لا أستخدم فزاعة إذا قلت إن المؤامرة، التى تتعرض لها مصر على درجة كبيرة من الخطورة، وإن قوى كثيرة فى الداخل والخارج لا يسعدها أن تنهض هذه الدولة، وتقف على قدميها، وإن المخططات التآمرية تزداد عنفًا وتتنوع أساليبها كلما ترسخ الاستقرار، هذا كله معروف وليس جديدًا، أما ما يثير الاستغراب فهو تورط بعض القوى والتيارات السياسة فى اللعبة القذرة، سواء بحسن نية «احتمال ضعيف»، أو مع سبق الإصرار والترصد.
النموذج الصارخ هو حادث الواحات الإرهابى، الذى هللت له الدوائر الإخوانية، ومن يرقصون على دخانها، والسياسيون الذين غربت عنهم الشمس، دون انتظار لبيانات وافية تطمئن حيرة الرأى العام، مع الاعتراف بأن التأخير فى الإدلاء بالحقائق ساعد على سريان الشائعات، وهو درس مستفاد يجب ألا يتكرر فى المستقبل، ولكن هذا ليس مبررًا بالمرة للفوضى الإعلامية المتعمدة، التى خاضتها مواقع التواصل الاجتماعى، وتركها على هذا النحو سوف يقود إلى كوارث وأزمات.
الأمثلة كثيرة للتآمر والتحريض والترصد والوقوف فى معسكر هدم الدولة، وتتوه فى زحام النسيان، ولو أغمضنا عيوننا قليلا وتذكرنا، أين كان بلدنا وأين هو الآن، لأدركنا أننا نمضى إلى شواطئ الاستقرار، وأن البلاد أفلتت من أنياب الشيطان، تذكروا الميادين المحاصرة بالبلطجية والمخربين، والاضرابات والاعتصامات والمظاهرات، والجماعة الإرهابية التى تتآمر على مستقبل الوطن، ورابعة والنهضة والاتحادية وحرق المجمع العلمى، وشهداء كرداسة وسيناء، الذين قتلوا غدرًا لحظة إفطار رمضان.. تذكروا مصر التى كانت على شفا الضياع، وأنقذتها العناية الإلهية من المصير الأسود.
حادث الواحات الإرهابى الإجرامى، نقطة فاصلة فى المواجهة، ولا ينال أبدًا من الثقة فى قدرة الجيش والشرطة، فى وضع حد للإرهاب البغيض والانتصار فى الحرب، ولكن رفقًا بالوطن، ولا تخلطوا الأوراق بين إرهاب يستهدف حرق البلاد، وبين مشاكل أخرى يعانى منها الناس، فالله لم يخلق الكون فى يوم وليلة، وقوى الشر فوق الأرض وتحت الأرض، وتتصالح مصالحها وتتوافق أهدافها، والهدف النهائى هو تفكيك عناصر الدولة، تمهيدا لإسقاطها والوثوب على السلطة، حتى لو كانت خرابًا وأنقاضًا، ولنحمد الله، ونسجد له شكرا أن بلدنا ما زال واقفا على قدميه.