سعيد الشحات

عمرو موسى بين وزراء خارجية مصر - 2

الأربعاء، 04 أكتوبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ومازال سؤالى مطروحا: «هل عمرو موسى أنجح وأهم وزير خارجية فى تاريخ مصر؟ هل هو أهم من وزراء الخارجية الذين ذكرت أسماءهم فى مقالى أمس، وما هو المعيار الذى نحتكم إليه حتى نقول: «موسى أفضل من محمود فوزى ومحمود رياض ومحمد حسن الزيات وإسماعيل فهمى ومحمد إبراهيم كامل وعصمت عبد المجيد، وغيرهم».
 
من المعروف أن السياسة الخارجية فى النظام الرئاسى هى سياسة الرئيس، أى هو الذى يضعها ويكون وزير الخارجية هو المنفذ ومستشار الرئيس لهذه السياسات، وبهذا المعيار فإن السياسة الخارجية لمصر منذ ثورة 23 يوليو 1952، هى فى الحقيقة سياسة كل رئيس لمصر منذ هذا التاريخ، فعبد الناصر هو صانع السياسة التى انتهجها وزيرا خارجيته، محمود فوزى، ومحمود رياض، والسادات هو صانع السياسة الخارجية التى انتهجها وزراء خارجيته وهم، مراد غالب ومحمد حسن الزيات وإسماعيل فهمى ومحمد إبراهيم كامل وبطرس غالى ومصطفى خليل وكمال حسن على، وإذا أضفنا إليهم محمود رياض الذى كان فى المنصب قبل رحيل عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970 واستمر فيه مع بدايات حكم السادات حتى انتقل إلى منصب أمين عام جامعة الدول العربية  فسنكون أمام 8 وزراء للخارجية فى فترة حكم السادات «11 عاما»، وذلك فى مقابل وزيرين فقط «فوزى ورياض» فى فترة عبد الناصر «18 عاما».
 
كان مبارك أيضا هو صانع السياسة الخارجية أثناء فترة حكمه التى استمرت 30 عاما «1981 / 2011» وكان وزراء الخارجية خلالها، اللواء كمال حسن على الذى كان فى المنصب مع السادات حتى اغتياله فى 6 أكتوبر 1981 ثم استمر مع مبارك حتى عام 1984، ثم تولى عصمت عبد المجيد حتى عام 1991، ثم عمر موسى حتى عام 2001، ثم أحمد ماهر حتى عام 2004، فأحمد أبو الغيط حتى قامت ثورة 25 يناير 2011.
 
هناك ملاحظة أولية مع هذه الأسماء، فبالنظر إليها سنجد ثلاثة تركوا منصب وزير الخارجية مباشرة، للانتقال إلى منصب أمين عام جامعة الدول العربية وهم، محمود رياض، وعصمت عبدالمجيد، وعمر موسى، أما أحمد أبو الغيط فشغل منصبه فى الجامعة العربية بعد 5 سنوات من تركه لمنصب وزير الخارجية، والملاحظ تكمن فى أنه لا أحد من هؤلاء صاحب انتقاله ضجة كما حدث مع عمرو موسى، ولا تم استدعاء نظرية المؤامرة مع أحد منهم، فحين شغل محمود رياض بكل قيمته فى تاريخ الدبلوماسية المصرية منصبه كأمين عام الجامعة عام 1972 وترك وزارة الخارجية، لم يقل أحد وقتها أن السادات يتخلص منه،ولم يذهب رياض فى مذكراته «3 أجزاء» إلى هذا، بالرغم من أن مذكراته تحتوى على سجل واضح من الخلافات مع السادات فى سياساته الخارجية التى انتهجها خاصة بعد حرب أكتوبر 1973، وكذلك لم يستدعى أحد نظرية المؤامرة حين خرج الدكتور عصمت عبد المجيد من منصب وزير الخارجية ليشغل منصب أمين عام جامعة الدول العربية.
 
وفى تقديرى أن فهم السياق التاريخى والسياسى للزمن الذى شغل فيه كل هؤلاء منصب أمين عام جامعة الدول العربية وترك وزارة الخارجية ربما يفسر، لماذا وقع الاختيار عليهم تحديدا؟ وأعتقد أن هذا التفسير سيرد وبقوة على نظرية المؤامرة التى يعتقد موسى أن مبارك فعلها معه، وللأسف ساهمنا نحن بالترويج لها، كما أنه سيوضح لنا جانبا من فهم حقيقة «الأهم، والأكفأ، والأفضل» التى أبحث عنها فى مقالى منذ أمس، وأواصل غدا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة