فى قطيعة غير مسبوقة وبعد أزمة سياسية حادة، وفى لحظات تاريخية، اعتمد نواب البرلمان الكتالونى، اليوم الجمعة قرارا أعلنوا من خلاله استقلال الإقليم ليصبح "دولة مستقلة تأخذ شكل جمهورية" قبل أداء النشيد الانفصالي، بحضور الرئيس الانفصالى كارلس بيجديمونت وغياب المعارضة التى كانت غادرت الجلسة.
ومباشرة بعد الإعلان عن الخبر التاريخى بالنسبة للكتالونيين خرج عشرات الآلاف من أنصار الانفصال فى برشلونة للاحتفال مرددين النشيد الكتالوني.
وجاء فى مقدمة القرار الذى أيده سبعون نائبا من أصل 150 إثر اقتراع سري، "نحن نشكل الجمهورية الكتالونية بوصفها دولة مستقلة وسيدة، دولة قانون، ديمقراطية واجتماعية".
برلمان كتالونيا
كارلس بيجديمونت أثناء إعلان الانفصال
وأيد سبعون نائبا القرار وعارضه عشرة نواب وامتنع عضوان عن التصويت، وتشكل الأحزاب الانفصالية من اليسار المتطرف إلى يمين الوسط غالبية فى البرلمان (72 من أصل 135).
ملك إسبانيا وزوجته
بعيد إعلان البرلمان كاتالونيا، أجاز مجلس الشيوخ الإسبانى وضع المنطقة تحت وصاية مدريد.. ودعا رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوى إلى جلسة طارئة فى الساعة 16,00 ت ج، وكان سارع إلى الرد عبر موقع تويتر مؤكدا أن مدريد "ستعيد الشرعية" فى كتالونيا.
تويتة ماريانو راخوى
جلسة طائرة للحكومة الإسبانية
وعلى الفور أعلنت النيابة العامة الإسبانية، أنه ستواجه الأسبوع المقبل تهمة العصيان الى رئيس كتالونيا كارليس بيجديمونت.
وستتخذ المحكمة بعد ذلك قرارا بشأن قبول التهمة ضده ويعاقب القانون الإسبانى جريمة "العصيان" بالسجن مدة تصل إلى 30 عاما.
وتوالت ردود الفعل الأوروبية الغاضبة تجاه إعلان كتالونيا الانفصال من جانب واحد، حيث أعلنت عدد من الدول تضامنها الكامل مع وحدة إسبانيا ورفضها التام لإعلان انفصال الإقليم.
أكد الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون، اليوم الجمعة "دعمه الكامل" لرئيس الوزراء الأسبانى ماريانو راخوى من أجل "احترام" دولة القانون فى إسبانيا، وذلك بعد إعلان كتالونيا استقلالها من جانب واحد.
وقال ماكرون: "لدى شخص واحد أخاطبه فى إسبانيا، رئيس الوزراء هناك دولة قانون فى إسبانيا بقواعد دستورية ينبغى احترامها، دعمى الكامل لرئيس الوزراء الإسباني"، وذلك ردا على الصحفيين فى اليوم الثانى من زيارته إلى غويانا الفرنسية فى أمريكا الجنوبية.
الرئيس الفرنسى إمانويل ماكرون
أما عن الموقف الألمانى، فأعلنت الحكومة عدم اعترافها بإعلان إقليم كتالونيا الإسبانى استقلاله من جانب واحد، حسب ما صرح ناطق باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وكتب ستيفن شيبرت على تويتر: "الحكومة الألمانية تتابع بقلق تدهور الأوضاع فى كتالونيا" و"لا تعترف بإعلان الاستقلال".
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
موقف ألمانيا
ومن جانبه كتب دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، على صفحته الرسمية بموقع تويتر: بالنسبة للاتحاد الأوروبى لا شيء سيتغير.. لا تزال إسبانيا محاورنا الوحيد، معربًا عن أمله فى أن تكون الحكومة الإسبانية تملك الحجج القوية لمواجهة أى أحد".
فيما أكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن الاتحاد الأوروبى ليس بحاجة إلى "مزيد من التصدعات".
رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك
وقال يونكر إن الاتحاد الأوروبي: "ليس بحاجة إلى مزيد من التصدعات والانقسامات"، خلال زيارته إلى غويانا الفرنسية فى أمريكا الجنوبية فى بيان يعلن دعمه الضمنى للحكومة الإسبانية فى مدريد.
وتابع: "لا يجب أن نقحم أنفسنا فى الجدل الداخلى فى إسبانيا، لكننى لا ارغب فى رؤية اتحاد أوروبى يتكون من 95 بلدا فى المستقبل"، فى تحذير من الأزمة التى تشجع مساع انفصالية أخرى فى أوروبا.
رأي توسك
أما عن بريطانيا التى أعلنت نيتها الخروج من الاتحاد الأوروبى والشروع فى "بريكست" أعلن المتحدث باسم رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماى أن بلاده "لا ولن تعترف" بإعلان برلمان كتالونيا استقلال الإقليم من جانب واحد.
وقال المتحدث إن الإعلان "قائم على تصويت اعتبرته المحاكم الإسبانية غير شرعي.. لا زلنا نرغب فى تطبيق حكم القانون، واحترام الدستور الإسبانى والحفاظ على وحدة إسبانيا".
وبخصوص موقف الولايات المتحدة الأمريكية، اعتبرت واشنطن أن كتالونيا "جزء لا يتجزأ من إسبانيا" معربة عن دعمها إجراءات مدريد لإبقاء البلاد "قوية وموحدة".
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
وقالت الخارجية فى بيان: "إسبانيا حليف هام فى حلف شمال الأطلسي، كتالونيا هى جزء لا يتجزأ من إسبانيا. نحن نؤيد التدابير الدستورية للحفاظ على إسبانيا قوية وموحدة".
بيان الخارجية الأمريكية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة