هند أحمد شحاتة تكتب: حكاية مجتمع

الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 08:00 ص
هند أحمد شحاتة تكتب: حكاية مجتمع ورقة وقلم أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أكن أدرك يوما هذا الكم الهائل من الجهل و التخلف و اللاوعى الذى نعيش داخل مستنقعاته المصغرة...لاطالما سردت لى حكايات من اقارب و جيران و اصدقاء...ولكن الامل كان دائما هو عنوانى الابرز...الا اننى اكتشفت اننا نعيش فى عصر الجاهلية بالالوان وليس بالابيض و الاسود...عصر الجاهلية مع اختلاف الشكليات و الاحتفاظ باغلب المعتقدات الفكرية و الثقافية...نعيش الجاهلية المعاصرة تحت كل شيء مشوه و شعارات كاذبة واللاوعى واضحا...فنحن المجتمعات التى تدعى التدين ولكنها تشرك بالمولى بشتى الطرق...نحن من ندعى الفضيلة و الصدق ولكن الحقيقة تقول أن الكذب و الخبث يجرى فى عروقنا...نحن من نتغنى بالاخلاقيات ...ولكن الحقيقة تقول أنه لا يوجد ضمير حى بداخلنا و لا انسانية تسكن كياننا ...باختصار شديد كل شيء نعيشه مزيفا ...نحن المجتمعات التى تعيش الحقيقة فى الخيال والواقع مليء بتشوهات نحن من نقبل أن نرثها و نكمل صنعها ...ما اقوله ليس سوادا...بل ما نعيشه من جهل و تعفن فكرى و اخلاقى و انسانى ايضا و اللاوعى هو المعنى الاصيل للون الاسود .
نرفع اقلامنا وتقفل كتبنا...وينتهى حبر سطورنا ...لان ما نعيشه جميعا ما هو الا نفاق اجتماعي...ثقافة مزيفة...وفكر يفتقر إلى المنطق و الوعى ...كل المفاهيم الخاطئة تجبرنا على الصمت ...كل شيء يحاول أن يقتل امالنا احلامنا...ومن يختلف عن كل هذا فهو حتما سيكون منبوذا...يشوه من الخارج و من الداخل
...
هذه هى حكاية مجتمعات تعشق النفاق و تتخذ منه دستورا للحياة...حكاية مجتمع تجرد من انسانيته و باع مبادئه...واصبحت القيم والاخلاقيات بالنسبة اليه مجرد ادعاءات و شعارات ...حكاية لن يفهمها الكثير...فقسوة حقيقتها تكمن فى اعترافنا بها...
فكونوا بشرا اولا اصحاب مبادئ واجعلوا من الوعى دستوركم...









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة