بخطوات يشوبها القلق، ووسط تحذيرات من مخاطر الاستمرار فى استضافة وإيواء منتمين لكيانات وتنظيمات متطرفة، تشهد بريطانيا مؤخرًا حالة من الحراك السياسى المناهض لتواجد عناصر جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى على الأراضى البريطانية، فى وقت يؤكد فيه خبراء أمن أوروبيين أن ما يزيد على ألف متطرف يحملون الجنسية البريطانية انضموا على مدار السنوات القليلة الماضية إلى تنظيم داعش فى سوريا والعراق.
وأطلق مسئولون من حزب المحافظين الحاكم حملة داخلية لإقناع حكومة رئيسة الوزراء تريزا ماى بفرض حظر قانونى على أنشطة الإخوان فى أراضى المملكة المتحدة.
وقال "دان لارج" مسئول الحملة التى أطلقت على نفسها اسم "حظر نشاط الإخوان فى بريطانيا"، إنهم يهدفون إلى منع الجماعة من مزاولة نشاطها لاعتمادها العنف والترويع فى تحقيق أهدافها السياسية، مشيرًا بحسب ما نشره موقع سكاى نيوز، إلى أن القائمين على الحملة اختاروا مدينة مانشستر لانطلاقها نظرًا لما شهدته المدينة من هجوم إرهابى أخير أودى بحياة العشرات.
وتسود حالة من القلق بأروقة الحكومة البريطانية بسبب تزايد وتيرة العمليات الإرهابية التى ضربت العاصمة لندن والعديد من المدن الآخرى، بينما دعا مسئولون فى حزب المحافظين الأجهزة الأمنية لإعادة مناقشة بعض القوانين والتدابير المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتحرك بشكل عاجل ضد الكيانات والتنظيمات الإرهابية المتواجدة داخل المملكة المتحدة وفى مقدمهم جماعة الإخوان.
وذكر تقرير شبكة سكاى نيوز، أن لندن كانت ولا تزال "مأوى وحاضنة للجماعات التكفيرية والكيانات المتطرفة.. وهو ما كان سببًا فى أن تتذوق المدن البريطانية شرور الإرهاب وتكتوى بنيرانه".
ومنتصف الشهر الماضى، كشف جيلز دى كريشوف، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب فى الاتحاد الأوروبى، عن أن بريطانيا تأوى نحو 35 ألف إسلامى متطرف، وهو ما يزيد عن أى بلد آخر فى أوروبا، داعيًا إلى وضع من هم أكثر خطرًا تحت المراقبة المكثفة.
وحذر دى كريشوف من 3000 شخص متطرف يمثلون قلقًا كبيرًا للاستخبارات البريطانية الداخلية MI5، كما حذر من محاولة تنظيم داعش لشن هجوم إلكترونى على محطات الطاقة النووية أو نظم مراقبة الحركة الجوية خلال السنوات الخمس الماضية.
وأوضح رئيس وحدة مكافحة الإرهاب فى الاتحاد الأوروبى، أن المملكة المتحدة تعرفت على ما بين 20 و35 ألف شخص متطرف بينهم 3000 يمثلون قلق خاص، وبينهم 500 يخضعون للمراقبة الخاصة المستمرة، مضيفًا أن فرنسا لديها 17 ألف متطرف وإسبانيا أقل كثيرًا، لكن أكثر من 5 آلاف، وهناك 500 شخص فى بلجيكا انضموا للجماعات الإرهابية فى سوريا لكن البلاد تضم أكثر من 200 متطرف، متابعًا :"لا أود أن أفترض أرقام مؤكدة، لكن أوروبا لديها عشرات آلاف المتطرفين الإسلاميين، الذين قد يزيدوا عن 50 ألفا".
وسبق أن رفض مجلس العموم البريطانى فى منتصف العام الجارى مشروع قرار بحظر أنشطة جماعة الإخوان، وهو ما آثار جدلًا واسعًا فى العديد من دوائر بريطانيا الرسمية وشبه الرسمية، فى وقت أكد فيه مراقبون، على أن إمارة قطر تلعب دورًا مشبوها فى تمديد تواجد الجماعة داخل المملكة المتحدة من خلال تجميل صورتها عبر التعاقد مع سلسلة من شركات العلاقات العامة والصحف ووسائل الإعلام البريطانية التى تتلقى تمويلًا مباشرًا وغير مباشر من رجال أعمال ومسئولين قطريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة