لا أعتقد أن هناك تعليمات رسمية بأن يكون الهتاف فى الطابور المدرسى مشتملًا على هتافات لشخص، حتى لو كان الرئيس أو المحافظ أو حتى مدير الأمن، ربما هى مبادرات من مديرى بعض المدارس، الذين يصبحون بعقليتهم الوظيفية ملكيين دون أن يطلب الملك أن يكونوا كذلك، ظناً منهم بأنهم يضمنون بذلك مزيدا من الانضباط، بينما لا يجنون سوى الوهم، فأطفال الابتدائية فى أشد الحاجة ليقنعهم شخص ما بقيمة النشيد الوطنى وتحية العلم، ويزرع بداخلهم معنى الوطن وقيمة الأرض، ولو كنت مسؤولًا عن التعليم فى مصر لقلقت بشدة من مدير المدرسة، الذى يتفانى فى تقديم عرض مسرحى لادعاء الوطنية، فحينها سيكون شعاره «كله تمام»، بينما عقول طلابه غارقة فى أوحال الجهل، ومثل هذه المشاهد تجنى أثرًا عكسيًا، حينما نعرف أن ما أفسد تعليمنا وحياتنا كلها هو الشعارات وهتافات الجماهير العريضة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة