تتجه خطوات قادة دول مجلس التعاون الخليجى لتأجيل انعقاد القمة الخليجية المقررة فى ديسمبر المقبل بدولة الكويت، خاصة لعدم إحراز قطر أى تقدم فى المطالب التى قدمتها لدول الرباعى العربى بخصوص دعمها للإرهاب وإيوائه على أراضيها.
تميم
ففى الوقت الذى تسعى فيه دول الرباعى العربى(مصر، السعودية، الإمارات، والبحرين) ودول عربية عدة لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وحل الخلافات العربية - العربية والتى أهمها عودة العراق لمحيطه العربى وإنهاء الحرب فى سوريا لتخفيف معاناة الشعب السورى الشقيق، فيما تستمر قطر فى دعمها للإرهاب لهدم ما تبنيه دول الرباعى العربى وتهديد أمنها القومى.
وقالت مصادر دبلوماسية عربية، لـ"اليوم السابع"، إن قادة دول الرباعى العربى لا يعيرون لقطر أهمية خلال المرحلة الحالية لأنهم مشغولون بقضايا أهم وأعمق مثل نجاحهم بعد مساعى حثيثة لعودة العراق لمحيطة العربى وفك ارتباطها بإيران التى تتخذ نفس سياسة قطر فى التدخل فى شئون الدول العربية وتقويض أمنها واستقرارها.
سامح شكر ي
وأوضحت المصادر، أن وضع قطر الحالى وتحديها لدول الرباعى العربى واستمرارها فى دعم الإرهاب وإيوائهم جعل من الصعب للغاية جلوس قادة دول الرباعى العربى مع النظام الحاكم الحالى فى قطر.
وحتى الآن لم يصدر تصريح أو بيان رسمى بتأجيل القمة الخليجية المقبلة من دول مجلس التعاون الخليجى. إلا أن الأمور تسير فى اتجاه تأجيل القمة لـ6 أشهر، وقد تزيد عن هذه المدة. حيث أكدت المصادر، على أن قطر لم تتجاوب بشكل إيجابى مع مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب والتى تقضى بمنع تمويل قطر للجماعات الإرهابية وغلق قناة الجزيرة التى يتخذها الإرهابيون كمنبر إعلامى لهم.
وأوضحت صحيفة عكاظ السعودية، أن الهدف من تأجيل القمة الخليجية هو الرغبة فى "إنهاء الأزمة التى اندلعت بسبب عدم التزام الحكومة القطرية باتفاق الرياض 2013، وملحقاته التكميلية فى 2014، إضافة إلى ضلوعها فى دعم الإرهاب وتمويله، وإيواء رموز جماعات إرهابية".
انور قرقاش
ونقلت صحيفة "عكاظ" عن مسئول كويتى عدم صدور "موقف رسمى من قبل حكومة بلاده تجاه القمة"، فيما علّق وزير الدولة الكويتى لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة محمد العبد الله بهذا الشأن قائلا :"لم يصدر موقف رسمى بعد تجاه موعد القمة الخليجية".
وكانت صحيفة "الرأى" الكويتية نقلت عن دبلوماسيين خليجيين أنهم عزوا تأجيل القمة "إلى عدم إحراز تقدم فى حل الأزمة الخليجية مع قطر"، مضيفة أن القمة ستؤجل 6 أشهر، إذا لم تسفر زيارة وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون عن حدوث اختراق فى الأزمة.
واعتبر أنور قرقاش، وزير الدولة الإمارات للشئون الخارجية، أن "الكرة فى ملعب قطر" مع اقتراب موعد قمة دول مجلس التعاون الخليجى، التى من المقرر أن تستضيفها الكويت فى ديسمبر القادم.
وقال قرقاش، عبر حسابه على تويتر، إنه مع اقتراب موعد القمة الخليجية القادمة، العقل والحكمة والمنطق أن تراجع الدوحة سجلها لتنهى أزمتها، الكرة فى ملعبها وهى تدرك المطلوب منها.
وكان قرقاش اعتبر، فى تغريدة أخرى، الجمعة، أن الدوحة مجددا تتخبط فى تناقضاتها"، قائلا إنها: "تنشد رضا واشنطن وودّ طهران، حالة الاضطراب لن يغطيها إعلام مدفوع الثمن يهاجم جيرانها، الانتهازية أصبحت مكشوفة".
فى سياق متصل، قالت مصادر دبلوماسية عربية، أن نظام "تميم بن حمد" أصيب بخيبة أمل كبيرة لعدم تحقيق زيارة وزير الخارجية الأمريكى "ريكس تيلرسون" للسعودية، أى تقدم فى ملف مقاطعة دول "الرباعى العربى" لها دبلوماسيًا واقتصاديًا.
وأوضحت المصادر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن رؤساء وملوك الرباعى العربى "مصر، السعودية، الإمارات، البحرين" موقفهم واضح وحاسم تجاه التهديدات الأمنية التى تشكلها قطر عبر جماعات إرهابية، مشيرًا إلى أن القمة الخليجية المقررة فى ديسمبر المقبل قد تتأجل عدة أشهر وقد تعقد فى أبريل المقبل فى الكويت.
وأشارت المصادر، إلى أن قطر تشهد حالة حراك داخلى وخارجى أيضًا ضد النظام الحاكم وحاشيته، وبدأ يشكل هذا الحراك قلقًا مزمنًا لنظام الحمدين، لذلك فإن النظام القطرى يرغب بشدة فى انعقاد القمة فى موعدها حتى يعطى انطباع لشعبه عن استقرار الأمور، وبدء الحوار مع الدول المقاطعة كحيلة يتغلب بها على أى تهديد لعرشه.
واستطردت: "دول الرباعى العربى تدرك حيل قطر جيدًا، والتى أكثرها براعة حيلة استعطاف الناس، وكأنهم المظلومون فى هذه الدنيا، إلا أن الرباعى سيفوت الفرصة على قطر تزييف الحقائق.
وأوضحت المصادر، أن هناك خلافًا كبيرًا بين دول مجلس التعاون بخصوص مشاركة قطر فى قمة المجلس فى ديسمبر المقبل بالكويت، حيث يرى الرأى الأعظم أن مجلس التعاون الخليجى شُكل خصيصًا ليكون حصنًا منيعًا أمام التهديدات الإيرانية فى المنطقة، فكيف تشارك قطر التى أعلنت صراحة أن إيران دولة "شريفة"؟
وكانت كل من مصر والسعودية والإمارات، والبحرين، قطعت علاقاتها بقطر فى 5 يونيو الماضى لثبوت دعم الدوحة لجماعات ومنظمات إرهابية تشكل تهديدًا على الأمن القومى العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة