حمدين صباحى، وأعضاء جبهته، خرجوا خلال الساعات القليلة الماضية، فى تفعيل رسمى، لجبهة العواطلية لإسقاط نظام السيسى، وبدأ فى شن هجوم عنيف، وردد نفس الشعارات، التى رددها ضد نظام مبارك، قبل ثورة يناير غير الممنونة، بداية من تجويع الشعب والتطبيع مع إسرائيل، والتبعية للإمبريالية الأمريكية، والفساد المستشرى، وقمع الحريات والقبض على المعارضين، والاختفاء القسرى!!
وكنت قد كتبت مقالا يوم 8 أكتوبر 2016، تحت عنوان (لو السيسى رحل.. هل ستنخفض الأسعار؟.. طيب مبارك رحل حصل إيه؟)، وسبحان الله، حمدين صباحى، وجبهة العواطلية، يرددون نفس الشعارات، دون أى تغيير، أو إضافات جديدة، تنم على أن هناك عقولا مفكرة، قادرة على تغيير استراتيجية معاركها مع خصومها، وأن هناك آليات للتنفيذ، أولى هذه الآليات تغيير الوجوه المحروقة والمكروهة شعبيًا وسطرت مجدا مدهشا فى الفشل، واستبدالها بوجوه متعلمة ومثقفة وناجحة مهنيًا، وقادرة على اختراق قلوب الناس، وإقناعهم بأنهم الأفضل، لكن لم يحدث شىء من هذا، فالوجوه هى نفس الوجوه المحروقة والمكروهة والمحاطة بكل علامات الاستفهام، أثبتتها الوثائق والمكالمات المسربة، بداية من صباحى والبرادعى وممدوح حمزة، وعبدالمنعم أبوالفتوح، ومرورًا بخالد على وخالد داوود، وكل قيادات المشهد الثورى!!
ونظرًا للتشابه الشديد، بين ما يردده صباحى وجبهته العواطلية، منذ أيام السادات ومرورًا بمبارك، وزادت فى عام 2010، وحتى اندلاع الثورة الينايرية، واليوم، فإننا نعيد نشر المقال، لنؤكد أن صباحى وجبهته، لا يتمتعون بأى قدرات من أى نوع، سواء سياسية أو مهنية، كما أنهم أصبحوا أوراقًا محروقة، ووجوها مكروهة، وفقدوا الثقة التامة فى الشارع!!
وإلى نص المقال، المنشور منذ عام بالتمام والكمال، وأحداثه تكررت بالكربون، خلال الساعات القليلة الماضية، وإلى نص المقال:
الوجوه المعارضة والمتصدرة للمشهد الآن، التى تصرخ فى وجه نظام السيسى، هى نفسها التى كانت تصرخ طوال حكم مبارك، وتؤكد حينها أن الأوضاع المعيشية «زى الزفت»، والأسعار دائمًا فى ارتفاع، وأن الفساد للركب، والأغنياء زادوا غنى، والفقراء يأكلون من صناديق الزبالة، والعشوائيات منتشرة انتشار النار فى الهشيم، ومرض الفشل الكلوى، والكبدى، والأورام السرطانية تنهش فى أجساد المصريين، وأن هناك قمعا للحريات، وانسدادا فى الأفق السياسى، وأن أحزاب المعارضة بعيدة عن الشارع لأن عصا مباحث أمن الدولة غليظة وخشنة وتكبل انطلاقتها وانتشارها، وزيادة شعبيتها بين الجماهير، ومصر مقبلة على كارثة، ومصير سياسى مجهول.
وخرجت هذه الوجوه مطالبة بثورة تزيح مبارك ونظامه من سدة الحكم، وأسدت الوعود البراقة، ودشنت الشعارات المدغدغة لمشاعر البسطاء، عن التوزيع العادل للثورة، والقضاء على البطالة، وتوفير العيش والكرامة الإنسانية، وتخفيض الأسعار، والانتقال بمصر إلى مصاف الدول العظمى، وانتظر المصريون تحقيق الوعود الرائعة والمغلفة بورق السوليفان الشيك، ومرت الأيام، فلم يجدوا سوى الدم والمولوتوف والخوف والرعب من القتل والاختطاف والسرقة بالإكراه، والسطو على ممتلكاتهم بقوة السلاح، وانعدام الأمان، وتحول يوم الجمعة من كل أسبوع، إلى يوم رعب وخوف من المظاهرات والمليونيات، وغرقت البلاد فى فوضى عارمة.
ورويدا رويدا، قررت تلك الوجوه، العاطلة من أمثال البرادعى وصباحى والأسوانى، وممدوح حمزة، وجورج إسحاق، وذيولهم من الحركات الفوضوية، واتحاد ملاك ثورة يناير، بجانب الإعلاميين المنقلبين، تسليم البلاد لجماعة الإخوان الإرهابية، وأتباعها من الجماعات التكفيرية، وعادت مصر بعمقها الحضارى والتنويرى، من الدولة الوطنية، التى تنشد التطور ومواكبة العصر، إلى دولة التخلف والرجعية وسيطرة الخرافات والبدع والفتاوى التكفيرية، وانغمست فى المراهقة الثورية والفكرية والإدارية، وانهارت المرافق مثل الكهرباء، وارتفعت الأسعار واختفى البنزين والسولار، والأدوية، وتناقص الاحتياطى النقدى بشكل خطير، وتهدد الأمن القومى المصرى من خلال سيطرة داعش على سيناء، وبناء سد النهضة.
وأدرك حينها المصريون أنهم ارتكبوا جرما فى حق أنفسهم وتلقوا ضربة قوية على وجوههم، عندما صدقوا هؤلاء العاطلين، والمحالين على المعاش، ومرضى التثور اللاإرادى، والإعلاميين المنقلبين تقلب شهر أمشير، بين الشىء ونقيضه، وأيقنوا أن الوعود البراقة، ما هى إلا سراب، وأن هؤلاء يفتقدون لكل مقومات الكفاءة الإدارية والسياسية والاقتصادية، ولا يستطيع الواحد منهم أن يدير مركز شباب فى «عزبة أو نجع»، وأن إدارة الدول بحجم مصر، أكبر من جميع المتصدرين للمشهد حاليا.
نفس الوجوه، عادت من جديد الآن، لتنادى بالتغيير والثورة، وتشيع نفس المبررات والشعارات، التى كانت ترددها فى عصر مبارك، وكأنها مستنسخة، من قمع للحريات وانسداد فى الأفق السياسى، ومطاردة المعارضين وحبس الشباب الطاهر «النكى»، وارتفاع مخيف فى الأسعار، واختفاء الدولار، والغلابة لا يجدون قوت يومهم، والفساد مستشر.
وتناسى هؤلاء، أن النظام الحالى وخلال عامين، بدأ يعيد إعمار الخراب الذى خلفته 25 يناير، وتحرير سيناء من قبضة التكفيريين، والقضاء على مشكلة الكهرباء، وحل أزمة البنزين والسولار، والقضاء على طوابير العيش، واستحداث معاش «تكافل وكرامة»، والتوسع فى معاش التضامن الاجتماعى، والقضاء على العشوائيات، التى كانت الدول الأجنبية والبرادعى وأعوانه يعايرون مصر بها وأنها مساكن غير آدمية، والقضاء على فيروس سى، وإقامة المشروعات الكبرى لوضع البلاد فى مصاف الدول المتقدمة، مثل العاصمة الإدارية الجديدة، وشق قناة السويس، وإقامة أنفاق لربط سيناء بالوادى، وهو المشروع الأضخم فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر لتعمير أرض الفيروز، وإقامة المناطق الصناعية، ومشروعات الإسكان وفى القلب منها المليون وحدة سكنية، ومحاربة الفساد، وسن تشريعات عصرية، وتجهيز كوادر شبابية فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، ليكونوا قادرين على القيادة فى المستقبل، بجانب تسليح الجيش وإعادة ترتيبه بين الجيوش الكبرى، والأهم إعادة الأمن والاستقرار.
كل هذه المشروعات فى عامين، وبما أن التعمير والنهضة لها تكلفتها العالية، تعامل السيسى مع المشاكل بمشرط جراح، ولم يلجأ للمسكنات والمراهم، وكان صريحًا وواضحًا أنه يصنع دولة المستقبل، ويواصل العمل ليل نهار، بينما نفس الوجوه الهدامة تعبث للتخريب، وتجنح للدمار، وتفتقد لأى خطط، أو رؤى، ولم يظهروا أية أمارة من أى نوع. لذلك، نسألهم، أتريدون إزاحة السيسى من أجل ارتفاع الأسعار، فهل لو رحل السيسى الأسعار ستنخفض «يا أمور منك ليه»؟ طيب ما أنتم قلتم نفس الادعاء فى عهد نظام مبارك والرجل رحل هل انخفضت الأسعار؟ الإجابة أن مصر فى كارثة وما يعانيه الغلابة بسبببكم أنتم!!
انتهى المقال، المنشور منذ عام بالتمام والكمال، ومع ذلك كأن أتحدث عن صباحى وجبهة العواطلية، أمس، وبعد هجومه غير المبرر ضد السيسى، ليتأكد للجميع أن هؤلاء، ليس لديهم أى جديد، ويفتقدون لكل أدوات المعرفة، ولا يعرفون سوى التخريب والتدمير وإثارة الفوضى!!
ولك الله يا مصر...!!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة