وجوه مخيفة، صراخ ورسومات مرعبة، أطفال يرتدون زى الأشباح، هى أبرز أشكال الاحتفال بعيد الهالوين، الذى تأثر به بعض المصريين ليحتفلوا به فى عدد من المدارس، وبالرغم من أن جذور الاحتفال تعود إلى أيرلندا وإقامة مهرجان "السلتيك" فى سامهاين، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول التى أحيته واحتفلت به خلال السنوات الأخيرة، لتنتقل الاحتفالات لمصر وهو ما يمثل غزوا ثقافيا واجتماعيا كما يؤكد علماء الاجتماع.
ومن جانبه قال الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، إن احتفال المصريين بالهالوين هو تقليد أعمى دون وعى، ولا فهم لخطورة مثل هذه الاحتفالات التى تسبب الرعب فى نفوس الأطفال خاصة أن هناك بعض المدارس تقوم بها وتنظم احتفالات لها، فالهالوين هو نوع من الغزو الثقافى، والغرب نجح فى ذلك بطرق مختلفة وللأسف نحن منساقون خلفهم.
وأضاف الدكتور جمال فرويز، أنه لا بد من معرفة أن نسبة ضئيلة ومحدودة جدًا من المصريين الذين يحتفلون بهذه المناسبة، 99% منهم لا يعرف عنها شيئا، وأن من يتابعونه يكون ليس بالمشاركة بل عبر وسائل التواصل الاجتماعى.
الهالويين
وأوضح الدكتور جمال، أن نفسية كل طفل تختلف عن الآخر، فلابد من تعريف الطفل بطبيعة مشاركته ونسأل الطفل عن رغبته فيها، فإذا رفض فلا يجب الضغط عليه وإجباره حتى لا نسبب له مشاكل نفسية مثل الاضطراب النفسى، نعرفه يعنى أيه أشباح وطبيعة الاحتفال وهيكون فيه أيه.
وينصح الدكتور جمال فرويز، بألا تتم مشاركة الطفل أقل من 9 سنوات فى مثل هذه الاحتفالات.
وعن قصة هذا الاحتفال يقول الدكتور جمال إن هناك روايتين حوله، الأولى كان هناك طبيب يقتل الناس وعندما مات احتفل الناس بوفاته وأنهم تخلصوا منه، أما الرواية الثانية أنه كان هناك منطقة مسكونة بالأشباح يخاف منها الاهالى وعندما تخلصوا منها احتفلوا بذلك.
وتقول الدكتور سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية بجامعة عين شمس: "قبل أن نحكم على هؤلاء الشباب بأنهم ضائعون أو أنهم مستهترون ويقلدون الغرب لابد من أن نستوعبهم ونعرف لماذا يتجهون لهذه الاحتفالات الغريبة عن المجتمع المصرى، ففى الماضى كان هناك فرق رضا واحتفالات أم كلثوم التى نشرت الرقى بالفن والثقافة".
وأضافت الدكتور سامية خضر: "إحنا بنفكر فى الشباب بعين واحدة لازم نشوف ما يحيط بالشباب لاستيعابهم مشيرة إلى أن هناك تقاليع ظهرت من قبل بالمجتمع مثل عبدة الشيطان وكان بسبب الفراغ لدى الشباب، ولا يوجد ما يمتص نشاطهم، بالتأكيد قالوا تعالى الاحتفالات ونولع نار هيروح، لابد من امتصاص الشباب.
الهالويين
وحذرت الدكتورة سامية الأمهات التى تأخذ طفلها للاحتفال بالهالوين بأن ذلك يخلق جيلاً لديه ازدواجية فى الشخصية، لأننا لم نعلم الطفل الشخصية المصرية الحقيقية، واقترحت أن يهتم المسئولين والوزارات مثل السياحة والثقافة والآثار بعمل احتفالات جماعية لها طابع مصرى، مثل تعامد الشمس وتكون على مستوى محافظات مصر، ويمكن الاحتفال بالأيام العالمية كاليوم العالمى للتسامح واليوم العالمى للشباب.
وتقول أمينة إمام إحدى الأمهات، إنها حريصة على أن يشارك طفلها فى الاحتفالات المدرسية بالهالوين لتفريغ طاقته، مشيرة إلى أنه سعيد بهذه المشاركة لأنها مختلفة عن الأعياد المصرية المختلفة وبيكون فيها ابتكار.
أما والد الطفل محيى إبراهيم فقال: "بالرغم من أن مدرسة ابنى تحتفل بهذا اليوم إلا أنى لا أجعله يذهب للمدرسة هذا اليوم حتى لا يتأثر بعادات وتقاليد غريبة عن مجتمعنا، خاصة أنها تتعلق بالأشباح والعفاريت والرعب والتخويف وهو ما يؤثر سلبًا على الطفل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة