لأن التسريبات انتشرت بشكل كبير على السوشيال ميديا وأصابت شرفاء الوطن بالحزن والألم والإحباط!
حادث الواحات أدمى قلوب المصريين، ويجب الوقوف أمامه كثيرا بالتحليل والتدقيق وحشد الجهود للوقوف على الأسباب والأخذ بالأساليب العلمية فى التحليل والرصد، ويجب الاعتراف بأن الاستثمار فى الأمن، استثمار كلفته غالية الثمن، ولكن نتائجه جوهرية تؤثر فى كل النواحى، نثر الأمن والاستقرار، وجذب الاستثمار، وازدهار فى القطاع السياحى.كما يجب على قضاة مصر الشرفاء أن يسارعوا فى البت فى القضايا المتهم فيها رؤوس الإرهاب، وبذل الجهد واختصار الوقت لأن العدالة الناجزة السريعة أحد أهم أركان استقرار وأمن الوطن.
والحقيقة أن «علف وتسمين» الإرهابيين فى السجون، وتشكيل فرق أمنية لتأمين خلوتهم الشرعية مع زوجاتهم ليمارسوا علاقاتهم الحميمية بكل أمن وأمان لإنجاب أطفال يحملون شعلة أفكار آبائهم، إنما يشيع بين الناس اليأس والإحباط، وينثر فى صدورهم حقيقة عجز العدالة فى النيل من القتلة والمجرمين.
ونحذر من انتشار السؤال الحائر بين قطاع عريض من المصريين، عن أن هناك شيئا خطأ يحدث خلف الكواليس وبعيدا عن العيون، وغير مفهوم أو معلوم أسبابه وأسراره فى ظل اختفاء المعلومة وتأخر صدور البيانات ومنح الفرصة لانتشار الشائعات على السوشيال ميديا، وترك الساحة لوكالات الأنباء الأجنبية تبث سمومها اللعينة.
ولك الله يا مصر..!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة