النائبة أنيسة حسونة عضو مجلس النواب قصة جديدة من قصص محاربات السرطان اللاتى عانين من الألم وانتصروا عليه بالموهبة والابتسامة، تمكنت من تحويل محنتها لمنحتها وأدركت أن الحياة أهم من ضياعها فى ألم أو حزن ووضعت يدها على متعتها الحقيقية فتمنت أن تعيش قدر المستطاع فقط من أجل أن تكون بجانب أحفادها تستمتع بلحظاتهم الطفولية الجميلة، وتعيش تجارب جديدة كانت تميل إليها دائما من خلال الكتابة عن تجربتها مع السرطان وجمع كل ما شعرت به فى كتاب يكون مصدر قوة لكل سيدة.
تروى لنا أنيسة حسونة التجربة بداية من صدمة الخبر والاكتشاف بالصدفة للتعايش مع المرض، مراحل كثيرة ومحطات فى الحياة لم تتوقف عندها بل تابعت بكل أمل محققة انتصارات عدة ومازالت فى هذا الطريق.
"متخافوش أنكم خايفين ومتحسوش بالذنب بسبب مرضكوا" هكذا بدأت حسونة كلماتها عن مصابات السرطان، وتابعت "اكتشفت المرض بالصدفة عند القيام ببعض التحاليل فوجدت دلالات سرطان عالية، وقمت بأشعة للتأكيد وشقيقتى كانت مصابة سرطان أيضا فلم أتوقع أن أصاب أنا أيضا، ومن الخوف أول ما عرفت إنى مصابة به لم أستطع نطق اسمه، خاصة أنه معروف بالمرض الوحش".
وأكدت أنيسة حسونة أنها أجرت تحاليل بالصدفة عن السيولة فوجدت دلالات السرطان وعندها انتابها حالة حزن واكتئاب شديدين فظلت فى غرفتها أسبوعين لا تتحدث مع أحد، وسافرت ألمانيا لتلقى العلاج حيث قال لها الأطباء بالخارج إن أمامها عدة سنوات، واختارت المتابعة مع من قال لها أنها ستعيش سنا أكبر لأنها تريد التمتع بالحياة مع أحفادها خاصة حفيدتها الأخيرة وهى الفتاة الوحيدة بين الباقيين.
وأوضحت أن الأطباء طلبوا منها ترتيب أوراقها مما جعلنها تبكى خاصة مع تحديد 5 سنوات لها قبل نهاية حياتها، فيما قال لها طبيب آخر إن أمامها 8 سنوات، ووقتها اكتشفت أن هناك لحظات أسوء من لحظة مواجهة الأطباء لها بالأشعة، حيث كان لديها إحساس بالإنكار أن هذا الأمر ليس بها وبعدها كان تقبل الفكرة بالتدريج خاصة أن الصدمة مرة واحدة كانت غير محتملة.
وتابعت "فى البداية لا أريد العلاج أو دخول المستشفى بعدها بدأت أفكر فى الضوء الذى أحضره الله لى فى هذه المحنة، وتساءلت هل أعطيت وقتا جيدا لعائلتى؟ هل ذهبت حياتى فى الجرى وراء الأهداف خلال مشوارى المهنى أم تمتعت بها؟".
وهنا أشارت أنيسة حسونة إلى أنها اتجهت لتأليف كتاب عن التجربة التى مررت بها مع المرض، مؤكدة أنها تأتى لها لحظات ضعف وحدها لكن تقول إنها تعيش بين عائلة تحبها وتتمكن من الكتابة خاصة أن زوجها من أقنعها بالكتابة منذ أول يوم عرفت فيه الإصابة، قائلا لها "ستكتبين عن هذه التجربة ونجاحك فى الانتصار عليها والتعايش معها"، وعندما سافرت لألمانيا ونقص وزنها 14 كيلوجراما ووضعها تدهور جدا كان يأتى لها ويقول لا تنسى الكتاب.
ووجهت رسالة لكل السيدات "اسمعوا كلام الأطباء ولا تكرهوا الذهاب لهم وجلسة العيادة، خاصة السيدات عليهن الكشف والاهتمام بصحتهم، والطب تقدم كثيرا والجيل القادم من المصابات سيكون حظهم أوفر فى العلاج والتوعية والمعرفة بتفاصيل المرض".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة