بالفيديو والصور.. "الله الله يا بدوى جاب اليسرى".. طنطا تستقبل الآلاف من مريدى شيخ العرب أحمد البدوى فى ذكرى مولده.. ذكر وصلاة وتواشيح فى رحاب مقامه.. والرئيس السادات اتخذ قرار الحرب من المسجد

الجمعة، 06 أكتوبر 2017 06:30 م

الآلاف يتوافدون على المسجد

الغربية - عادل ضرة - مصطفى عادل

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الله الله يا بدوى جاب اليسرى" مقولة نسبت إلى العارف بالله سيدى أحمد البدوى القطب الصوفى الكبير، الذى تحتفل محافظة الغربية فى يوم السادس من أكتوبر من كل عام بذكرى مولده وتستمر الاحتفالات لمدة أسبوع، اشتهر "البدوى" بهذه المقولة وفقا لما يتداوله العامة أنه كان ينقذ الأسرى المصريين من أوروبا الذين تم أسرهم فى الحروب الصليبية، ولذلك انتشرت مقولة فى التراث الشعبى المصرى هى "الله الله يا بدوى جاب اليسرى" أى أن البدوى قد جاء بالأسرى.

استعدت محافظة الغربية فى هذا التوقيت من كل عام لاستقبال مريدى مولد العارف بالله سيدى أحمد البدوى بمسجده بمدينة طنطا للاحتفال بذكرى مولده، واستعدت المحافظة لتلك المناسبة العظيمة برفع حالة الطوارئ فى جميع القطاعات والمديريات الخدمية، وتشكيل غرف عمليات ومنطقة عمليات أمام ساحة المسجد لتأمين احتفالات الصوفيين وأحباب "البدوى" بمولده.

وعقد اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، اجتماعا بالتنفيذيين لبحث استعدادات كل قطاع من الصحة والتموين والطب البيطرى وشرطة المرافق ومجالس المدن والأحياء، وشدد المحافظ على رفع حالة الطوارئ فى جميع القطاعات لاستقبال رواد المسجد الأحمدى، وتجهيز ساحة الاحتفالات لاستقبال المريدين، ورفع الإشغالات أولا بأول، كما وجه وكيل وزارة التموين بزيادة ساعات العمل بالمخابز لتوفير الخبز والمواد التموينية للمواطنين الوافدين على المحافظة خلال فترة تواجدهم بالمولد، كما وجه بتكثيف الحملات الرقابية على المحلات والأسماك المملحة والفسيخ المنتشرة فى محيط المسجد.

وأكد المحافظ، فى بيان له، أنه تم التنسيق مع وزارة الأوقاف للتعاقد مع إحدى شركات النظافة للقيام بأعمال النظافة العامة بالمسجد وتدعيم الإنارة بساحة المسجد وإنشاء مظلات قماش خارج المسجد وفتح باب بين مصلى السيدات ودورات المياه الخاصة بهم مباشرة ودراسة توفير مبردات مياه لخدمة الزوار خارج المسجد بالساحة، وتوفير طلمبة مياه لتدعيم المياه بالمسجد، خاصة أيام الجمعة والتعاقد مع شركة للقيام بأعمال الصيانة لمنظومة الصوت بالمسجد وأجهزتها.

كما أكد المحافظ ضرورة تفعيل دور رجال الدين فى توعية المواطنين بالسلوكيات الإسلامية الصحيحة ومعالجة السلبيات الخاطئة التى تسىء للمفاهيم الإسلامية وتكثيف الندوات والدروس بالمساجد للتصدى للأفكار المتطرفة التى تؤدى إلى هدم المجتمعات ونشر الفوضى، كما أشار المحافظ إلى ضرورة التوعية لزوار سيدى أحمد البدوى خلال الاحتفالات بالمولد الأحمدى للالتزام بالآداب العامة التى حثنا عليها الدين الإسلامى، والبعد عن السلوكيات الخاطئة التى تسىء إلى المظهر العام للاحتفال بالمولد الأحمدى.

ذكر وصلاة وتواشيح فى حضرة صاحب المقام

ورصد "اليوم السابع" توافد المئات من الرجال والسيدات فى حضرة صاحب المقام بمسجده، والذين توافدوا من جميع محافظات مصر احتفالا بمولده، وتم فصل السيدات عن الرجال بحواجز خشبية، وقام رواد المقام بقراءة الفاتحة على روحه وإقامة حلقات ذكر وإنشاد دينى وتواشيح، وقام البعض الآخر بالوقوف بجوار المقام والتبرك به وقراءة الفاتحة، بينما قامت السيدات بإطلاق الزغاريد فرحين بزيارتهم لشيخ العرب سيدى أحمد البدوى.

فى الوقت الذى حرص فيه المريدون على الجلوس حول المقام ورفع أيديهم بالدعاء وقراءة القرآن الكريم، ووهب ثوابه لصاحب المقام، وقاموا بوضع الصدقات فى صناديق النزور، وترديد التواشيح والأناشيد الدينية والصلاة على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وذكر آل بيت رسول الله.

افتراش ساحة المسجد

وافترش المئات من المريدين ساحة المسجد من الداخل، وقام عدد كبير منهم بالنوم والبعض الآخر بالصلاة بالمسجد، بينما قام الشباب بالتقاط الصور التذكارية.

زحام فى الساحة الخارجية للمسجد

فى الوقت الذى افترش فيه المئات الساحة الخارجية لمسجد العارف بالله فى أول أيام الاحتفال بمولده، وحرص الرواد على إحضار الفسيخ والأسماك المملحة وتناولها فى ساحة المسجد كواحدة من العادات القديمة، فضلا عن تناول القصب.

تمركزات ونقاط خدمات فى محيط المسجد

شهدت مديرية أمن الغربية، برئاسة اللواء طارق حسونة مساعد وزير الداخلية مدير أمن الغربية، استنفارا أمنيا أمام المسجد وفى محيطه لتأمين الاحتفالات بالمولد، وتم نشر قوات الشرطة النظامية والسرية وتعيين الخدمات الأمنية وتمركزات للحماية المدنية والمرافق، ونشر سيارات الإسعاف والإطفاء والخدمات المرورية، كما تم غلق الشوارع المؤدية للمسجد ومنع وقوف السيارات بها، ووضع أكمنة ثابتة بمداخل المسجد والبوابات الإلكترونية فى الطرق المؤدية للمسجد، وأمام بوابة المسجد وفحص المترددين ذاتياً لضبط المشتبه فيهم لمنع أى شىء يعكر صفو الاحتفالات، كما تمت الاستعانة بالشرطة النسائية لتفتيش السيدات قبل دخول المسجد.

وقام مدير أمن الغربية يرافقه اللواء أيمن لقية مدير إدارة البحث الجنائى بتفقد الخدمات الأمنية المنتشرة فى محيط المسجد، وشدد على إحكام السيطرة الأمنية وتأمين المسجد والساحة بشكل تام لمنع حدوث أى شيئ يعكر صفو الاحتفالات، كما شدد على نشر خبراء المفرقعات وتعقيم ساحة المسجد أولا بأول والاستعانة بالكلاب البوليسية لفحص الأجسام الغريبة.

السيد البدوى يعد ثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى الطرق الصوفية، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء، أطلق عليه العديد من الألقاب من بينها البدوى لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية وسمى بشيخ العرب والسطوحى وأبا فراج.

توفى البدوى يوم الثلاثاء الموافق 12 ربيع الأول 675 /24 أغسطس 1276 بمدينة طنطا عن عمر يناهز 79 عاما، وخلفه من بعده تلميذه عبد العال، وبنى مسجده وكان فى البداية على شكل خلوة كبيرة بجوار القبر، ثم تحولت إلى زاوية للمريدين، ثم بنى له على بك الكبير المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح.

الرئيس السادات اتخذ قرار الحرب من المسجد

أكد الشيخ أحمد المداح، إمام وخطيب مسجد سيدى أحمد البدوى، أن مفتاح النصر بحرب أكتوبر المجيدة عندما جاء الرئيس السادات إلى مسجد سيدى أحمد البدوى، والذى كان تربطه به علاقات روحانية، وكان معه فضيلة الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى، ودخلا مقصورة المسجد، ومعهما الشيخ أحمد حجاب وشاورهما السادات فى معركة النصر، فقال له الشيخ الشعراوى: انطلق فإنك مؤيد بنصر الله، وكان نصر أكتوبر المجيد.

وقال الشيخ أحمد المداح أمام المسجد الأحمدى: "سيدى أحمد البدوى كان سببًا فى انتشار حفظ القرآن الكريم بمحافظة الغربية، حيث إنه علمه لتلاميذه، كما أن أول كلية للقرآن الكريم فى العالم كانت فى مدينة طنطا، وقادها الدكتور جودة المهدى أحد أحباب ومريدى سيدى أحمد البدوى، وأن سيدى أحمد البدوى علم القراءات السبع لأبناء محافظة الغربية، وخرج منها أكبر وأفضل قراء القرآن الكريم فى العالم".

ويحرص أبناء الطرق الصوفية على إقامة احتفالين لمولد السيد البدوى أحدهما فى شهر أبريل يسمى بالمولد الرجبى، والآخر فى أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذى يُعد أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر على الإطلاق، حيث يزور مسجده الكائن بقلب المدينة أكثر من 3 مليون زائر فى المتوسط خلال أسبوع.

ومن أشهر زواره السفير الأمريكى الأسبق ريتشارد دونى والذى كان يعشق العارف بالله سيدى أحمد البدوى، وحضر إليه عامين متتالين أثناء تواجده كسفير للولايات المتحدة الأمريكية.