تواصل محافظة الأقصر من استعداداتها المكثفة لاستقبال الموسم السياحى الشتوى الجديد 2017/2018، والذى يتوقع أن يكون الأفضل بين المواسم التى أعقبت ثورة 25 يناير، وذلك عبر تمهيد كافة الطرق والمسارات لاستقبال السياح وتجهيز المعابد بكافة الخدمات ودعم ذوى الاحتياجات الخاصة خلال الأسابيع الماضية.
وفى هذا الصدد يقول محمد عثمان عضو لجنة التسويق السياحى بالأقصر، إنه كبداية لشهر أكتوبر الجارى يعتبر الموسم السياحى الشتوى الجديد مبشر بالخير، حيث إنه أطلق إرهاصات طيبة تتمثل فى إقبال جيد للغاية على زيارات المعابد والمقابر المختلفة بالبر الغربى والشرقى، مؤكداً على أن الشهر يدل بصورة كبيرة على أن الموسم القادم من المتوقع أن يكون أفضل موسم منذ عام 2010.
ويضيف محمد عثمان فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه توجد عدة عوامل لابد أن يتم أخذها فى الاعتبار لضمان موسم قوى للغاية، أولها خطوط طيران مكثفة لفتح الأسواق الأسيوية التى حلت بصورة كبيرة بديلة لضعف السوق الأوروبية، قائلاً: "مصر للطيران نجحت فى حل الخطوط اليابانية بطيران مباشرة من أوساكا وغيرها، ولكنها لم تستطيع حتى الآن العمل مكان القطرية التى كانت تطير 5 رحلات اسبوعية من آسيا التى تتمثل بكثافة فى السوق الهندى والصيني، وأغلب تلك الأسواق العاشقة للسياحة الثقافية لازلت تجد صعوبة فى الوصول لمصر بعد توقف الرحلات القطرية".
وأوضح عضو لجنة التسويق السياحى بالأقصر، على أنه تمت الموافقة على عودة السياحة الفرنسية فى نهاية شهر أكتوبر الجارى وهو ما يضمن تدفق جيد للسياحة الفرنسية على الأقصر، مطالباً بسرعة التفكير فى عودة الرحلات النيلية "القاهرة – الأقصر"، وتجهيز المراسى بالمدن الرئيسية التى يستمتع بها السوق الفرنسى المتعطش للسياحة، وكذلك الاهتمام بكورنيش النيل بالأقصر الذى يحتاج لنظرة سريعة من الآن لترتيب البيت من الداخل، مشدداً على أنه لابد من مواجهة إشكالية التدفق للأسواق الأوروبية من القاهرة للأقصر وأسوان عبر قيام وزير النقل بإعادة تشغيل قطار مخصوص للنوم "القاهرة الأقصر" مباشرة والذى كان ينقل فى السابق أكثر من 40% من السياحة الثقافية، وعودة هذه القطارات ستكون بديل قوى جدا للطيران الداخلى المرتفع، مطالباً الوزير بضرورة النظر للطرق الصحراوية الغربية وتطويرها بصورة كبيرة لخدمة السياحة بين الأقصر وقنا والغردقة، حيث أن أغلب الرحلات تتوجه عبر الطريق الزراعى الذى يمر عبر حوالى 55 قرية حتى محافظة قنا مما يضر بالحركة كثيراً.
أما عن المهمة الخاصة بوزارة الآثار فقد صرح محمد عثمان الخبير السياحي، أنه على وزارة الآثار مسئولية كبيرة عبر زيادة الإعلانات والدعاية المخصصة للاكتشافات والمقابر الفرعونية التى تم الإعلان عنها مؤخراً بكافة دول العالم، وكذلك ضرورة إعطاء ميعاد فعلى لانتهاء أعمال طريق الكباش للمساعدة فى ترتيب حدث عالمى عليه بدعوة كافة السائحين من مختلف دول العالم، مشدداً على أن إعادة إحياء طريق الكباش لا يقل أهمية عن اكتشاف توت عنخ آمون.
وطال محمد عثمان بضرورة المضى قدماً وإنهاء مشروع الإضاءة الليلية بمعابد ومقابر البر الغربى بالأقصر، والتى أعلنت وزارة الآثار خلال الشهور الماضية عن صرف أكثر من 620 مليون جنيه لإضاءة معابد حتشبسوت والرمسيوم ومدينة هابو ومقابر وادى الملوك، مؤكداً على أنه لابد من الاستفادة بهذا المشروع الذى سيساعد على ضمان التدفق الصباحى والمسائى لمعالم الأقصر الفرعونية، متسائلاً: "بعد كل تلك الملايين لابد أن تتحرك وزارة الاثار لفتح تلك المناطق ليلا"، مضيفاً أن الآثار يجب أن تهتم أكثر بتجهيز دورات المياه بكافة المواقع الأثرية بصورة مميزة لخدمة السائحين، وذلك عقب تهديد السوق اليابانى بوقف الرحلات البرية بين الاقصر واسوان خصيصاً بعد أزمات دورات المياه.
ومن جانبه أكد اللواء حاتم زين العابدين سكرتير عام محافظة الأقصر، أنه الأقصر تستعد بصورة كبيرة للموسم السياحى الشتوى، ويجرى حالياً بحث إمكانية التعاون للبدء فى وضع برنامج تطوير متكامل يستهدف جعل مدينة الأقصر أكثر إتاحة لاستقبال الأشخاص ذوى الإعاقة وكبار السن، لتكون مدينة الأقصر أول مدينة سياحية متاحة للجميع.
وأضاف سكرتير عام محافظة الأقصر لـ"اليوم السابع" أن تلك الفكرة جاءت بعد لقاء المحافظ مؤخراً مع وفد من مؤسسة "حلم"، حيث تناقش الطرفان على وضع برنامج تطوير متكامل يستهدف تأهيل مدينة الأقصر بما يتلاءم واحتياجات الأشخاص ذوى الإعاقة وذلك من خلال مجموعة من المشروعات يتم تنفيذها وفقا لجدول زمنى يتناسب وخطة أولويات المحافظة، على أن يتضمن هذا البرنامج كافة العناصر المتعلقة بالإتاحة، نظرا لما تتميز به المحافظة من احتوائها على أهم المزارات السياحية العالمية مما سيكون له أثر على جذب المزيد من السائحين.
وقال اللواء حاتم زين العابدين، إن البرنامج يستهدف عدد من المناطق الرئيسية فى مدينة الأقصر مثل المعابد والمتاحف والشوارع الرئيسية كالممشى السياحى الرئيسى والكورنيش وذلك للعمل على تأهيتهم وتنفيذ تغييرات بهم لجعلهم أكثر استعدادا لاستقبال أشخاص ذوى الإعاقة كتهيئة نقاط الوصول والدخول لهذه الأماكن، وتهيئة مسارات السياح باستخدام بلاطات ومسارات مناسبة للمواقع الأثرية وتعديل المنحدرات والاهتمام وتهيئة محتوى العروض الثقافية وأهمها الصوت والضوء وتهيئة اللافتات والخرائط والمجسمات والاهتمام بتوعية وتدريب العاملين فى القطاعات المختلفة على كيفية التعامل مع الأشخاص ذوى الإعاقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة