تزامناً مع جهود الدولة لجذب السياحة العالمية لمسار العائلة المقدسة داخل المحافظات المصرية تستعد القيادات التنفيذية بمحافظة بورسعيد وعلي رأسهم اللواء عادل الغضبان من خلال عدة اجتماعات تنسيقية لإحياء الآثار الموجودة بمدينة الفرما شرق بورسعيد ، والتي كانت المحطة الأولي للعائلة بعد قدومهم من فلسطين.
مدينة الفرما
" الفرما " المدينة التى ذكرت فى القرآن الكريم حين طلب نبى الله يعقوب عليه السلام من أبنائه أن لا يدخلوا مصر من باب واحد بل من أبواب متفرقة وهى أبواب مدينة الفرما وقد دخلوا مصر آمنين بإذن الله تعالى " فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ" وهى المدينة الذى عبرها نبى الله إبراهيم ونبى الله يوسف قادمين إلى مصر وهى المدينة التى عبرتها العائلة المقدسة قادمة من فلسطين بطريق رفح- الفرما .
"الفرما" المدينة التى استقبلت المسلمين لتلتقى الأديان فى بوتقة واحدة على أرض سيناء ، وتبعد "الفرما" 35 كم شرق مدينة القنطرة شرق على شاطئ البحر المتوسط عند قرية بلوظة وتبعد الآثار المكتشفة بالفرما 5كم عن الطريق الرئيسى طريق القنطرة – العريش.
مكان اثري بمدينة الفرما
وعن الفرما حكى لليوم السابع عماد يوسف فارس – باحث في التاريخ- عن مدينة "الفرما" وتاريخ نشأتها وزيارة العائلة المقدسة لها قائلاً :" أن ميلاد المسيح أنذر بخطر على المسيح نفسه من بطش "هرودس" ملك اليهود فوصل أمر إلهي أن يأخذ يوسف النجار العائلة المقدسة ويسافر بهم إلى مصر ، وهذا تحقيق لنبوءات كثيرة جاءت في العهد القديم مثل (من مصر دعوت ابني) .
جانب من مدينة الفرما
وأضاف "فارس" أنه بدأت رحلة العائلة المقدسة بطريق حورس الحربى والذى تم اختياره من بين ثلاث طرق مع العلم انه كان الطريق الاخطر ولكنه الأقرب، وهو يعتبر طريق الرحلات التجارية بين مصر وفلسطين وسوريا ولبنان .
وعن الاثباتات وراء مرور العائلة المقدسة بالفرما" أوضح المؤرخ أنه قد جاء في المخطوط للأنبا "ذخرياس" أسقف سخا بالقرن الحادي عشر " ان العائلة المقدسة كانت محروسة بملائكة إلي أن وصلوا لباب الفرما "، وهذا يثبت كلام المخطوط 48 بتاريخ بدير المحرق "وصف شامل لرحلة العائلة المقدسة للبابا ثائوفيلوس"بطريق رقم 23 ".
جانب اخر من الاماكن الاثرية بمدينة الفرما
وأكد أنه اتفقت جميع المخطوطات على ان الفرما أول مكان استراحت فيه العائلة المقدسة بينما اختلفت الاراء حول بعض المحطات الأخري وان هذه المحطة استغرقت يومين وقد اتفق المؤرخون أيضاً علي وجود مزار للعائلة المقدسة داخل الفرما كتذكار للاستراحة وهو منزل بدون سقف وتحول بعد ذلك الي مزار وكنيسة بالعثور المسيحية .
مدينة الفرما القديمة
لمحة تاريخية عن مدينة الفرما
وسرد عماد يوسف أنه يرجع تأسيسها علي يد الملك سوزر الثالث في الأسرة الثالثة وكانت كل مدينة تسمي بإسم الاله المعبود فيها فسميت "برامون" نسبة للاله آمون ؛ وذلك في العام 2800 قبل الميلاد .
وتابع أنه عند سكن اليونانيين سنة 332 قبل الميلاد قاموا ببناء ضاحية بجوارها أطلقوا عليها اسم "بلوزيوم"- الطينية-ثم سميت في العصر القبطي ببرما وفي العصر الاسلامي اطلق عليها كلمة الفرما .
احد الاماكن الاثرية بمدينة الفرما
كانت توجد مدينة الفرما علي الفرع السابع لنهر النيل بالاضافة إلي انها كانت تقع علي البحر المتوسط فأصبح لها مكانة تجارية كبيرة ووجد بها الميناء الاول لمصر تتحرك به التجارة داخليا وخارجيا
جانب من الاماكن الاثرية بالفرما
الأهمية العسكرية
وأشار إلي أن "الفرما" هي المدخل الشمالي الشرقي لمصر وتعتبر اضعف أجزائها فكان علي كل ملوك مصر أن يبنوا قلاع بها وأتي الاهتمام بها كونها مكان حربي ضخم .
جانب اخر من الاماكن الاثرية في مدينة الفرما
الآثار الموجودة بها
أما الآثار الموجودة بها فقال عنها أنه في العصر الفرعوني يوجد معبد للاله ايزيس واوزوريس والعصر الروماني واليوناني يوجد المسرح الروماني وحمامات رومانية ، العصر القبطي توجد كنيسة علي شكل صليب ضخم وأخري علي شكل دائرة ملحقة بها ما يقال أنه المكان الذي جلست فيه العائلة المقدسة "فترة استراحتها بالفرما " كما يوجد دير خارج المدينة علي تبة عالية ارتفاعها 8 أمتار يشمل أكبر كنيسة أثرية بمصر والعالم ويرجع أصلها للقرن الرابع والخامس الميلادي بالاضافة الي انه يوجد بعض الكنائس الصغيرة وخزانات المياه وفرن ومضيفة ، أول قعة إسلامية بنيت في العصر العباسي .
مدينة الفرما
"الحياة الرهبانية" بمدينة الفرما
وذكر الباحث في التاريخ أنه كان يوجد بالدير حياة رهبانية تحت رعاية القديس "إيسوزويس الفرمي " الذي تنيح عام 451 ميلادياً عن عمر يناهز 100 عام وهو مؤسس الحياة الرهبانية في ذلك المكان وشفيعه السيدة العذراء والشهيد القديس أبيماخوس الفرمي وكانت تحت قيادته 5000 راهب .
خريطة مدينة الفرما
وأردف أن لهذا المكان أثر عظيم عند المسيحيين علي مستوي العالم فقد قمت مرارا وتكرار بمرافقة جروبات من فرنسا الي مكان العائلة المقدسة بمدينة الفرما .
جانب من مدينة الفرما
وأكد أنه لإحياء الحياة داخل مدينة الفرما لابد من عودة الحياة الرهبانية بمساعدة الكنيسة والدولة كعامل رئيسي لجذب السياحة الاجنبية لاسيما الاوروبية وذلك بمشاركة مطرانية بورسعيد.
احدي الاماكن الاثرية بمدينة الفرما
مكان اثري بمدينة الفرما
مدينة الفرما الاثرية
احد اماكن مدينة الفرما
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة