تواصل القوات الروسية عملياتها العسكرية فى سوريا للقضاء على تنظيم داعش الإرهابى، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل أكثر من 60 إرهابيا من تنظيم جبهة النصرة بينهم قياديون ميدانيون نتيجة ضربة جوية للطيران الروسى على أحد أوكارهم فى إدلب.
وأعلن المتحدث الرسمى باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيجور كوناشينكوف فى بيان له اليوم الأبعاء، أن المخابرات العسكرية الروسية كشفت أمس عن مكان ووقت انعقاد اجتماع لقادة تنظيم جبهة النصرة الإرهابى قبل أن تقوم مقاتلتان بقصف المكان ما أسفر عن القضاء على 12 قياديا فى تنظيم جبهة النصرة بينهم مساعد زعيم التنظيم و50 إرهابيا آخرين.
وأشار كوناشينكوف، إلى أن زعيم تنظيم جبهة النصرة الإرهابى أبو محمد الجولانى أصيب بجروح خطيرة وحالته حرجة وفقد يده اضافة إلى إصابة 9 إرهابيين آخرين بجروح بليغة ومتوسطة الخطورة وفق مصادر مستقلة.
وأوضح كوناشينكوف، أن وزارة الدفاع الروسية ستستمر فى إجراء عمليات خاصة بغية تصفية الإرهابيين المتورطين فى هجمات على العسكريين الروس فى سوريا.
وقد عين مجلس الشورى فى "هيئة تحرير الشام"، التحالف الذى يقوده فرع القاعدة فى سوريا، عميل قطر أبو محمد الجولانى قائدا عاما، بعد استقالة هاشم الشيخ ( أبو جابر).
وكان أبو محمد الجولانى يشغل منصب القائد العسكرى للهيئة، وسابقا قائدا عاما لـ"هيئة فتح الشام" التى تشكلت بعد المناورة القطرية بالإعلان عن ما سمي "فك ارتباط" جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة.
وانتقل أغلب إرهابيى هيئة تحرير الشام لمحافظة إدلب بصفقة قطرية إيرانية قبل التوصل لاتفاق خفض التوتر فى المحافظة الاستراتيجية.
ودأبت قطر على الاستعانة بالإرهابى أبو محمد الجولانى لممارسة دورها التخريبى فى سوريا ودعم التنظيم المصنف إرهابيا.
وترتبط الدوحة بعلاقات وثيقة مع أبو محمد الجولانى وتقدم لها قطر الدعم المالى والإعلامى عبر تسخير بوق الجزيرة المتطرف لبث رسائل الجولانى، فقد استضافت قناة الجزيرة الإرهابى عدة مرات.
وحاولت الدوحة الالتفاف على القرار الدولية التى تطالبها بوقف تقديم أوجه الدعم والمساندة لـ"جبهة النصرة"، بعدما طالبها المجتمع الدولى علانية وفى مقدمتهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بوقف الدعم المقدم لها لموالاتها زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، قاد مسؤولون فى الدوحة جهودا لإقناع الجبهة بإعلان الانفصال عن القاعدة.
وأكدت تقارير دولية، على أن مسؤولين فى المخابرات القطرية التقوا زعيم النصرة أبو محمد الجولانى عدة مرات خلال 2015، ووعدوه بزيادة تدفق الدعم حال قيامه بتغييرات فى الولاءات وهو ما استجاب له الجولانى.
ونشرت وكالة رويترز نهاية عام 2016 تسريبات عن لقاء سرى جمع أمير قطر بالجولانى، حيث طالب تميم زعيم القاعدة فى سوريا بالصمود خلال معركة حلب، عارضا دعم التنظيم الإرهابى بـ50 مليار دولار".
وتلقى الجولانى المراحل الأولى من التعليم النظامى، والتحق بكلية الطب فى جامعة دمشق، حيث درس الطب البشرى سنتين، ثم غادر إلى العراق وهو فى السنة الجامعية الثالثة، لينضم إلى فرع تنظيم القاعدة فى العراق بعد الغزو الأمريكى 2003، حيث عمل تحت قيادة زعيمه الراحل "أبو مصعب الزرقاوى" ثم خلفائه من بعده، ولا يزال يقول إنه مبايع لزعيم القاعدة، أيمن الظواهرى، ويعمل وفق توجيهاته وإرشاداته.
وانضم الجولانى إلى فرع تنظيم القاعدة الذى أسسه الأردنى أبو مصعب الزرقاوى فى العراق وأعلن تبعيته لأسامة بن لادن، فترقى بسرعة فى صفوف التنظيم حتى أصبح من الدائرة المقربة من الزرقاوى، وبعد اغتيال الأخير فى غارة أمريكية 2006، خرج الجولانى من العراق إلى لبنان، حيث يُعتقد أنه أشرف على تدريب جند الشام المرتبط بتنظيم القاعدة.
ومن لبنان عاد الجولانى مجددًا إلى العراق، فاعتقله الأمريكيون، وأودعوه سجن بوكا، ثم أطلقوا سراحه 2008، فاستأنف نشاطه العسكرى مع ما كان يسمى "الدولة الإسلامية فى العراق" التى تأسست فى أكتوبر 2006 بقيادة أبو بكر البغدادى، وسرعان ما أصبح رئيسًا لعملياتها فى محافظة الموصل.
عاد الجولانى إلى سوريا فى أغسطس 2011 مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد الأسد، مبتعَثًا من تنظيم القاعدة لتأسيس فرع له فى البلاد يمكّنه من المشاركة فى القتال ضد الأسد.
وفي 24 يناير 2012، أصدر الجولانى بيانًا أعلن فيه تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام، واتخذ من منطقة الشحيل منطلقاً لعمل هذه الجبهة، كما دعا فى بيانه السوريين إلى الجهاد وحمل السلاح لإسقاط النظام السورى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة