ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن استراتيجية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الحازمة الجديدة تجاه إيران تتصادم بالفعل مع حقيقة نفوذ طهران فى الشرق الأوسط، بسبب محاربة تنظيم "داعش" الإرهابى، محذرة من العودة إلى عصر الحروب بالوكالة التى سادت منتصف العقد الماضى.
وقالت الصحيفة - فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، اليوم الجمعة - إن إطلاق هذه الاستراتيجية تشير إلى تحول مهم فى سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط بعيدا عن التركيز شبه الحصرى على محاربة داعش، فى محاولة أيضا لمقاومة سنوات من التوسع الإيرانى فى المنطقة.
واستدركت، إن استراتيجية ترامب، لا تطرح تفاصيلًا عن كيفية مواجهة وجود إيران المتفشى على أرض الواقع فى العراق وسوريا وما ورائهما، مما يثير تساؤلات حول إمكانية مقاومة النفوذ الإيرانى بدون إثارة صراعات جديدة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن صعوبة تغيير ما حدث - خلال السنوات الأخيرة - إلى جانب التحالف الضمنى مع إيران فى العراق بهدف محاربة داعش، بات واضحا وجليا هذا الأسبوع فى توبيخ رئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادى، الحاد لدعوة وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون، للميلشيات العراقية المدعومة من جانب إيران بـ"العودة إلى ديارهم"، فيما قال العبادى - فى بيان - إن الميليشيات هى "جزء من المؤسسات العراقية، ويجب تشجيع الحشد الشعبى، لأنهم هم أمل البلاد والمنطقة"، مشيرا إلى ائتلاف الميليشيات المعروف باسم قوات الحشد الشعبى.
وفى الجهة المقابلة، تجاوز أحد أقوى قادة الميليشيات فى العراق، أبعد من تصريح العبادى، إذ كتب فى تغريدة على موقع (توتير) للتدوين المصغر، أن الأمريكيين هم من يجب أن يعودوا إلى ديارهم، وفى السياق، نسبت الصحيفة الأمريكية، إلى قيس الخزعلى - الذى يرأس ميليشيات (عصائب أهل الحق)، التى تدعمها إيران – قوله، على قواتكم المسلحة (القوات الأمريكية) الاستعداد بدون أى تأخير لمغادرة وطننا العراق بعد انتهاء ذريعة وجودهم، وهى وجود تنظيم داعش الإرهابى.
وحذرت (واشنطن بوست) أن التوترات المتصاعدة تخاطر بالعودة إلى عصر الحروب بالوكالة التى سادت فى منتصف العقد الماضى، عندما قامت الميليشيات المدعومة من جانب إيران بمهاجمة القوات الأمريكية، واختطف حلفاء أمريكيين وإيرانيين لبعضهم البعض فى شوارع بغداد، أو حتى فى ثمانينيات القرن الماضى عندما خرجت القوات الأمريكية من بيروت بسبب عمليات انتحارية وخطف عشرات الرهائن الغربيين على يد مجموعة تحالفت مع حزب الله الموالى لإيران، وقد يؤدى تفاقم التوترات - أيضا - إلى تعقيد مراحل الحرب الأخيرة ضد داعش، التى تقتصر فى معظمها على منطقة صحراوية استراتيجية ممتدة على الحدود بين سوريا والعراق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة