ولدت عقب انتصارات أكتوبر العديد من الأغانى والألحان التى شارك فى صناعتها كبار المطربين والملحنين والشعراء بداية من عبد الحليم حافظ وشادية وسعاد حسنى ومحمد ثروت ومحمد عبد الوهاب وكمال الطويل وبليغ حمدى ومحمد الموجى وغيرهم وتسابق الجميع على تقديم فرحة النصر للشعب من خلال الغناء وكانت الدولة المصرية وقتها ترحب بكل الأغانى وتدعمها من خلال التليفزيون المصرى.
"اليوم السابع" يرصد أغانى حرب أكتوبر التى عبرت عن النصر وساهمت فى وصول الفرحة والإحساس بحلاوة النصر والفخر بما حققناه من معجزة فى العملية العسكرية من خلال المؤرخة والناقدة الموسيقية الدكتورة ياسمين فراج، التى ترى أن الغناء الوطنى مر بثلاث مراحل مرحلة ما بعد ثورة يوليو ومرحلة ما بعد هزيمة 1967 والمرحلة الثالثة التى نحن بصددها هى مرحلة انتصارات أكتوبر عام 1973 التى امتدت حتى نهاية القرن العشرين، وقد كان عبد الحليم حافظ أول من غنى انتصارات أكتوبر، حيث قدم فى 73 أغنية "عاش اللى قال" وفى عام 74 غنى "صباح الخير يا سيناء" ألحان كمال الطويل وفى عام 75 غنى آخر أغانيه الوطنية وهى "النجمة مالت ع القمر" بعد إعادة افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية من كلمات محسن الخياط وألحان محمد الموجى، ثم أغنية "المركبة عدت" كلمات مصطفى الضمرانى وألحان محمد عبد الوهاب.
وتضيف الدكتورة ياسمين فراج المؤرخة والناقدة الموسيقية: هناك أيضا أغنيات قدمت ما بين فترة نصر أكتوبر حتى تحرير سيناء بأكملها فى بداية الثمانينيات "عظيمة يا مصر" لوديع الصافى، "دولا مين" لسعاد حسنى ألحان كمال الطويل، "يا حبيبتى يا مصر" و"أدخلوها سالمين" وكلاهما من ألحان بليغ حمدى وفى هذه الأغنية تحديدا ظهرت تقنيات تعدد التراكات فى أستوتديوهات تسجيل الصوت بغناء شادية على تراكين، أى أن المستمع فى مقاطع محددة يسمع صوتين لغناء شادية، وغنت فيروز "مصر عادت شمسك الذهب" للأخوين رحبانى، وداليدا "حلوة يا بلدى" ألحان مروان سعادة، ومحمد عبد المطلب "من نصر لنصر" ألحان بليغ حمدى، وياسمين الخيام "المصريين أهم" ألحان جمال سلامة وغيرهم من الألحان والمطربين الذين شاركوا فى فرحة النصر.
وتوضح ياسمين فراج أن الأغنيات الوطنية فى تلك المرحلة وما قبلها بقليل اتسمت بعدة سمات وتغيرت شكل الأغنية، وأصبح هناك غزارة فى إنتاج الأغنية الوطنية والإجتماعية وتوظيف الأداء الكورالى بأنواعه فى الغناء، النسائى والرجالى والمختلط وظهور كورس الأطفال واستخدام الآلات الموسيقية الأوركسترالية بشكل مكثف خاصة مجموعة النفخ النحاسى والخشبى التى تعطى الانطباع السمعى والنفسى بأجواء الحماس والحروب والقتال إلى جانب الآلات الموسيقية العربية مثل القانون، العود، النايات وغيرهم وااعتماد على الإيقاعات المصرية مثل المقسوم.
وتضيف ياسمين فراج أيضا: كان استرداد طابا فى 25 إبريل 1982 حدثا سياسيا مهماً، تسابق الشعراء والمطربون والمطربات والملحنون لتوثيق تاريخ هذه اللحظة بالموسيقى والغناء وراحت تقدم العديد من الأغنيات الوطنية ذات الطابع القومى، فغنت شادية "مصر اليوم فى عيد" من ألحان جمال سلامة وعاودت الأغنية الجماعية فى الظهور لنجد أغنية "صوت بلادى" كلمات حسين السيد، وألحان محمد عبد الوهاب، الذى قدم من خلالها مجموعة من الأصوات الجديدة آنذاك هم سوزان عطية، زينب يونس، توفيق فريد، وإيمان الطوخى، ثم ظهرت مجموعة من الأغنيات الوطنية التى غناها الصوت الشاب آنذاك محمد ثروت نذكر منها "مصريتنا" ألحان عبد الوهاب، "مصر يا أول نور فى الدنيا" ألحان جمال سلامة، دويتو "بلدى" غناء هانى شاكر ومحمد ثروت كلمات عبد الرحمن الأبنودى، وألحان جمال سلامة، وغيرها من الأغنيات التى ابتهجت بهذا الحدث، وبعد هذا الحدث استقرت مصر سياسيا ولم تخوض أى حروب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة