لن ننسى، لحظة سجود الإخوان ومرضى التثور اللاإرادى وجبهة العواطلية، شكرًا وامتنانا لهزيمة منتخب مصر فى نهائى بطولة الأمم الإفريقية، لكرة القدم أمام الكاميرون 1/2 أوائل فبراير الماضى.
ولن ننسى دعوات الإخوان، ودعم جبهة العواطلية ومرضى التثور الاإرادى، لفريق أوغندا أمس الأول للفوز على غانا، لإحراج موقف مصر فى تصفيات كأس العالم!!
وإذا وضعنا قائمة مبررات لجماعة الإخوان، من عينة إنها جماعة إرهابية، ترى الوطن عبارة عن حفنة من تراب عفن، وقالتها صريحة «طظ فى مصر»، ولا تمانع من أن يتولى قيادة مصر إخوانى باكستانى، وتراه أفضل من مصرى مسلم ليس عضوا فى الجماعة، لكن لا يمكن أن نلتمس أى عذر لثوار ونخب يناير، الذين يتدثرون بعباءة الوطنية والانتماء وحب الوطن والدفاع عن المظلومين، ونحن نراهم يقيمون الأفراح وليالى الملاح لهزيمة منتخبنا الوطنى، أحد أهم روافد السعادة للمصريين جميعا، ويشجعون الفرق المنافسة، فكيف يستقيم موقف هؤلاء الباحثين عن تعثر وطنهم، ومنتخب بلادهم، مع ما ينادون به من ثورة وحرية وديمقراطية وإرساء لمبادئ العدل والمساواة؟!
ما هذا الانفصام الرهيب بين أقوالهم المغلفة بالشعارات البراقة، وبين أفعالهم المغلفة بكل أنواع الخيانة والخسة، وهل اختلافك مع نظام سياسى، يدفعك إلى التنكيل بأكثر من 100 مليون مصرى؟!
ورغم كل هذا السواد والكراهية والخسة والخيانة، فإن القدر دائما ما يتدخل ليرسم البسمة على شفاه الوطنيين، فى اكتشاف بئر غاز هو الأضخم من نوعه فى العالم، أو نجاح فى وضع مصر على خريطة الزيارات المقدسة لأكثر من مليار و300 مليون مسيحى كاثوليكى، عندما تعترف الفاتيكان بطريق العائلة المقدسة، كمزار دينى، أو فى قدرة مصر السياسية على جمع الفرقاء الفلسطينيين وتأثير القاهرة فى معادلة السياسة الإقليمية والدولية، أو فى ارتفاع الاحتياطى النقدى الأجنبى بالبنك المركزى، ليتجاوز معدلات ما كان عليه قبل 2010، أو فى الفرحة الطاغية بصعود مصر لنهائيات كأس العالم بعد غياب 28 عاما كاملة.
أى نجاح، وأفراح يعيشه المصريون هذه الأيام، وهم ينعمون بالأمن والاستقرار ويشاهدون حجم النجاحات، التى فاقت المعجزات وتدفع بالوطن وبكل قوة نحو التقدم والازدهار والتنمية الاقتصادية، كدولة عصرية، يتنوع مصدر دخلها، ويتحسن وضعها الاقتصادى بشكل ملحوظ!
صعود منتخب مصر لنهائيات كأس العالم بروسيا، وأفراح المصريين التى غابت منذ عام 1990، إنما يؤكد أن المصريين قد أطاحوا بالحزن بعيدا، وفتحوا أحضانهم للأفراح والتفاؤل والأمل، وتصدير الحزن والكآبة لجماعة الإخوان الإرهابية، ورفاقها من الحركات الفوضوية ومرضى التثور الاإرادى، وإصابتهم بمرض الاكتئاب الشديد، الذى سيفضى للجنون، والدفع بهم فى مستشفى الأمراض العقلية، عنبر الخطرين!
أى فرحة يعيشها المصريون خلال العشرة الأيام الأخيرة، متمثلة فى 5 انتصارات خرجت من طورها المحلى، لتعبر حدود الإقليم، وتسيطر على أحاديث العالم، بدأت بالانتصار السياسى الاستخباراتى، من خلال المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين، ثم إدراج الفاتيكان لرحلة العائلة المقدسة ضمن المزارات الدينية، والتى يجب أن يحج إليها، أكثر من مليار و300 مليون مسيحى، ثم احتفالات نصر أكتوبر، المختلفة هذا العام، وسط أمن واستقرار وزهو بوطن قادر على النهوض بقوة، ثم افتتاح باكورة العاصمة الإدارية، ليتحول الحلم إلى حقيقة، أما الانتصار لخامس فهو الانتصار المدوى بصعود مصر لنهائيات كأس العالم بروسيا، بعد غياب 28 عاما كاملة.
وبينما تتحقق هذه الانتصارات المتلاحقة، وما سيعقبها خلال الفترة المقبلة من افتتاح مئات المشروعات، التى ستكون مفاجأة مبهرة، فإن عجلة الحزن والاكتئاب تدهس الإخوان ورفاقهم، والحركات الفوضوية، وأطفال أنابيب الثورة ونشطاء السبوبة ودواسات تويتر، وجبهة المتعطلين!!
انتصار صعود مصر لنهائيات كأس العالم، إنجاز كبير، يحمل بين طياته مكاسب وانتصارات لا تعد ولا تحصى، تتطلب أن ننحنى لنجوم منتخب مصر، من أصغر عامل حتى المدير الفنى «كوبر»، نفس انحناءة المدرب الفرنسى الكبير «هيرفى رينارد»، التى انحناها تقديرا واحتراما لعصام الحضرى، عقب مباراة مصر والمغرب، فى بطولة الأمم الإفريقية الأخيرة.
منتخب مصر، أثبت أفراده بقيادة الأسطورة، عصام الحضرى، والفذ محمد صلاح، أنهم «ولاد الحلال» من أبناء مصر الوطنيين الشرفاء، الذين يعشقون وطنهم، وقد أبعد الله عنهم «ولاد الحرام» من نشطاء الغم، وإخوان الشيطان، الكارهين للوطن، وتمنوا هزيمته وانكساره.
الانتصارات الأخيرة جعلت اسم مصر يتردد فى كل وسائل الإعلام العالمية، سواء كبريات الصحف الورقية أو المواقع الإخبارية الإلكترونية، أو القنوات الفضائية الكبرى، وفى القلب منها قناة الـ«CNN» العالمية، التى نقلت فرحة الشعب المصرى فى الشوارع، صوتا وصورة، فى رسالة واضحة أن مصر مستقرة آمنة، شعبها ينشد الحياة، ويصدر البهجة والفرحة بعد السنوات الست العجاف، وتأثير ذلك على سمعة مصر السياحية، ووجهها الحضارى، ولو رصدت الحكومة المصرية ملايين الدولارات للترويج عن مصر بنفس الصورة، والتأثير، ما حققت «خُمس» ما حققته انتصارات منتخب مصر الكروى.
ومازال فى جراب الفرح والتفاؤل للمصريين، الكثير، وستعبر مصر إلى أفاق تستحقها، وتتركك الطفيليات الضارة تقضى على نفسها بنفسها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة