«الشيطان شاطر، وساعة القضا يعمى البصر، والسلاح طويل، مكنش قصدى إنى أموته، كل اللى أنا كنت عايزه إنى أرد كرامتى واعتبارى قدام المنطقة، بعد ما اتهنت قدامهم كلهم، كل اللى أنا فاكره إنى مكنتش حاسس بنفسى بعمل إيه، كنت بضرب بانتقام بسبب اللى عمله فيا قدام أهل المنطقة، كل اللى يجيبه ربنا كويس.. راضى كل الرضا بأى حكم يتحكم عليا بيه. وربنا يخرجنى من الموضوع ده على خير».. بهذه الكلمات بدأ «حنفى. ح. أ»، 65 سنة، سائق، أقواله أمام النيابة العامة، وذلك على خلفية اتهامه وآخرين بقتل «أحمد. ح»، عامل، مع سبق الإصرار والترصد بسبب خلافات الجيرة بينهم، حيث قام المجنى عليه على أثر هذه الخلافات بالتعدى على المتهم الأول بالضرب أمام أهالى المنقطة بالمرج.
وأضاف المتهم خلال أقواله أمام النيابة العامة، أنه نشبت بينه وبين المجنى عليه مشادة كلامية بسبب خلافات الجيرة، تطورت إلى التشابك بالأيدى، حيث قام المجنى عليه بالتعدى عليه بالضرب المبرح أمام الأهالى، موجهًا له السباب والشتائم والإهانات، مما أثار عنده رغبة فى الانتقام من المجنى عليه ورد اعتباره، مضيفًا أنه استعان بباقى المتهمين، ليساعدوه فى استدراج المجنى عليه والانتقام منه. وأكمل المتهم أنه أحضر أسلحة بيضاء ليستخدمها وباقى المتهمين فى التعدى على المجنى عليه، لافتًا إلى أنه توجه وباقى المتهمين للمكان الذى يوجد فيه المجنى عليه، وذلك بعد أن أيقنوا وجوده به، موضحًا أنه فور رؤيته للمجنى عليه أخرج السلاح الذى كان بحوزته، وسدد له عدة طعنات متفرقة فى جميع أنحاء الجسد، مشيرًا إلى أن باقى المتهمين قاموا على الفور بالتعدى على المجنى عليه بالأسلحة البيضاء التى بحوزتهم، حتى سقط المجنى عليه غارقًا فى دمائه، وفروا هاربين حتى تم إلقاء القبض عليهم جميعًا.
ويقول «علاء. ج»، 30 سنة، مهندس، شاهد عيان، أحد أهالى المنطقة، إنه حدثت مشاجرة بين المجنى عليه وبين المتهم، وقام المجنى عليه بالتعدى على المتهم بالضرب، مضيفًا أنه بعد ذلك تنامى إلى سمعه صوت صراخ واستغاثة، فذهب ليستبين الأمر، فوجد المجنى عليه ساقطًا على الأرض غارقًا فى دمائه.
بينما أكد «محمد. م»، 19 سنة، بائع، أحد شهود العيان، أنه عقب المشاجرة التى نشبت بين المتهم والمجنى عليه، سمع صوت صراخ فذهب ليتضح الأمر فوجد المتهمين يفرون هربًا وبحوزتهم أسلحة بيضاء، ثم رأى المجنى عليه ملقى على الأرض غارقًا فى دمائه، فحاول هو وأهالى المنطقة الإسراع بنقله إلى المستشفى لإنقاذه، إلا أنه فارق الحياة قبل وصوله.
بدأت تفاصيل هذه الواقعة بتلقى ضباط مباحث المرج بلاغًا من أهالى كفر الشرفا، يفيد بمصرع «أحمد. ح. م» إثر مشاجرة نشبت بينه وبين أحد الأهالى بالمنطقة، وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى مكان الواقعة، وبجمع التحريات والمعلومات اللازمة تبين أن وراء ارتكاب الواقعة كلًا من «حنفى. ح»، 65 سنة، سائق، و«أحمد»، 29 سنة، ميكانيكى، نجل المتهم، و« كرم»، 24 سنة، كوافير، نجل المتهم، و«محمد»، 19 سنة، عامل، نجل المتهم، و«نصرة. م»، 50 سنة، ربة منزل، زوجة المتهم، وذلك على خلفية قيام المجنى عليه بضرب المتهم الأول على خلفية مشادة كلامية نشبت بينهما بسبب خلافات الجيرة، كما تبين أن المتهم عقب ذلك استعان بأبنائه وزوجته وأحضروا أسلحة بيضاء، وتربصوا بالمجنى عليه، وفور رؤيتهم المجنى عليه انهالوا عليه طعنًا بالأسلحة البيضاء، حتى سقط فى الأرض مغشيًا عليه غارقًا فى دمائه، ثم فروا هاربين.
وبتكثيف تحريات المباحث، وبإعداد الأكمنة اللازمة، تمكن ضباط مباحث المرج وبصحبتهم قوة أمنية من ضبط المتهمين وبحوزتهم الأسلحة المستخدمة فى الواقعة، وبمواجهتهم أمام اللواء محمد منصور، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، اعترف المتهمون بارتكابهم الواقعة، انتقامًا من المجنى عليه لتعديه على المتهم الأول، والد باقى المتهمين، أمام الأهالى فى المنطقة، فتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأحالهم اللواء خالد عبدالعال، مدير أمن القاهرة، إلى النيابة العامة.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن المتهمين قاموا بعقد العزم وبيّتوا النية لقتل المجنى عليه «أحمد. ح»، وذلك بسبب وجود خلافات سابقة، وأعدوا لذلك الغرض أسلحة بيضاء «سكاكين»، وتوجهوا إلى المكان الذى أيقنوا وجود المجنى عليه به وقاموا بالتعدى عليه بتسديد عدة طعنات بالأسلحة البيضاء التى بحوزتهم، حيث سددوا له عدة طعنات متفرقة فى الجسد، حتى سقط على الأرض غارقًا فى دمائه حيث فارق الحياة على أثرها.
كما تبين من خلال تقرير الطب الشرعى أن سبب الوفاة حالة نزيف بسبب عدة جروح قطعية، وطعنات نافذة، أودت بحياة المجنى عليه، فتم إرسال تقرير الطب الشرعى مرفقًا بأمر الإحالة إلى محكمة الجنايات التى أصدرت حكمها، برئاسة المستشار أحمد محمود الدقن، وعضوية المستشارين جابر المراغى، والسعيد محمود، وسكرتارية رجب شعبان فى القضية 3376 بالسجن المشدد 15 سنة على المتهمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة