"قلعة الكبش، سلم العسكر: ابن طولون، المواردى" أماكن يتردد أسماؤها كثيرا فى حى السيدة زينب بالقاهرة، بعد نقل عدد كبير من سكانها إلى حى الأسمرات، على أنها أصبحت ذكرى بعد هدم منازلها الآيلة للسقوط والتى تم تصنيفها ضمن المناطق الخطرة المهددة بالانهيار.
المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة
فإذا تجولت فى أرجاء قلعة الكبش وابن طولون المقامة أعلى جبل، تلاحظ بعينيك خطورة الإقامة بهذا المكان، وترصد التشققات التى ملأت حوائط المبانى التى بنى أغلبها عقب بناء القلعة مباشرة، فبجانب الأبنية الحديثة التى أنشأتها الدولة فى المنطقة تجد عقارات تم بناؤها بالحجارة يظهر عليها عوامل الزمن.
وكان لـ"اليوم السابع" جولة داخل مناطق "قلعة الكبش والمواردى وابن طولان وسلم العسكر" لرصد حجم الإنجاز الذى قامت به محافظة القاهرة، ضمن خطة إخلاء المناطق العشوائية الخطرة من الدرجة الأولى وتوفير سكن بديل يليق بالمواطن به كافة الخدمات والمرافق.
وأغلب الوحدات السكنية التى يستمر فى إزالتها حى السيدة زينب، مكونة من غرفة أو غرفتين ضيقة المساحة بأسقف خشبية، مقامة على حافة الجبل تعرض بعضها للانهيار فى أوقات سابقة، بالرغم من تدبيش حافة الجبل أكثر من مرة.
ورصد "اليوم السابع" بالصور حجم الكارثة التى تتعرض لها تلك العقارات الهشة عند حدوث انهيار جزئى لحافة الجبل أو حدوث هزة أرضية ضعيفة، والتى ستقضى على حياة المئات بتلك المساكن.
وتحدث "اليوم السابع" مع أهالى منطقة ابن طولون التى شهدت مؤخرا انهيارات بعدد من عقارات المنطقة، نظرا لقدم المبانى وبناؤها على الجبل، حيث أكد الأهالى خطورة السكن بتلك العقارات التى يتكون معظمها من غرفة أو غرفتين، ذات الشوارع الضيقة والمعروفة بـ"الحارات"، مشيرين إلى أن هناك كارثة مؤكدة حال حدوث حريق بأحد العقارات والذى سيمتد للعقارات المجاورة لاستحالة دخول سيارات الإطفاء إلى تلك الأماكن لضيق شوارعها.
وقال أحمد محمود أحمد، أحد سكان منطقة ابن طولون: "سمعنا أن الحى سيزيل جزءا كبيرا من منطقة حوش البحر التى شهدت انهيارات ببعض العقارات، كما سيتم توسعة الشارع المؤدى لمسجد ابن طولون".
وأكد أحمد أن أغلب السكان بسطاء ولا يمتلكون 5 آلاف جنيه للنقل لوحدة بحى الأسمرات، مشيرا إلى أنه تم حصر العقارات التى سيتم إزالتها، قائلا: "مش عارفين إيه اللى هيتم بالضبط وفيه قلق بالمنطقة".
وبدوره قال عمرو حسن إبراهيم أحد سكان منطقة قلعة الكبش، إن الجزء المقام أعلى الجبل والذى تمت إزالته كان مكانا لتجارة المخدرات ومشبوها للغاية، بالإضافة إلى أنه كان يمثل خطورة على السكان، مشيرا إلى أن معظم العقارات التى تمت إزالتها كانت مقامة على أرض وقف.
وطالب إبراهيم محافظة القاهرة بضرورة إزالة مخلفات الهدم من المنطقة لما يسببه من إزعاج للسكان وتشويه للمظهر ويحوى الحشرات، كما طالب الحى بترميم سلالم قلعة الكبش والتى تأثرت مع الوقت ما أدى لانزلاق المارة من عليها والتسبب فى إصابات، مشيرا إلى أن الأهالى جمعوا مبلغ من المال لترميمها ولكن الحى رفض ذلك ومع ذلك لم يرممها كما وعدهم منذ وقت طويل.
ويوجد بمنطقة قلعة الكبش عددا محدودا من العقارات ملكيات خاصة، وتلك العقارات تشكل أزمة مع المحافظة لرفضهم الهدم رغم خطورة وضعهم وكونهم أسفل حافة الجبل، مع العلم أن المحافظة شكلت لجنة لبحث التعويض المناسب حسب قيمة الأرض.
وأضاف عمرو إمبابى مالك مخزن خردة بمنطقة قلعة الكبش، أنه يرفض ترك مكانه الذى يمثل عمله الأساسى ومصدر رزقه، مؤكدا أنه حاصل على ترخيص هدم منذ سنوات ولكن الحى رفض تنفيذ الهدم، مشيرا إلى أنه لا يرى أى خطورة على مخزنه القائم أسفل الجبل، خاصة أنه ترك مساحة 50 مترا تفصل بين المخزن وبين الجبل ومستعد لبناء حائط خرسانى بجوار الجبل على نفقته الخاصة.
كما رصد "اليوم السابع" خلال جولته بمنطقة قلعة الكبش وجود عدد من المنشآت الأثرية وقد أصابها الإهمال حتى أصبحت مقالب للقمامة ومعرضة للانهيار أسفل الجبل، ومنها "سبيل أثرى" أغلق منذ سنوات وملأته القمامة، كذلك مقام أثرى، ومسجد خانقاة سلار وسنجر الحاولى بقلعة الكبش، والذى أصابه الإهمال أيضا.
من جانبها، أكدت جيهان عبد الرحمن نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، أن المحافظة تبذل قصارى جهدها للقضاء على العشوائيات خاصة المناطق ذات الخطورة الداهمة والتى تمثل خطورة على أرواح المواطنين.
وأضافت نائب محافظ القاهرة فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن المحافظة شكلت لجنتين إحداهما مكونة من أساتذة من كلية الهندسة لتحديد العقارات التى تمثل خطورة على قاطنيها من الناحية الجيولوجية، ومعظم هذه العقارات تقع على حواف الجبال، ولجنة أخرى لتحديد العقارات الآيلة للسقوط لتنكيسها لحماية أرواح المواطنين.
وأوضحت عبد الرحمن أنه سيتم تدبيش حواف جبل قلعة الكبش، وذلك حسب تقارير لجان تدبيش الحواف، وأغلب المناطق المهدومة لن يتم البناء عليها، كما سيتم الاستفادة بما يصلح، مشيرة إلى أنه سيتم تعويض أصحاب الملكيات الخاصة من خلال لجنة مكونة من 3 مستشارين من النيابة الإدارية كما يتم تحديد سعر الأرض من خلال وزارة المالية.
وبدوره أكد حسام الدين رأفت، رئيس حى السيدة زينب، أن منطقة قلعة الكبش بها 67 عقارا خطرا وتم هدم 54 عقارا حتى الآن، وتبقى 12 عقارا سيتم هدمها لاحقًا، وذلك تمهيدًا لتهذيب الجبل حفاظا على حياة المواطنين، وضمن خطة المحافظة للقضاء على المناطق العشوائية.
وأضاف رئيس حى السيدة زينب، لـ"اليوم السابع"، أن قلعة الكبش كان يقطن بها 320 أسرة تم نقل عدد كبير منهم إلى حى الأسمرات، وأن هناك عددا قليلا له ملكيات خاصة سيتم تعويضهم وفق ما تحدده اللجان.
وأكد حسام الدين رأفت، أن منطقة المواردى كان بها 118 عقارا ذات خطورة تم هدم 111 عقارا وتبقى 7 عقارات سيتم ازالتها لاحقا، مشيرا إلى أن أغلب العقارات التى كانت مقامة على أراضى المنطقة هى أرض وقف.
وأوضح رئيس حى السيدة زينب أن الأماكن الأثرية المقامة أسفل الجبل تم مخاطبة وزارة الثقافة لترميمها، لحمايتها من الانهيار كما سيتم تدبيش الجبل خلفها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة