بدأ خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز زيارة استثنائية إلى روسيا فى استجابة للدعوة التى قدمها الرئيس الروسى فلادمير بوتين ، وفى وقت يتوقع فيه مراقبون مناقشة العديد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية وفى مقدمتها الحرب فى سوريا ، بخلاف أزمة قطر مع دول الرباعى العربى الذى تقوده المملكة بجانب كلاً مصر والإمارات والبحرين ، والهادف للحد من نشاط الدوحة فى تمويل ودعم الإرهاب.
وقبل وصول الملك سلمان ، علق الرئيس الروسى فلادمير بوتين ، على الشراكة الأمريكية ـ السعودية بقوله أنه "لا يوجد فى العالم أى شئ دائم"، مشيرة فى كلمته على هامش منتدى "أسبوع الطاقة الروسى" إلى أن الولايات المتحدة ستبقى دائما الحليف الأساسى للسعودية فى الشئون الجيوسياسية، لكن روسيا لديها ميزة فى العلاقات مع دول الشرق الأوسط تتمثل فى عدم قيامها بسياسات مزدوجة أو ألعاب مزدوجة.
وأكد الرئيس الروسى أن موسكو على علم بقلق إيران والسعودية بشأن التسوية السورية وتسعيان إلى إيجاد حلول وسط، مؤكدا نجاح إقامة مناطق خفض التوتر فى سوريا نتيجة العمل المعقد والصعب مع جميع المشاركين فى العملية.
وأوضح الرئيس الروسى أن مباحثاته مع العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ستشمل الأوضاع فى سوق النفط العالمية فى ظل انخفاض الإنتاج.
ومن المقرر أن يلتقى خادم الحرمين مع بوتين وعدداً من كبار المسؤولين غداً الخميس لبحث العلاقات الثنائية، وتعزيز أوجه التعاون بين البلدين ، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتأتى زيارة العاهل السعودى لروسيا فى توفيت هام سواء بالنسبة للعلاقات الثنائية بين البلدين، أو بالنسبة لعلاقات روسيا مع العالمين العربى والإسلامى، فضلا عن مواصلة التأكيد على أنها تظل الأولى فى التاريخ لعاهل السعودية للأراضى الروسية، مثلما كانت زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للسعودية فى عام 2007، الأولى أيضا لرئيس روسى منذ كان الاتحاد السوفييتى أول دولة تعلن عن إعترافها بالمملكة العربية السعودية فى عام 1926.
وقبل توجهه إلى موسكو ، عبّر الملك سلمان خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء التي عقدت أمس الثلاثاء، فى قصر السلام بجدة، عن تطلعه أن تحقق زيارته لروسيا الاتحادية ومباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمسؤولين في روسيا ما يطمح له البلدان من تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بينهما في المجالات كافة، وبما يخدم المصالح المشتركة وجهود تحقيق الأمن والسلم الدوليين.
وقال بيان سعودي رسمي إنه سيتم خلال الزيارة بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في العديد من مجالات التعاون علاوة على بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ويرى مراقبون أن زيارة الأمير محمد بن سلمان لسان بطرسبورج ومباحثاته مع الرئيس بوتين في يونيو 2015 كانت مقدمة مناسبة للتمهيد لزيارة العاهل السعودي لروسيا، والتى كان تحدد لها نوفمبر من ذلك العام. إلا أن العمليات العسكرية التي كانت بدأتها روسيا في سوريا في سبتمبر 2015 حالت وعلى ما يبدو دون إتمام هذه الزيارة، حسب اعتقاد أولئك المراقبين.
ويرجح مراقبون أن تفتح الزيارة الباب أمام إعلانا غير مباشر عن اتفاق روسيا والسعودية على أن الحرب في سوريا في سبيلها إلي نهايتها، وهو ما يعني ضمنا اتفاقا بين الطرفين الأهم حول التنسيق والعمل المشترك في مواجهة أخطار الارهاب الدولي والقضاء على داعش والتنظيمات الإرهابية في المنطقة.
من جهته أعلن وزير الخارجية عادل الجبير أن الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سوف يوقّعان على حزمة من الاتفاقات الثنائية بالغة الأهمية بين بلديهما.
ووصف الجبير -وفقاً لوكالة "روسيا اليوم"- في بداية لقائه مع رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو، أول زيارة للملك السعودي إلى روسيا، بأنها حدث تاريخي؛ مشدداً على أن هذه الزيارة ستسهم في تطوير العلاقات بين الدولتين في مختلف المجالات.
وذكر "الجبير" أن الملك سلمان أصدر تعليمات واضحة بتطوير العلاقات مع موسكو في شتى المجالات؛ مضيفاً أن التعاون السعودي الروسي سيرتفع دون أدنى شك، بفضل هذه الزيارة، من مستوى العلاقات الحسنة إلى مستوى العلاقات الممتازة.
وشهدت العلاقات الروسية السعودية في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا، ويسعى البلدان لتكثيف حجم التبادل التجاري، الذي من المتوقع أن يتجاوز مستوى الـ10 مليارات دولار في العقد المقبل ورفعت المملكة وروسيا حجم التبادل التجاري بينهما في السنوات الأخيرة، إلا أنه ما يزال لا يتماشى مع إمكانات البلدين، فقد بلغ العام الماضي، بحسب بيانات موقع "ITC Trade"، نحو نصف مليار دولار، منها 350 مليون دولار صادرات روسيا إلى السعودية، مقابل واردات بقيمة 150 مليون دولار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة