بعد أشهر تقدم خلالها الصفوف الأولى ضمن فريق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، بدأ دور جاريد كوشنر ، زوج الابنة الكبرى لترامب إيفانكا ومستشاره المقرب فى التراجع بشكل لافت بعد سلسلة من الأزمات والفضائح التى لاحقته خلال الفترة القليلة الماضية، وفى مقدمتها ملف التدخلات الروسية فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة، ودوره المزعوم الذى تناولته العديد من وسائل الإعلام الأمريكية فى التواصل مع المسئولين الروس.
وأمام الصعود اللافت للجنرال جون كيلى كبير موظفى البيت الأبيض ، بدأت أسهم كوشنر فى التراجع بشكل لافت، وهو ما ظهر فى غياب اسمه ضمن فريق ترامب الذى يعتزم المشاركة فى الجولة الأسيوية الأولى له منذ توليه الرئاسة والمرتقبة فى نوفمبر المقبل والتى من المقرر أن تشمل اليابان وكوريا الجنوبية والصين وفيتنام والفلبين ومن المتوقع أن تركز على التهديد النووى لكوريا الشمالية.
ومن المتوقع، حسبما ذكرت تقارير غربية، أن يرافق الرئيس مستشار الأمن القومى هيربرت ماكماستر ووزير الخارجية وريكس تيلرسون ووزير الخزانة ستيفن منوشين وكبير مستشارى السياسات ستيفن ميلر والممثل التجارى الأمريكى روبرت ليثايزر ووزير التجارة ويلبر روس، ويتوقع أيضا أن تنضم نائبة ماكماستر دينا بأول إلى الرحلة.
سطوة كيلى
ويبدو أن نفوذ وسطوة الجنرال جون كيلى بدأت فى التوسع مقابل تضاؤل نفوذ كوشنر فهو الذى يحدد من سيرافقون الرئيس ترامب فى رحلته الآسيوية فعلى عكس أول رحلة خارجية كبيرة قام بها ترمب فى مايو الماضى إلى الشرق الأوسط، حيث سافر معه معظم مسؤولى الجناح الغربى، يقوم رئيس الأركان جون كيلى اليوم باستبعاد بعض المساعدين الرئيسيين لترمب، فإلى جانب استبعاد صهر الرئيس من المتوقع أن يغيب أيضا، بيتر نافارو أحد اكبر مساعدى الرئيس انتقادا للصين.
كلمة السر..كوشنر
جاريد كوشنر اعتبرته الأوساط الإعلامية والدوائر السياسية كلمة السر فى البيت الأبيض وهو يهودى الأصل ويعتبر الذراع اليمنى الذى اعتمد عليه منذ بدء الحملة الانتخابية فى الولايات المتحدة الأمريكية، ومرورا بالفترة الانتقالية ثم تسلم الحكم رسميا.
ولعب جاريد كوشنر دورا كبيرا فى سياسة ترامب الخارجية حتى بات يعد أقوى رجال البيت الأبيض، لكن بعد مرور عام تقريبا على الانتخابات الرئاسية هل بدأ تأثير كوشنر بالتراجع، وبالمقابل ينمو تأثير الجنرال جون كيلى، رئيس أركان الموظفين، بشكل كبير.
وبحسب موقع بوليتيكو فإنه لن يشارك فى كامل الجولة وقد يغيب عندما يصل ترامب إلى الصين، رغم أن كوشنر سبق له أن لعب دورا بارزا فى العلاقات الآسيوية خاصة مع الصين، وعندما تحدث الرئيس الأمريكى مع زعيمة تايوان بعد انتخابه، سافر وزير الخارجية الصينى على عجل إلى مانهاتن للاجتماع بشكل خاص مع كوشنر وإجراء مناقشات طارئة، واللافت أن هذا اللقاء حصل فى منزل صهر الرئيس وليس فى مقر الإدارة الانتقالية.
إن غياب "الصهر" سيفاجئ المسؤولين في الصين، الذين حاولوا استمالته وزوجته ايفانكا، وقد تلقى الثنائى دعوة لزيارة الصين كممثلين رسميين لحكومة الولايات المتحدة فى يونيو الماضى، وفقا لما ذكره مساعد بالبيت الأبيض بيد أن كوشنر قرر العدول عن تلبية الزيارة.
رسائل كوشنر الإلكترونية
وضمن ما أثير حول كوشنر هو تبادله عشرات الرسائل الإلكترونية مع مسؤولين بالبيت الأبيض، حول موضوعات من بينها التغطية الإعلامية والتخطيط لأحداث ومؤتمرات، وذلك حسب صحيفة بوليتيكو، التى أولت اهتماما بهذا الموضوع.
وليس هناك مؤشرات على أن كوشنر قد تشارك معلومات سرية أو مهمة، عبر حساب بريده الشخصى، لكن آبى لويل، محامى كوشنر، قال فى بيان: "إن كوشنر يستخدم عنوان بريده الإلكترونى الرسمى التابع للبيت الأبيض فى إنجاز أعمال البيت الأبيض".
وأضاف: "أقل من مئة رسالة إلكترونية، خلال الفترة من بين يناير وحتى أغسطس الماضى، أرسلت أو تم الرد عليها من جانب كوشنر إلى زملائه فى البيت الأبيض من حساب بريده الشخصى".
وأضاف: "تلك الرسائل فى الغالب حملت مواد إخبارية أو تعليقا سياسيا، وفي معظم الأحيان حدثت حينما بدأ شخص ما فى التواصل عبر الإرسال إلى عنوان البريد الشخصى لكوشنر، بدلا من بريده الرسمى التابع للبيت الأبيض".
وتحدد اللوائح الفيدرالية كيف يجب حماية السجلات المرتبطة بالرئيس الأمريكى، والأنشطة الحكومية الأخرى.
وكان لترامب موقف حاسم معروف من قضية استخدام البريد الإليكترونى فى رسائل تخص العمل بالبيت الأبيض فقد تعهد بالملاحقة القضائية لغريمته فى الانتخابات هيلارى كلينتون بعد استخدامها بريدها الإلكترونى الشخصى فى العمل .
جارد
اتصالات الروس
لم تقف الاتهامات التى تلاحق كوشنر عند هذا الحد ولكن لاحقته اتهامات بشأن محاولات التواصل سرا مع روسيا، وتحدثت تقارير إعلامية غربية عن محاولته "إقامة خط تواصل سرى" مع موسكو وأن كوشنر محل تدقيق في إطار تحقيق يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالى (إف بى آى) بشأن مزاعم تدخل روسيا فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وذكرت تقارير أمريكية أن المحققين يعتقدون أن كوشنر يملك معلومات ذات صلة ولا يعتبر بالضرورة مشتبها به بتورطه فى جريمة.
وهنا دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صهره جاريد كوشنر، بل وأشاد ترامب فى بيان أرسله إلى صحيفة نيويورك تايمز بـ"العمل العظيم" الذى يقوم به كوشنر، لكن الرئيس الأمريكى لم يتطرق مباشرة إلى المزاعم التى ثارت ضد زوج أكبر بناته، إيفانكا، وأحد كبار مستشاريه، وذكرت تقارير أن كوشنر ناقش فى ديسمبر الماضى عند لقائه بالسفير الروسى لدى واشنطن "إقامة قناة خلفية للتواصل" مع روسيا.
صهر ترامب
أوقف مواجهة إسرائيلية أردنية
كون كوشنر يهوديا جعله يلعب دورا بارزا أيضا فى العلاقات مع إسرائيل ففى يوليو الماضى كشف تقرير إسرائيلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو استنجد بالإدارة الأمريكية للتدخل فى موضوع حادثة السفارة في العاصمة الأردنية وإنهاء التوتر الدبلوماسى مع عمّان، بعد أن فشلت محاولاته الاتصال هاتفياً حول القضية مع العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى.
وتحدث التقرير عن دور بارز لصهر الرئيس الأمريكى جاريد كوشنر وكبير مستشاريه فى التدخل الفورى، عبر اتصال جرى وقتذاك مع الملك عبدالله الثاني للمساعدة فى إنهاء الأزمة، داعيًا إياه لإنهاء المواجهة الدبلوماسية التى تفجرت بين عمّان وتل أبيب بسبب إطلاق النار المميت داخل السفارة الإسرائيلية فى عمّان، حيث قتل ضابط أمن إسرائيلى بالرصاص مواطنين أردنيين، ونجح كوشنر فى ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة