بمحاولات لا تعرف الكلل، تواصل إمارة قطر الراعى الأول للإرهاب فى الشرق الأوسط تحركاتها لاستمالة الدول الأوروبية والتأثير على قراراها فى الأزمة الناشبة بين الدوحة ودول الرباعى العربى وذلك من خلال التعاقد مع عدد من شركات العلاقات العامة وجماعات الضغط وكذلك نشر شبكة ممتدة من الاستثمارات فى قطاعات مختلفة من بينها الفنادق والبنوك ومشاريع البنية التحتية والمنشئات البترولية.
ومن بين الدول التى تسعى قطر لاستمالتها، تأتى فرنسا التى زارها أمير قطر تميم بن حمد مؤخرا فى محاولة للتأثير على دوائر صنع القرار داخل باريس عبر حزمة من الاستثمارات فى قطاع النفط والعقارات والفنادق، فضلا عن شراء سلسلة من القصور والمبانى التاريخية.
وكثفت الدوحة من محاولاتها للتغلغل فى المجتمع الفرنسى وشراء ذمم المؤسسات الصحفية وصفحاتها، عقب الهجوم العنيف الذى شنه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون خلال حملاته الانتخابية والذى تعهد بالتصدى لنفوذ الدوحة داخل باريس، وأكد على أن هذه الإمارة لها دور بارز فى دعم وتمويل الإرهاب، وتمكنت على مدار سنوات من التسلل إلى قطاعات فرنسية عدة من خلال البنوك والشركات متعددة الجنسيات وسلاسل الفنادق وغيرها.
ورغم تحركات الدوحة، إلا أن العديد من المؤشرات تؤكد فشل نظام تميم بن حمد فى اختراق المؤسسات الفرنسية، حيث يواصل الإعلام الفرنسى فضح ممارسات قطر عبر تسليط الضوء على جرائم الحكومة ضد أبناء الأسرة الحاكمة المعارضين لسياسات تميم، والتى كان آخرها اعتقال 20 شخصا من أسرة آل ثانى، بتهم من بينها التقارب مع المملكة العربية السعودية، فى خطوة تعكس مخاوف النظام القطرى من صعود اسم عبدالله بن على كبديل للأمير الحالى.
وفى تقرير مطول نشرته مجلة "لو بوان"، كشف رجل أعمال فرنسى يدعى جان بيير مارونفيو، تم اعتقاله فى قطر قبل 4 سنوات، أن المعتقلين القطريين جميعا من فرع "بن على" الذى أطاح به جد الشيخ تميم بن حمد قبل عدة عقود، مشيرا إلى أن اتهاماتهم عادة ما تكون إما تحرير شيكات بدون رصيد، أو اختلاس، أو عمليات غش. وبالنسبة لصغار السن، يتم اتهامهم بحيازة المخدرات.
وقالت المجلة فى تقريرها: "من المعروف أن آل ثانى ترجع أصولهم لبنى تميم فى السعودية، ويصل عددهم إلى 3000 فرد، ولا شك فى أن بعضهم قد يرتكب جرائم. ولكن موجة الاعتقالات التى لم تطل إلا فرع بن على يجدر ربطها بزيارة الشيخ عبدالله بن على آل ثانى فى أغسطس الماضى للمملكة العربية السعودية بغية التوجه بالشكر للرياض على سماحها للحجاج القطريين بأداء مناسك الحج دون عوائق".
وتابعت المجلة فى تقريرها أن الشيخ عبدالله بن على يراه كثيرون بمثابة "المنافس المحتمل" للأمير الحالى تميم بن حمد.
ونشرت "لو بوان" أسماء 4 أفراد من العائلة الحاكمة تم اعتقالهم مؤخرا، مؤكدة أن البقية لا يرغبون فى ذكر أسمائهم "خوفا من أعمال انتقامية"، وهم: الشيخ طلال بن عبدالعزيز بن على آل ثاني، عبدالله بن خليفة بن جاسم بن على آل ثاني، على بن فهد بن جاسم بن على آل ثاني، ناصر بن عبدالله بن خالد بن على آل ثانى.
وأكد الفرنسى المعتقل فى قطر للمجلة الفرنسية، أن "بعض أفراد العائلة المالكة هؤلاء قد سجنوا قبل أن تقوم المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر"، بيد أن موجة الاعتقالات قد اشتدت منذ الخامس من يونيو 2017.
موجة الاعتقالات التى طالت فرع "بن على"، أثارت المخاوف حول مساعى الدوحة لاغتيال عبد الله بن على آل ثانى الذى سطع نجمه ونال مكانة كبرى فى دول الخليج والمملكة العربية السعودية بعد اللقاء الذى جمعه بالعاهل السعودى، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أغسطس الماضى، فى مقر إقامة الملك بمدينة طنجة بالمغرب، ونجح فى إفشال مؤامرات تميم ضد المملكة وتبديد محاولات النظام القطرى اليائسة لتسييس الحج والترويج لمزاعم منع القطريين من الحج.
وعبر المراقبون عن قلقهم من استهداف النظام الإرهابى الذى يحكم قطر للأمير عبد الله، بعد أن خرجت تقارير تفيد أنه من المرتقب تسليمه مقعد الدوحة فى القمة الخليجية ديسمبر المقبل، فيما أشارت تقارير إلى إعداد تميم مؤامرة جديدة ضد الرجل الذى نال إعجاب الجميع بحكمته ولقبه الخليج بـ"سليل المجد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة