ماجدة إبراهيم

روح أكتوبر العظيمة حل لمشاكل الشباب

السبت، 07 أكتوبر 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أربعه وأربعون عاما مرت على حرب أكتوبر.. أجيال مضت وأجيال مازالت آتية.. وستظل هذه الحرب العظيمة وسام على صدور كل المصريين.. ولكن كثيرون مثلى لم يحضروا الحرب بأجوائها وعظمتها.. ولم يروا الحرب إلا من خلال أفلام السينما والتليفزيون..
فالرصاصة لا تزال فى جيبى والعمر لحظة والطريق إلى إيلات وبدور وغيرها من الأفلام التى حكت وجسدت ما عاناة الشعب المصرى حتى تحقق نصر أكتوبر.. أفلام رسمت صورة شبه واقعية لحرب الاستنزاف وبطولات حقيقية حققها الجندى المصرى لتحرير بلاده من العدوان الأسرائيلى والاحتلال الغاشم.
 
شحنة وطاقة إيجابية تندفع إلى شرايينك وأنت تشاهد هذه الأفلام.. كان ذلك فيما مضى وتحديدا لجيلى الذى ولد فى فترة السبعينيات.. وربما الذين ولدوا فى الثمانينيات.. أما الجيل الذى ولد فى التسعينيات وما بعدها فلم يشعر بقيمة ولا طعم الانتصار ويشاهد هذه الأفلام على سبيل الدعابة وأنها مثل الديناصور كائنات منقرضة.
 
على عكس ما فعلته السينما الأمريكية ومازالت تفعله بمشاهديها خاصة من الأجيال الحديثة التى لم تحضر انتصار أمريكا فى الحرب العالمية الثانية.. فهناك أفلام أمريكية حولت حرب فيتنام تلك الحرب التى هزم فيها الجندى الأمريكى ودمرت نفسيته إلى واقع يتعاطف معه الشعب الأمريكى، بل والشعوب العربية ومن يشاهد السينما الأمريكية يتصور الشعب الفيتنامى كالوحوش والحيوانات الضالة الشرسة فى مواجهة نزاهة ونبل الجندى الأمريكى المناضل.
 
نحن نحتاج إلى إعادة شحن شبابنا الذى لم ير بعينيه الانتصار ومن قبلها معاناة جيل وأجيال عاشت الاحتلال والقهر.. هذا الشحن من شأنه المساعدة لأستعادة الروح المصرية الأصيلة وما تحمله من قيم وأخلاق تلاشت ولم يبق منها إلا ذكريات.
 
نحن فى حاجة إلى شحذ الهمم حتى نستعيد انتماءنا لمصر.. فالنغمة التى سادت وفاضت وتحولت إلى واقع أليم بين شبابنا هى البحث عن فرصة هجرة.. البحث عن مكان جديد بعيدا عن الوطن.. إحساس قاتم بالنبذ
لا أعرف من أين يأتى بالضبط.. وهل الظروف الاقتصادية وحدها هى التى ولدت هذا الشعور أم أن هناك أيدى خفية ترعى وتغذى إحساس الغربة لشبابنا وهم يعيشون فى بلادهم.
 
فهل من المقبول أن أنهيار الأوضاع الاقتصادية أو غلاء الأسعار أو بعض الضغوط تجعل أجيال كاملة تسعى إلى الهجرة ولديها الإحساس الطاغى بعدم الانتماء.
 
فكم من بلد مرت ومازالت تمر بما تمر به مصر.. وأكثر ولم يهجرها شبابها أو يسعى القادرون منهم على العمل والكفاح وبناء الوطن البحث عن فرصه عمل ووطن بديل.
 
نحتاج إلى إطلاق مبادرات الطاقة الإيجابية وبثها على جموع الشباب المسؤول عن بناء أمتنا المصرية.. نحتاج إلى استعادة روح أكتوبر وحرب الاستنزاف كما كانوا يطلقون عليها.. نحتاج تلك العزيمة التى لا تلين لتجتمع حولها أجيالنا الشابة التى بالتأكيد تملك من الطاقات الكثير لكى تغير وجه الواقع الواهن الذى نعيشه.
 
فرغم أن مصر تمر بمرحلة بناء وإنجاز فى مجالات عديدة إلا أن الشعب وتحديدا فئة الشباب لا يشعر بذلك العمل.. نحتاج إلى مزيد من تسليط الضوء إلى مشاركة حقيقة من الشباب.. فهو يحتاجون لملء شحناتهم السلبية وانهزامهم الداخلى بأمل فى الحياة.. برؤية واعدة لمصر..
فالوقت الآن للعمل والبناء، وإذ لم يتم اجتذاب الشباب لهذه المرحلة من الإنجاز والبناء فسوف نخسر هذه الأجيال.
 
هذه الأجيال التى فجرت ثورة يناير 2011 وانتصرت على أعداء الوطن فى 30 يونيو.
 
هؤلاء الشباب فى حاجة إلى حافز قوى نفس الحافز الذى عاشته أجيال حرب أكتوبر فحولت الهزيمة إلى انتصار.. وحولت انهيار العزيمة إلى فرحة وشموخ فى مواجهة الظلم..
 
أعيدوا لنا روح أكتوبر.. ليصنع شبابنا المعجزات.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة