- مخاوف من تحكم الرغبات الشخصية والإغراءات فى نفوس بعض المندوبين
- «خطاب» تعتمد على دعم السيسى.. والخارجية تدير المعركة باحترافية
- المرشحة الفرنسية تواجه انتقادات داخلية خاصة بعدما كشفت تقارير إعلامية اتهام أزولاى وزيرة الثقافة والاتصالات بالتزوير
- لا يستطيع أحد من المرشحين الثمانية حسم النتيجة من المرحلة الأولى لأن الفائز بحاجة إلى 30 صوتاً من أصل 58 دولة عضو بالمجلس التنفيذى ولها حق التصويت
برودة الطقس فى باريس لا تعبر مطلقاً عن السخونة المنبعثة من مبنى اليونسكو المشيد فى ساحة فونتنوا بالعاصمة الفرنسية، فكل ساعة تمر داخل هذا المبنى وخارجه تشهد الكثير من المواقف المثيرة، انتظارا للقادم الجديد الذى سيحكم اليونسكو لأربعة أعوام مقبلة، خلفاً للمدير العام الحالى، البلغارية إيرينا باكوفا التى ستغادر منصبها فى الرابع عشر من نوفمبر المقبل، ليتولى المدير العام الجديد المسؤولية فى اليوم التالى، أى 15 نوفمبر.
فى اجواء باريس برودة وتوقعات بهطول أمطار، لكن داخل اليونسكو السخونة مرتفعة، وتعبر عن قوة المنافسة بين ثمانية مرشحين لمنصب مدير عام المنظمة الدولية، كلهم يراودهم الأمل، فى الحصول على ثقة أعضاء المكتب التنفيذى البالغ عددهم 58 دولة، فى الانتخابات التى ستبدأ الاثنين المقبل، لكن فى النهاية ستكون النتيجة لصالح أحدهم، فيما يعود الباقيين إلى بلدانهم. المرشحون الثمانية هم، السفيرة مشيرة خطاب مرشحة مصر والقارة الإفريقية، وفولاد بلبل أوجلو من أذربيجان، وفام سان شاو من فيتنام، وحمد بن عبدالعزيز الكوارى من قطر، وكيان تانج من الصين، وصالح الحسناوى من العراق، وفيرا خورى لاكويه من لبنان، وأودريه أزولاى من فرنسا. من القراءة الأولية لقائمة المرشحين، تبدو فرص المرشحة المصرية، السفيرة مشيرة خطاب، الأقوى، فى الانتخابات، لكن على الأرض تبقى الاحتمالات كلها مطروحة، والسبب فى ذلك هو سرية التصويت، الذى يمنح مندوبى الدول الـ58 الأعضاء بالمجلس التنفيذى لليونسكو، ممن لهم حق التصويت فى الانتخابات، الفرصة للمناورة، وقد تحدث مفاجآت فى اللحظات الأخيرة.
وحتى تكون الأمور واضحة، دعونا نتحدث فى البداية عن فرص المرشحة المصرية، ثم نتناول التحديات التى تواجهها فى ظل الأجواء التى تعيشها باريس حالياً، والتربيطات الانتخابية.
مشيرة خطاب فى وضع انتخابى جيد جداً
موضوعياً يمكن القول إن السفيرة مشيرة خطاب هى مرشحة فى وضع جيد جداً، خاصة بعدما نجحت فى كسب ثقة أعضاء المجلس التنفيذى لليونسكو حينما عرضت عليهم فى إبريل الماضى، برنامجها وخطتها لإصلاح المنظمة الدولية، التى جاءت تحت عنوان «أقرب للناس وأقرب لمهمتنا»، خاصة فى تأكيدها على سعيها لكى تكون اليونسكو منظمة تتميز بالتركيز والشفافة والفاعلية وتنفذ مهامها.
مرشحة مصر كانت موفقة فى عرضها خاصة حينما عرجت إلى أهم التحديات والمشاكل التى تواجه المنظمة، واضعة أمام الجميع آليات للحل، تحديداً وهى تتحدث عن ضرورة وضع حد للحروب الضارية ومحاولة التوصل إلى سبل جديدة لتسوية النزاعات المتأصلة والمترسخة، بقولها «أن اليونسكو تجد نفسها فى هذه الساحة العالمية، وينبغى عليها أن تستثمر لتحويل هذا العالم إلى الأفضل ومحاولة فهم عالمنا بشكل أفضل الذى نعيش فيه جميعا معا»، و«رؤيتها لليونسكو تستند إلى الأهداف المشتركة وبناء توافق الاّراء وتفادى الانحياز، فضلا عن التركيز على زيادة الحصة التى تحظى بها اليونسكو فى ميزانيات الدول الأعضاء وبحث مصادر تمويل أخرى من خلال إقامة شراكات شفافة وفعالة لا سيما مع المجتمع المدنى والشركات متعددة الجنسيات»، مع التعهد بمحاولة إنجاح التغيير المطلوب لرصد الجذور الاساسية للمشكلات وحشد الموارد اللازمة لدعم الجهود المبذولة فى تعليم الفتيات ومكافحة العنف، مستشهدة بتجربتها فى مصر لتغيير القوانين والعقول فيما يخص ختان الإناث.
هذا العرض كان بمثابة بوابة العبور من جانب مرشحة مصر إلى المجلس التنفيذى لليونسكو، حيث أدرك الجميع القدرات والإمكانيات التى تتمتع بها مشيرة خطاب، فعلى المستوى الشخصى تتحدث ثلاث لغات، العربية والإنجليزية والفرنسية، وهو ما كان له بالغ الأثر تحديداً على الدول التى تختار بناء على أساس موضوعى بعيداً عن فكرة التحزبات أو المؤامات السياسية.
المرشحة المصرية تحظى بدعم عربى أفريقى
الأمر الآخر أن مشيرة خطاب تحظى بدعم أفريقى، وكلنا نعلم أن من بين أعضاء المجلس التنفيذى الـ58، هناك 17 دولة أفريقية، والفائز بحاجة إلى 30 صوت، فإذا ضمنا الأصوات الأفريقية فستكون خطوة قوية نحو الحصول على المنصب، آخذا فى الاعتبار أنه بخلاف القرارات الصادرة عن قمم الاتحاد باعتبار مشيرة خطاب مرشحة القارة، فهناك تأكيدات من دول مثل جنوب أفريقيا وموريشيوس وموزمبيق وتوجو ونيجيريا وغينيا الاستوائية، على منح أصواتهم لمرشحة مصر، فضلاً عن دول أخرى خارج النطاق الأفريقى مثل باراجواى والهند التى أبلغ وزير خارجيتها سوشما سواراج، سامح شكرى بتأييد بلادها للمرشحة المصرية.
كما أن مرشحة مصر رغم وجود ثلاثة مرشحين عرب آخرين، إلا أنها حصلت على دعم أكثر دولة عربية، خاصة من أعضاء فى المجلس التنفيذى، علماً بأن سبعة دول عربية أعضاء فى المكتب، وهم مصر ولبنان والسودان والمغرب والجزائر وقطر وسلطنة عمان، ففى الجزائر أكد أحمد أويحيى خلال لقائه مع السفير محمد العرابى دعم بلاده للسفيرة مشيرة خطاب، والالتزام المطلق بقرار القمة الأفريقية الأخيرة بدعم كل الدول الأفريقية للمرشحة المصرية أى انتخابات اليونسكو، وهو ما حدث فى بلدان أخرى.
كما لا ننسى الدور القوى والمهم الذى قامت وتقوم به السعودية والإمارات والبحرين لدعم المرشحة المصرية، الذى جاء مقروناً بتأكيدات على أعلى المستويات بتقديم كل المساهمات الممكنة لدعم الترشح المصرى والترويج له، بما تمثله الدول الثلاثة من علاقات وثيقة بعدد كبير من الدول أعضاء المجلس التنفيذى، وهو ما يؤكد أن مساهمتهم فى الترويج لترشيحنا يمثل إضافة وسند مهم للغاية للحملة الانتخابية.
مرشح قطر غير مؤهل للمنصب
الأمر الآخر أن المرشحين المنافسين بعضهم فرصهم ضعيفة، والآخرون لا يتفقون على المرشحة المصرية، خاصة المرشح القطرى، حمد الكوارى، الذى حاول الترويج لنفسه باعتباره المرشح الأقوى، فى حين أن أداءه ضعيف جداً، والكل يرى أنه غير مؤهل للمنصب، وإن كانت هناك مخاوف من استخدامه لسلاح المال بما يمكنه من اجتذاب بعض الأصوات، لكن المؤكد أيضاً أن أعضاء اليونسكو سيحاولون بشتى الطرق تجنب المرشح القطرى، بعدما فضح الرباعى العربى «مصر والسعودية والإمارات والبحرين» الدعم الذى تقدمه إمارة قطر للإرهاب ليس فقط فى المنطقة العربية وإنما فى العديد من دول العالم.
الانتقادات تلاحق مرشحة فرنسا
أما المرشحة الفرنسية فرغم أنها تستغل وجود المقر على أراضى الدولة التى تمثلها، لكن هذه الميزة انتقصت من رصيدها خاصة فى ظل وجود دول أوربية غاضبة من الترشيح الفرنسى، لأنه يعد تراجعاً عن العرف السائد فى المنظمة بألا تقدم دولة المقر مرشحا، كما أن الترشيح الفرنسى يمثل إخلالاً بقاعدة تناوب وتداول المنصب بين المجموعات الجغرافية، وكان هناك شبه اتفاق على أن الدور هذه المرة للمجموعة العربية، باعتبارها المجموعة الجغرافية الوحيدة التى لم تحظَ بهذا المنصب، فدول أوروبا الغربية بما فيها فرنسا دولة المقر تولت من قبل هذا المنصب الدولى ست مرات، كما نالته أوروبا الشرقية مرة مثل مجموعات جغرافية أخرى باستثناء المجموعة العربية، وبالتالى فالافتراض المنطقى يشير إلى أن الدور عليها، لذلك يمكن تصور أن بعض الدول الأوربية قد تدعم المرشحة المصرية، وهو ما وضح من تصريحات مسؤوليها الذين أعلنوا دعمهم للسفيرة مشيرة خطاب، مثل رئيس صربيا توميسلاف نيكوليتش الذى أكد دعم بلاده لترشيح مشيرة خطاب لليونيسكو.
ويقلل من فرص المرشحة الفرنسية أيضاً ما يتداول حالياً داخل أروقة الدبلوماسية أن وزارة الخارجية الفرنسية لا تروج بقوة للمرشحة الفرنسية لأنها فى النهاية محسوبة على الرئيس السابق فرانسوا أولاند، وأن ترشيحها وضع حكومة الرئيس الحالى ماكرون فى حرج شديد.
وبالإضافة إلى الحسابات السياسية، فإن المرشحة الفرنسية تواجه انتقادات داخلية، خاصة بعدما كشفت تقارير إعلامية اتهام أزولاى، وزيرة الثقافة والاتصالات، بالتزوير، وقالت صحيفة «لوبنيون» قبل عدة أسابيع إن أزولارى، تواجه دعوة قضائية بتهمة التزوير فى وثائق عامة تعود لعام 2007، إذ كانت المسؤولة انذاك عن المركز القومى للسينما والصور المتحركة، وتشمل القضية عددا آخر من قادة المركز، وأوضحت الصحيفة أن تلك التهمة التى ظهرت بعد دفع فرنسا بوزيرتها لتتولى إدارة اليونسكو، تعد غاية فى الإحراج والقلق، فهى كانت فى منصب المدير المالى والقانونى للمركز القومى للسينما والرسوم المتحركة بفرنسا، وأن الدعوة تم تقديمها من قبل المخرج إيرادج عظيمى فى أكتوبر من العام الماضى، وتم تحويل القضية إلى القاضية سابرينا دوييز إحدى المختصين بالتحقيق فى فساد الشخصيات الهامة.
وتتعلق القضية التى تواجهها ازولاى بالتزوير فى أوراق رسيمة، حيث تقدم المخرج صاحب الدعوة منذ سنوات بفيلم وتم رفضه من قبل أحد المسئولين فى المركز وصدقت عليها الوزيرة الفرنسية، لأسباب يجهلها المخرج المتضرر، مما جعله يلجأ إلى القضاء للحصول على موافقة وللتحقيق مع مديرة المركز والمسؤولين الذين رفضوا فيلمه دون أسباب واقعية، وربما لكونها تقاضت أموال من جهة ما رافضة ومنافسة لأعماله.
من واقع كل ما سبق نستطيع التأكيد أن السفيرة مشيرة خطاب تقدم خطى ثابتة نحو قيادة «اليونسكو»، وأن مصر تنافس منافسة شريفة وجدية، وليست خارج المنافسة، وهذا هو ما نجحت الدولة المصرية أن تضعه أمام الجميع سواء بطرحها لمرشحة أثبتت بأدائها أنها تمتلك الكفاءة، هو ما ظهر من شهادة كل من حضر لقاءاتها، فضلاً أن الدولة المصرية رصدت الموارد المادية والبشرية والجهد الدبلوماسى المطلوبة للدعم، وتمكنت من الحصول على دعم أفريقى من ثلاث قمم، ووضعت المرشحة المصرية فى موقع جدير بالمنافسة القوية.
هل تلتزم الدول فى التصويت بمواقفها المعلنة؟
على الجانب الآخر تبقى التحديات كبيرة أمام مرشحة مصر، أهمها سؤال يراود ليس فقط السفيرة مشيرة خطاب، وإنما بقية المرشحين، وهو إلى أى مدى تلتزم الدول بمواقفها الرسمية والمعلنة، فرغم أن مشيرة تحظى بدعم عدد كبير من الدول، لكن فى النهاية علينا إدراك حقيقة مهمة، وهى أن القرار فى النهاية سياسى، كما أن سرية التصويت لا تجعل هناك مجال للمحاسبة، فأحيانا نجد مندوبين فى اليونسكو يصوتون عكس توجهات دولهم، لأسباب شخصية، وهو ما حدث فى تجارب سابقة حينما بدل المندوب الدائم التصويت لأسباب شخصية تجاه دولة المرشح أو المرشح نفسه أو لوجود إغراءات ترد له من هنا أو هناك.
وارتباطا بذلك فهناك مخاوف أن دولاً أفريقية لا تلتزم بالإجماع الأفريقى، خاصة تلك التى تحكمها روابط فرانكفونية، أو لها علاقة قوية مع الصين، خاصة أن التصويت السرى كما سبق وأوضحت يعطى المساحة لهذه الدول أن تناور، وهنا يبرز الحديث على سبيل المثال عن فرص مرشح الصين، الذى يتوقع البعض أن يكون الحصان الأسود فى الإنتخابات، ومنافس قوى لمشيرة خطاب، أعتماداً على لعلاقات واستثمارات بلاده فى عدد كبير من الدول من بينها دول أفريقية، لذلك فإن التركيز المصرى قائم حالياً على هذه الجزئية، حتى لا تؤثر استثمارات دولة بعينها، أو علاقة دول بعينها بتجمعات إقليمية أو دولية مثل تجمع الدول الفرانكفونية، على توجهات دول بعينها، لذلك فإن الاتصالات والمقابلات التى تقوم بها مصر حالياً تركز على هذه الجزئية، وتسعى مصر لكى تحدث هذه الاتصالات توازن أمام هذه التحديات.
لمن ستصوت السودان؟
وكون أن التصويت سرى فهذا يضع علامات استفهام حول ما سيحدث، خاصة من جانب الدول التى يدور حول مواقفها بعض الشكوك، فعلى سبيل المثال يثار تساؤل حالياً حول السودان، فهى عضو فى المجلس التنفيذى، فخلف الأبواب المغلقة بالتأكيد قالت السودان لمصر إنها ستمنح صوتها للسفيرة مشيرة خطاب، وملتزمة بالموقف الأفريقى، لكن السؤال الأن هل تلتزم السودان فعلياً بهذا الموقف وتثبت عدم صحة ما يقال أنها تسير فى الطريق القطرى، أم ستصوت فى السر لقطر، وتخرج للعلن تقول أنها ألتزمت بالإجماع الأفريقى؟.. سؤال مهم إجابته الوحيدة فى الخرطوم.
حسابات معلقة فى الجولة الثانية
بالتأكيد لا يستطيع أحد من المرشحين الثمانية حسم النتيجة من المرحلة الأولى، لأن الفائز بحاجة إلى 30 صوتاً من أصل 58 دولة عضو بالمجلس التنفيذى ولها حق التصويت، وهو رقم صعب تحقيقه فى المرحلة الأولى، لذلك فإن الأنظار كلها متجهة للمرحلة الثانية التى سيتنافس فيها أعلى مرشحين حصولاً على الأصوات فى المرحلة الأولى، وهنا يمكن القول إن كل حسابات الجولة الأولى يوم الاثنين ستختلف تماماً فى الجولة الثانية، لأن الجولة الثانية ستظهر فيها الصفقات التى ستحدث، ومن سيتنازل لصالح من وما هو المقابل، وهو ما يدرسه الوفد المصرى بعناية ودقة شديدة.
السيسى أكبر داعم لمشيرة خطاب
بالتأكيد فإن قوة السفيرة مشيرة خطاب اعتمد بالأساس على الدعم الذى وفرته الدولة المصرية، خاصة من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أعلن منذ البداية دعمه للسفيرة مشيرة خطاب فى وشارك فى حسابه على «تويتر»، والفيس بوك، بالكتابة ضمن هاشتاج #khattab4unesco، الذى تم تدشينه بالتزامن مع عقد أولى جلسات الحوار الشهرى للشباب، وكتب السيسى: «أدعم ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لرئاسة منظمة اليونسكو، وأدعو المصريين جميعاً لدعمها»، كما التقى الرئيس السيسى السفيرة مشيرة خطاب، مؤكدًا لها دعم مصر الكامل لترشيحها، وأن ما تتمتع به من خبرات وتاريخ حافل مشهود له على الصعيدين الوطنى والدولى يجعلها جديرة بتولى هذا المنصب الدولى الرفيع.
وخلال مشاركات الرئيس السيسى فى المحافل الدولية المختلفة، حرص على المطالبة بدعم مصر والسفيرة مشيرة خطاب فى انتخابات اليونسكو، حيث طالب بذلك فى خطابه أمام الأمم المتحدة فى العام الماضى، وكذلك خلال مشاركته فى الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضى، كان دعم مشيرة خطاب أحد الملفات المهمة التى تناولها الرئيس السيسى فى لقاءاته المختلفة.
وانطلاقا من الدعم الرئاسى لعب مجلس الوزراء دورًا مهما، حيث شكل مجلسًا استشاريا يضم عددا من الوزرات لدعم حملة مشيرة خطاب يجتمع بشكل شهرى لمناقشة تطورات الخطوات المتخذة فى الحملة، كما وجه رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل باستمرار التشاور بين مختلف الوزارات والعمل كعناصر فاعلة فى إطار هذه الحملة لمساندة هذا الترشيح المصرى الهام، مع تحديد نقاط اتصال بكل وزارة لتحقيق التنسيق الدائم والفاعل بينها وبين المجلس الاستشارى الذى تم تشكيله لدعم الحملة، كما تقرر عقد اجتماع شهرى لبحث المستجدات ومتابعة موقف الحملة.
الخارجية دينامو حملة مشيرة
وتولت وزارة الخارجية الجانب الأكبر من الترويج للسفيرة مشيرة خطاب، سواء من خلال جولات وزير الخارجية سامح شكرى، أو من خلال التعاون مع السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، مدير الحملة، لتحقيق مزيد من الانتشار والدعم الدولى لمرشحة مصر فى الانتخابات، كما التقى شكرى، عددا من وزراء الخارجية، لحثهم على دعم مشيرة خطاب، وقررت الخارجية فى إطار دعمها الكبير للمرشحة المصرية، إيفاد مبعوثين للدول التى تدعمها، خاصة المجموعة الأفريقية، فى المرحلة الأولى، وذلك للحفاظ على قوة دفع التأييد الأفريقى لها، وتولى هذه المهمة نائب وزير الخارجية، السفير حمدى لوزة، والسفير رؤوف سعد، والسفير محمد العرابى، حيث تولوا تسليم رسائل شخصية من الرئيس السيسى إلى قادة هذه الدول تضمن طلب الدعم لمرشحة مصر، كان من نتاج هذه التحركات التى قامت بها الخارجية، إعلان عدد من الدول صراحة عن منح صوتها لمشيرة خطاب، وهو وضع نادر الحدوث فى انتخابات تشهد هذا العدد من المرشحين، لكن الثقل المصرى، وقوة العلاقات مع هذه الدول دفعها لكى تعلن موقفها صراحة.
وتواصل الخارجية والوزير سامح شكرى خطة الدعم، حيث سيصل شكر اليوم إلى باريس على رأس وفد من الوزارة لعقد لقاءات مكثفة مع أعضاء المكتب التنفيذى ومع الخارجية الفرنسية، ومندوبى الدول الأفريقية فى اليونسكو لحشد التصويت لصالح مشيرة خطاب، وقبل وصوله إل باريس، أجرى شكرى اتصالات مع عدد كبير من الدول الأعضاء بالمجلس التنفيذى لليونسكو، وقال السفير أحمد أبوزيد امتحدث الرسمى بأسم الخارجية أن الاتصالات شملت عددا من الدول الأفريقية الأعضاء بالمجلس التنفيذى لتقديم الشكر على التزامهم بالموقف الأفريقى الموحد بدعم مرشحة مصر وأفريقيا، وتشجعيهم على الترويج للوزيرة خطاب فى اتصالاتهم مع الدول الأخرى، وأوضح أبو زيد أن الاتصالات التى أجراها شكرى فى هذا التوقيت قبيل إجراء الانتخابات، جاءت استكمالاً للقاءات عقدها وزير الخارجية مع وزراء خارجية الدول الأعضاء بالمجلس التنفيذى خلال الأشهر الماضية، وآخرها على هامش أعمال الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة