شهدت قاعة قصر ثقافة الأقصر بالعوامية على هامش فعاليات أسبوع الثقافة التونسى الذى تم إفتتاحه أول أمس الإثنين بحضور كل من الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، ونظيره التونسى محمد زين العابدين وزير الشئون الثقافية التونسى، تنظيم معرض الفنون التشكيلية بعنوان "مدرسة تونس".
وفيما يلى يرصد "اليوم السابع" تفاصيل عمل وتاريخ المدرسة التونسية للفن التشكيلى والتى يرجع تاريخها للقرن التاسع عاشر الميلادى وأثرت الثقافة والفنون العربية بصورة كبيرة، ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا وتبدع فى خطط مستقبلية للحفاظ على هذا التاريخ من الفن التشكيلى، حيث يقول الدكتور فاتح بن عامر أستاذ بجامعة صفاقس، أن مدرسة تونس أو جماعة مدرسة تونس، هم ثلة من الفنانين التشكيليين التونسيين من ذوى الأصول التونسية والأوروبية والذى ولدوا وعاشوا بتونس وأسسوا مجموعة الأربعة فى سنة 1947، ثم تطورت إلى مجموعة العشرة فى سنة 1948 إلى أن إنتهت إلى تسمية مدرسة تونس على غرار مدرسة باريس فى الفن التشكيلى، فهذه المجموعة التى شغلت عديد الباحثين من تونس وخارجها وأصبحت علامة فارقة فى تاريخ الثقافة التونسية والعربية.
ويضيف الدكتور فاتح بن عامر أستاذ بجامعة صفاقس، أن المدرسة التونسية للفن التشكيلى لها أعلامها مثل بيارا بوشارل والزبير التركبى والهادى التركى وروبوتزوف وعمار فرحات، وغيرهم ممن أعطوا للفنون التشكيلية التونسية صبغة التونسة مخالفة للأسلوب الكولنيالى وللمجموعة محبين ومناهضين، وساهم أعضاؤها فى إرساء الثقافة الوطنية مع ظهور دولة الإستقلال ثم تدرجت إلى الغياب مع رحيل آخر رئيس لها وهو عبد العزيز القرجى.
ويقدم المداخلة فى معرض الفنون التشكيلية التونسية المقام بالأقصر، الدكتور فاتح بن عامر والذى ولد فى 1968 بصفاقس ونال بكالوريا العلوم والرياضيات عام 1988، ثم الاستاذية بالثقافة وإيصال اختصاص خزف من المعهد التكنولوجى للفنون والهندسة المعمارية والتعمير بتونس، وفى عام 2005 نال شهادة الدكتوراة الموحدة فى علوم وتقنيات الفنون "التجريد بتونس فى الستينات والثمانينات – مبحث جمالى ونقدى"، ثم فى 2014 شهادة التأهيل الجامعى فى علوم وتقنيات الفنون بجامعة صفاقس.
فيما كشف سامى بن عامر المستشار المكلف بإعداد المتحف الوطنى للفن الحديث والمعاصر، أنه يتم خلال معرض الفن التشكيلى بالأقصر تقديم مداخلة عن المتحف الوطنى للفن الحديث والمعاصر بتونس، والتى تتناول عرض للمشروع الكبير المتعلقة بالمتحف الوطنى والذى سنطلق نشاطه فى مارس 2018، حيث سيمثل دفعة هام لقطاع الفنون التشكيلية فى تونس، فهى المدينة الثقافية بفضاءاتها المختلفة والمتعددة والتى ستجمع الفنانين وأهل الثقافة بكل اختصاصاتهم تحت نفس القبة والتى تعتبر مفخرة لتونس وسابقة فى العالم العربى.
ويضيف سامى بن عامر الفنان التشكيلى التونسى، أن المداخلة تؤكد على أهمية المتحف باعتبار سيحقق حلم الفنانين التشكيليين التونسيين ليكون شاهدا على مسيرتهم منذ أواخر القرن التاسع عشر وصولا إلى اليوم، ومساهما فى حفظ الرصيد الوطنى للفنون التشكيلية وفى توسيع مجالات إستغلاله، تقدم أيضاً الخطوط العريضة لتصور هذا المتحف الذى يراد منه أن يكون خاضعاً للمعايير الدولية الذى يضبطها التجمع العالمى للمتاحف، حيث سيكون مستقبلاً لمعرض قار يعكس ذاكرة مسيرة الفنون التشكيلية التونسية الحديثة والمعاصرة ومعارض ظرفية ذات العلاقة بإشكاليات الفنون التشكيلية فى علاقتها بالفنون التشكيلية بالصعيد العربى والعالمى، كما سيكون فضاء بحثياً وتربوياً وتنموياً منفتحاً على محيطه.
وكان قد افتتح الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة ، ونظيره التونسى محمد زين العابدين وزير الشئون الثقافية التونسى، الإثنين الماضى، فعاليات الأيام الثقافية التونسية والتى تقام على هامش اختيار الأقصر عاصمة الثقافة العربية2017، والذى يستمر المعرض حتى 27 أكتوبر الجارى، حيث قال زين العابدين، إنه لمن دواعى الفخر والاعتزاز أن أكون بين أهلنا فى مصر الحبيبة وبالتحديد فى مدينة الأقصر، هذه المدينة العظيمة التى أخذت مشعل هذه السنة من مدينة صفاقس التونسية كعاصمة للثقافة العربية، وهذا التزاوج الجميل بين مدننا التاريخية فى حقل الإبداع الثقافى والفنى لهو خير دليل على أن حضارتنا العربية صامدة أمام كل التحديات وترتكز على أسس متينة وترمى بعروقها فى عمق التاريخ ، وإننا ندرك أن إعادة بناء المشروع الثقافى الوطنى، وتجديد العقد الاجتماعى فى مجتمعاتنا على أساس المواطنة الواعية والفعالة هى الشروط الوطنية للتنمية واستعادة الأسس التاريخية بين أمم العرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة