ما تلعبه وكالة «رويترز» للأخبار، وإذاعة وتليفزيون الـ«بى بى سى» من عبث وترويج لمعلومات خاطئة عن الحوادث الإرهابية التى تقع فى مصر، والوضع العام، وتثير البلبلة وتنشر الفوضى والارتباك، وتصيب المصريين بحالة إحباط، لا تفسير لها سوى أنهما فى خندق أعداء مصر بشكل عام، وجماعة الإخوان والتنظيمات المتطرفة بشكل خاص، وضد كل مؤسسات الدولة، وفى القلب منها القوات المسلحة والشرطة.
ونحن لا نلقى اتهامات عبثية، ولكن بالأدلة والبراهين، وهناك عشرات الأدلة التى لعبت فيها تليفزيون وإذاعة الـ«بى بى سى» ووكالة «رويترز» من خلال مكاتبهما فى القاهرة، الدور «القذر» فى نشر الشائعات التى تصب فى مصلحة الجماعات المتطرفة، وأنهما يعدان بمثابة رأس الحربة لقنوات الجزيرة ومكملين والشرق والعربى، باقى كل القنوات والأبواق القطرية والإخوانية التى تسارع بنشر ما تبثه رويترز والـ«بى بى سى»، منسوبا لهما، واعتبارهما مصادر إخبارية لا يقترب منها الباطل على الإطلاق!!
وهناك 3 وقائع خطيرة، لعبت فيهما رويترز والـ«بى بى سى»، الدور الأقذر والأحقر مهنيا وأخلاقيا وسياسيا، لتأجيج الأوضاع فى مصر، وسنسرد الوقائع الثلاثة، ونضعها أمام المصريين، لأننا وكعادتنا لا نوجه اتهاما كاذبة، أو نكتب كلاما مرسلا:
الواقعة الأولى: فى 1 يوليو 2015، فوجئنا بوكالة رويترز وإذاعة وتليفزيون الـ«بى بى سى»، يبثان أخبارا، مفادها أن أنصار بيت المقدس، أو ما يطلق عليها ولاية سيناء الداعشية سيطرت على العريش، وقتلت مئات الجنود والضباط، وبدأت الجزيرة تتلقف هذه الأخبار، وتبثها على الهواء لحظة بلحظة، واعتبارها نصرا مجيدا، وخيم سحب الغضب والسخط والاحباط والكآبة على سماء مصر، وعاش المصريون أسوأ لحظات فى حياتهم، وهم يقرأون أخبار رويترز عن عدد القتلى بين صفوف الجيش، وسيطرة الدواعش على كامل العريش وفى طريقهم للسيطرة على رفح، وإعلان سيناء ولاية داعشية!!
ومرت الساعات، وكأنها دهرا حتى خرج بيان المتحدث العسكرى مصحوبا بالصور والفيديوهات، عن أن رجال الجيش المصرى كبدوا خسائر فادحة بين صفوف الدواعش، وأن أعداد القتلى التى ذكرتها وكالة رويترز وإذاعة وقنوات الـ«بى بى سى»، ما هى إلا للإرهابيين وليس لجنود وضباط الجيش، ومر هذا اليوم مرور الكرام على مكاتب الوكالة الحقيرة رويترز، وإذاعة وتلفزيون «بى بى سى» بالقاهرة، دون اتخاذ أى إجراء قانونى رادع ضدهما.
الواقعة الثانية: فى 21 إبريل 2016، واصلت رويترز والـ«بى بى سى» الادعاءات والكذب، حيث نقلا خبر اعتبراه سبقا، حول لغز مقتل الشاب الايطالى ريجينى، وأكدت كل من الوكالة المشبوهة والإذاعة والقناة الاستخباراتية البريطانية، أن ريجينى تم تعذيبه فى قسم شرطة الأزبكية، ثم تم نقله إلى مقر الأمن الوطنى فى لاظوغلى، ولقى حتفه هناك، وهو كذب أشر، إذا علمنا أن ريجينى لم يدخل قسم الأزبكية من الأصل، وأن دائرة تحركاته المرصودة من خلال اتصالات هاتفه، والفيديو المصور له مع بائع صحف، كانت فى منطقة الدقى!!
الواقعة الثالثة: حالة الهرولة الشديدة وغير المبررة التى انتابت كل من رويترز والـ«بى بى سى»، لنشر أخبار كاذبة عن حادث استشهاد ضباط وجنود الشرطة فى عملية الواحات خلال الساعات القليلة الماضية، وخرج المنبران الإعلاميان المشبوهين واللذان يعملان لصالح الجماعات المتطرفة، وخاضعان لأموال قطرية، ليذيعا أخبار كاذبة، عن عدد الذين استشهدوا، ونشرا الأخبار تباعا بالزيادات، حتى وصل إلى 52 قتيلا، جميعهم ضباط وجنود، وكأنه «عداد شغال يعد شهداء الشرطة فقط»، ولم تذكر أخبارهما لا من قريب ولا بعيد القتلى والإصابات التى وقعت فى صفوف الإرهابيين. وكالعادة، خرج بيان لوزارة الداخلية، ليؤكد أن عدد شهداء الشرطة 16 شهيدا، وضابط مختفيا، بجانب 13 مصابا، وأن عدد القتلى والمصابين بين صفوف الإرهابيين 15 قتيلا ومصابا .
هنا لابد أن نسأل، لماذا تعبث كل من رويترز والـ«بى بى سى» بأمن وأمان مصر وإذاعة أخبار مغلوطة ومحشوة بكل أنواع السموم لتصيب المصريين بحالة شديدة من الإحباط والكآبة والحزن، وتزداد الثرثرة وترويج الشائعات على الـ«سوشيال ميديا»، وتذيع الجزيرة نقلا عنهما، واعتبارهما مصادر إخبارية مهمة وصادقة؟ ولماذا يلجأن إلى المصادر المجهلة، رغم أن دستورهما المهنى قائم على عدم تجهيل المصادر؟!
والمدهش أنه فى الوقت الذى نرى فيه جميعا، رويترز تنشر أخبار كاذبة ومفبركة عن مصر، تلتزم التزاما حرفيا بالبيانات الرسمية فى الحوادث التى تقع فى أمريكا، ومنها على سبيل المثال، الحادث الذى تعرضت له أوائل الشهر الجارى، عندما أطلق النار أمريكيا على حفل غنائى كان يشارك فيه الآلاف وراح ضحيته العشرات وإصابة المئات، ولم تلجأ الوكالة للأخبار المجهلة، أو الهرولة لبث الأخبار غير الرسمية!
ونفس الأمر فعلته إذاعة وقناة الـ«بى بى سى» التى ظلت ساعات طويلة لا تنقل شيئا عن حادث تفجير حفل غنائى الذى وقع يوم 22 مايو الماضى، كانت تحييه المغنية الأمريكية أريانا جراندى فى مدينة مانشستر الواقعة شمال بريطانيا، وراح ضحيته العشرات من القتلى والمصابين، وكان حادثا مفزعا، أيضا لم نرَ الـ«بى بى سى» تذيع أى أخبار على لسان مصادر أمنية أو سياسية، مجهولة، ولكن التزمت التزام كامل بالبيانات الرسمية التى تصدرها الأجهزة البريطانية المعنية، فى حادث محاولة اقتحام البرلمان البريطانى، بينما فى مصر، فكل شىء مباح ومتاح، ويرتفع معدلات العبث إلى أقصاها، ودرجات الاستهبال والاستنطاع تصل للقمة، وللأسف نحن نقف عاجزين لا نتخذ أى إجراءات عقابية ضد هذه المنابر المخربة، ونسأل كيف يهب المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ونقابة الإعلاميين والهيئة الوطنية للصحافة ونقابة الصحفيين، لإنزال العقاب المشدد على أى وسيلة إعلامية تتجاوز قليلا فى التناول، بينما يلتزمون الصمت والخرس، حيال عبث مكتب وكالة «رويترز»، ومؤمرات مكتب الـ «بى بى سى» فى القاهرة!
كما تكتفى هيئة الاستعلامات بالبيانات التى تندد وتشجب تناول «رويترز» و«بى بى سى»، دون اتخاذ أى إجراء قانونى، مع العلم أنهما وراء كل البلبلة من خلال نشر أخبار كاذبة سواء فى سيناء أو الواحات، وغيرها من الأخبار التى تدس السم فى العسل؟!
ولك الله يا مصر..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة