كريم عبد السلام

كتالونيا ومنصات حقوق الإنسان

الإثنين، 30 أكتوبر 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علينا أن نتعلم من درس كتالونيا جيدا، فالاتجاه الذى سارت فيه الاستفتاءات الشعبية والتصويت البرلمانى، لابد وأن يؤدى إلى القرار الرئاسى بإعلان الانفصال عن إسبانيا، هكذا يقول كتاب الديمقراطية الغربية فى صدر صفحته الأولى، لكن ما حدث فعلا أن السلطات الإسبانية مدعومة من المعسكر الغربى كله، أوربا والولايات المتحدة واليابان، قررت عزف النغمة الستالينية البوتينية من سيموفنية الشمولية الشرقية التى ويا للغرابة حاربها وجرمها وحاصرها المعسكر الغربى المهيمن اقتصاديا على العالم، وأطلق عليها وحوش حقوق الإنسان فى منظماته الدولية.
 
إذن، نحن أبناء شعوب العالم الثالث الطامحين إلى الحرية والديمقراطية، ينبغى علينا أن نعرف جيدا الفارق بين الشعارات الاستهلاكية وأساليب احتواء الشعوب وبين ما يمكن تطبيقه على الأرض، وعلينا كذلك أن نعرف كيف توظف الدول الغربية تلك الشعارات فى خدمة الدولة الأمنية البوليسية وريثة دولة الاستعمار القديم، وحتى نصل إلى تلك النتيجة علينا أن نطرح مجموعة الأسئلة البديهية والبسيطة حول الأزمة الكتالونية، ومنها مثلا؛ لماذا لم تقبل السلطات الإسبانية باختيارات الشعب الكتالونى رغم إجراء الاستفتاء بطريقة حرة وشفافة ورغم تصويت البرلمان على الانفصال بأغلبية ساحقة؟
ولماذا تنحاز الدول الغربية الرأسمالية الديمقراطية الحرة للإجراءات الشمولية التى اتخذتها الحكومة الإسبانية؟ وأين البرلمان الأوربى مما حدث؟ أين منظمات حقوق الإنسان الدولية؟ أين من يسمى بالمفوض السامى الأممى لحقوق الإنسان رعد بن زيد بن الحسين أم أنه مكلف فقط بتشويه الدول العربية وإظهارها بمظهر معسكرات التعذيب؟ وأين الأمم المتحدة ومجلس الأمن وسائر المنظمات الدولية المعنية بحماية الشرعية وحق الشعوب فى تقرير المصير؟
 
ابتسموا، نحن نشاهد واحدة من مسلسلات تليفزيون الواقع، على غرار عائلة كاردشيان وستار أكاديمى وخناقات ترامب وكيم إيل جونج رئيس كوريا الشمالية، العالم الحقيقى تحكمه موازين القوى على الأرض، والقدرة على تنفيذ السياسات دون عقاب وفرض الأمر الواقع بالقوة وانتزاع ما تريد وقتما تريد، هكذا كان منذ العصور البدائية الأولى وسيظل هكذا حتى العصور البدائية المقبلة، لم يتغير شىء إلا إضافة الأوهام والخداع الاستراتيجى والتحكم بالشعوب عن بعد، إلى الأسلحة التى يمتلكها الأقوياء لإعادة إنتاج عصور الهيمنة والاستعمار القديمة بصور جديدة تناسب الأجيال الجديدة فى المستعمرات القديمة.
 
إذن، عندما يأتى أحد الساسة الغربيين الملطخين بوحل كتالونيا والعراق وسوريا وليبيا، ويرفع أمامك شعارات مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ستعرف جيدا بم ترد عليه، تقول له بثبات ورباطة جأش وابتسامة ساخرة: كتالونيا!!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة