محمد يتحدى إعاقته ويعمل ترزى ويتمنى وظيفة حكومية مستقرة

الخميس، 26 أكتوبر 2017 05:00 ص
محمد يتحدى إعاقته ويعمل ترزى ويتمنى وظيفة حكومية مستقرة "محمد" يتحدى إعاقته ويعمل ترزى بيد واحدة
الشرقية- فتحية الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 رضى بقضاء الله وقدره، لكنه لم يستسلم لليأس الذى لحق به بعد إصابته فى حادث مأساوي، فقد على أثره قدمه اليسرى، وقرر أن يعود لعمله كترزى رجالى، ليكسب قوت يومه، ولا ينتظر أن ينفق أحد على أطفاله الثلاثة، وضرب أروع الأمثلة فى التحدى لإعاقته، إنه " محمد منصور السيد" 27 سنة من أبناء قرية الشوافين مركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية.

يروي"محمد" لليوم السابع تفاصيل الحادث الماسأوى الذى تعرض له منذ 5 سنوات بطريق " الشوافين- أولاد صقر" وتسبب فى بتر يده اليسرى وقدمه  اليسرى، وتراكم ديون عليه من جراء متابعة العمليات الجراحية التى أجرها.

 يقول"محمد" أقيم مع والدى المسن ووالدتى بمنزل بسيط بقرية الشوافين، ومنذ صغرى كنت أهوى مهنة الخياطة، حيث كان يعمل بها عدد من أبناء العائلة، فبدأت أتردد على محال الخياطة بالقرية، بعد إنتهاء المدرسة، وفى فترة الإجازة الدراسية، حتى أيقنت المهنة وتعلمتها وبدأت أستقل بذاتى وفتحت محل خاص بى وعمرى وقتها كان 17 سنة، ورزقنى الله من العمل بتلك المهنة حيث كنت أعمل ترزى رجالى، ولى سمعة بالقرية بالانضباط بالعمل والألتزام بالمواعيد، وانهالت الزبائن عليه، حتى كونت نفسى وتزوجت من بنت الحلال.

وذات يوم منذ 5 سنوات، ذهبت بدراجتى البخارية من القرية إلى مدينة أولاد صقر، لشراء بعض المستلزمات التى استخدمها فى عملى، وفى الطريق جاء لى هاتف من أحد الزبائن فتوقفت للرد عليه، وبسرعة جنونية فؤجئت بسيارتين ملاكتين يقودهما شابين يتسابقا فيما بينهما، فصدمنى أحدهما وتركنى غارقا فى دمى دون أن ينجدنى أحدهما، إلى أن قام أحد أبناء الحلال بنقلى إلى مستشفى أولاد صقر ومنها تم تحويلى إلى مستشفى الزقازيق الجامعى.

ويضيف "محمد" وفى مستشفى الزقازيق الجامعى، تم إجراء عمليات جراحية تعرضت خلالها لبتر يدى اليسرى وقدمى اليسرى، وبعد أسبوع من تواجدى بمستشفى الزقازيق الجامعى، طلبت من أسرتى نقلى إلى المنزل وقلت لهم "خدونى منزلى عشان لو موت أموت فيه" لكن إرادة الله كانت فوق الجميع وكتب لى حياة جديدة، واستمرت رحلة العلاج من يوم الحادث لمدة عامين، وتسبب ذلك فى تراكم الديون عليه بسبب الإنفاق على عملية العلاج، ولذلك قررت عدم الجلوس فى المنزل وعدت لعملى مرة ثانية كى أسدد ما عليه من ديون وأنفق على أسرتى وخاصة أن لدى 3 أطفال صغار"بسام" و"منصور" و"باسم".

ويسطرد محمد قائلا: بدأت فى العمل فى ورشتى، لكى أكسب من عمل يدى اليمنى، وأنفق على أسرتى ووالدى والدتى، ولكن الأمور بدأت صعبة فى البداية حيث كنت قبل الحادث أقوم بالانتهاء من 4 قطع من الملابس فى اليوم، لكن حاليا قطعة واحدة كل يومين، واستغرق وقت أطول، وبخسر ماديا لكن حبى للمهنة باقى عن أى شىء، وفى المستقبل سوف أحاول شراء مكواة بخار وماكينة أوفر لكى أنجز فى عملى.

 وناشد "محمد" وأسرته اللواء خالد سعيد ووزير التنمية المحلية، بمساعدته فى توفير فرصة عمل له بالقطاع الحكومى، وخاصة أنه يتقاضى من الدولة معاش عن إعاقته قدره 400 جنيه شهريا فقط لكى يكفى أسبوع واحد لمتطلبات أطفاله الثلاثة.

وقال عدد من أهالى قرية الشوافين، أن "محمد" بارع فى مهنته وله شعبية بالقرية، وأنه عفوف النفس لم يطلب شيئا من أحد خلال فترة إصابته، وقرر أن يعمل لكى ينفق على أسرته.

 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة