كل الذين ذهبوا إلى الصين من المصريين، عادوا وفى عقولهم ارتباك محير حول علاقة الزحام بالفوضى التى نعيشها فى الشوارع، ففى ذلك البلد، الذى يقترب عدد سكانه من المليار الثانى، زحام شديد فى المدن الكبيرة مثل بكين العاصمة أو شانغهاى مدينة البيزنس أو جوانزو قلعة الصناعة والتجارة، لكنه زحام لا تشوبه الفوضى فى أقصى ساعات الذروة، والسيارات فى الشوارع بكثافة لكنها تتحرك فى أمواج مرتبة، وأتوبيسات نقل الركاب لها طرق مخصصة، وسيارات التاكسى يقف الناس عليها فى طوابير انتظار، ورغم كل هذا لا يشعر المواطن باليأس من الوصول فى الموعد، بينما القاهرة التى هى أصغر حجمًا من بكين تموت فيها الحركة عندما يتوقف السير على كوبرى أكتوبر، ويستيقظ المواطنون كل أربعاء- باستثناء الأعياد- بلا أمل فى أن يصبح القادم أجمل، ولو سألت كل مواطن عن السبب، سيخبرك بلا تردد أننا شعب لا يحب النظام ولا يحترم القوانين، وربما يكون هو نفسه يسير فى المخالف لكنه لن يعترف أبدًا بذلك.. نريد قليلا من النظام واحترام القانون قبل أن تصبح كل أيامنا أربعاء.