عندما قررت الدول العربية مقاطعة قطر على خلفية سلوكها الداعم للإرهاب والممول والراعى للجماعات والمنظمات الإرهابية، خرج الإعلام القطرى مروجا لأن هذه المقاطعة العربية الشاملة لن تؤثر على قطاعات قطر الاقتصادية الخمس الرئيسة، لكن الحقيقة الحتمية أن معاناة الدول من حالات العزلة والإقصاء السياسى يؤدى فورا إلى خسائر فادحة فى كبرى قطاعات الاقتصاد وعلى رأسها قطاع السياحة بالتأكيد.
خسارة نزلاء الخليج
فور صدور القرارات العربية المتزامنة قررت الدول العربية منع دخول أو خروج أى من مواطنيها إلى الأراضى القطرية ما عنى أمرا واحدا وهو أن المنتجعات والفنادق التى أنفقت عليها الدوحة نحو 100 مليار دولار لاستقبال السائحين الخليجيين سوف تخسر كل زبائن هذه الدول وبالتحديد دولتى المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين.
المنتجعات والأسواق القطرية بلا زبائن
ورغم أن الحكومة القطرية حاولت طرح عدد من العروض السياحية والتخفيضات للحد من تباطؤ الحركة السياحية التى فقدت النسبة الأكبر من السياح الخليجيين الذين كانوا يمثلون أكثر من 50% من زوار الدوحة، إلا إنها مع كل ذلك لم تنجح فى مرماها وهو اجتذاب سياح الدول الخليجية وفى العيدين الفائتين خسرت ما يقدر بنحو 70% من إيرادات القطاع المهم والحساس.
ليس هذا فحسب بل المتوقع أن تدخل الدوحة فى موسم خريفى شديد الجفاف على فنادقها ومنتجعاتها مع مواصلة السياح من الخليج ومن باقى الدول اختيار الدوحة كمقصد سياحى بسبب سمعة الإمارة الملوثة بدعم الإرهاب وتمويل وإيواء شخصيات دولية تكفيرية متطرفة علنا، وعلى رأسهم أبو محمد الجولانى زعيم تنظيم النصرة الإرهابى.
تقارير دولية
فى السياق وللدلالة على حجم الخسارة الفادحة والمروعة فى قطاع السياحة القطرى قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية المتخصصة فى الشؤون الاقتصادية، إن إشغالات الفنادق فى الدوحة وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات طويلة، ما دفع القائمين عليها إلى تقديم عروض سياحية تصل إلى 5 ليال مجانية للقادمين إليها من دول الخليج، موضحة أن التوقعات كانت تشير إلى زيادة الوافدين للدوحة من دول الجوار خلال المرحلة الراهنة، غير أن الأحداث السياسية كان لها وقع آخر.
فنادق قطر خاوية
ورأى التقرير الذى أصدرته الوكالة الذائعة ذات الصدقية العالية أن استمرار المقاطعة يعنى تهديد عمل 11 فندقا سياحيا يضم نحو 1400 غرفة فندقية افتتحتهم قطر بداية عام 2015 فضلاً عن أن المقاطعة سوف تؤثر قطعا على مساعى الدوحة التى ترغب فى اجتذاب 7 ملايين سائح بحلول عام 2020.
وتؤكد دراسات مستقبلية اطلعت "اليوم السابع" على نسخ منها أن قطاع الساحة القطرى منى بأكبر خسارة فى تاريخ المنطقة على الإطلاق منذ غزو العراق بالعام 2003 وحتى الآن، بالرغم من الأموال الطائلة التى أنفقها تنظيم الحمدين لمواكبة التطور الكبير فى علوم السياحة حول العالم.
أسباب الخسارة
عزا خبراء فى قطاع السياحة الخسائر التى تكبدتها قطر فى قطاع السياحة إلى سلوك الإمارة الرافض لجهود الوساطة الكويتية والرافض كليا لأى تسوية سياسية، مؤكدين أن ثمة علاقة طردية بين الحالة السياسية المستقرة للبلاد وجودة العمل فى قطاع السياحة.
أحد المنتجعات القطرية يعانى ركودا
وحلل الخبراء بيانات السياحة القطرية، معتمدين فى ذلك على التقارير الصادرة عن الجهات الحكومية فى الدوحة التى كشفت أن نحو مليون سائح سعودى كانوا يفضلون قضاء عطلاتهم فى قطر وبالتالى أحجموا عن الذهاب إليها وأفقدوها ما يقدر بنحو 5 مليارات ريال سنويا، بسبب استعداء قطر لبلادهم.
ويبدو أن الاستراتييجة القطرية القاضية بمضاعفة رواد المنتجعات والفنادق فى الدوحة بحلول العام 2030 سوف لن تتقدم خطوة واحدة إلا الأمام، فى ظل المعطيات الحالية التى تشير إلى أن تشبث الإمارة بسلوكها السياسى الداعم للإرهاب لن يعود عليها بالتنمية بل بالركود فى كل قطاعات الاقتصاد، وفى القلب منها قطاع السياحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة