فى جميع دول العالم المتقدم لا يسمح لك بممارسة أى مهنة، بما فيها مهن العمالة الفنية، إلا بعد أن تتحقق فيك الشروط والضوابط والمعاييرالشخصية والتأهيلية والتدريبية التى وضعتها الدولة، أما فى مصرنا المحروسة، فيمكنك أن تمارس أى مهنة دون أى ضوابط أو شروط طالما أنت رغبت فى ذلك، والممارسات الإعلامية الصارخة التى تتسم بعدم الوعى واللامهنية والتى نراها كل يوم على الشاشات ونقرأها من خلال الصحف ونستمع إليها عبر الأثير خير دليل على ذلك، وعلى الرغم من الجهد الذى تبذله الهيئات الوطنية للإعلام والصحافة لضبط منظومة العمل الإعلامى فى مصر فإنه للأسف لايزال جهدا منقوصا، حيث مازال هناك الكثير من الشوائب التى تشوه أداء العمل الإعلامى، وتجعل المواطن يتساءل يوميا فى حيرة عما إذا كنا نعى حقا الدور الحقيقى للإعلام.
إن جموع المواطنين فى مصر غير راضية عن الممارسات الإعلامية الحالية ولا أرى خروجا من هذا النفق المظلم إلا بالاستعانة بالكفاءات الحقيقية شديدة الاحتراف والمهنية للقيام بعملية إصلاح وتطوير منظومة الإعلام.. رحم الله مهندس الإعلام المصرى الراحل العظيم محمد عبدالقادر حاتم الذى نفتقده هو وكتيبة عمله الفذة فى هذه الأيام، صدقونى والله.. الأموال والأهواء والمحسوبية والمجاملات لن تصنع أبدا إعلاما حقيقيا قادرا على أداء دوره التوعوى والتثقيفى والأخلاقى، بل تصنع ما نراه الآن.