أردت بمناسبة ذكرى افتتاح الأوبرا فى مصر فى سنة 1869 على يد الخديوى إسماعيل الذى كان يحلم بمصر جميلة وراقية أن أقول إن هذا المبنى بما يحتويه من إبداع وفن ليس رفاهية، لكنه «رقى» يحتاجه الإنسان حتى تستقر روحه وتهدأ جوارحه.
يتعامل الناس مع الأوبرا بناسها وموسيقاها ومبانيها وفنانيها وجمهورها على أساس أنهم نخبة لا علاقة لهم بالواقع وأنهم يحلقون فى سمائهم بعيدا، لكن هذا ليس حقيقيا، ولو ضربنا نموذحا بالأوبرا المصرية فعلينا أن نعرف أن ليس كل ما يقدم فيها فن غربى أو حفلات أوبرالية بموسيقى وأداء غربى، فهى حافلة بكثير من الفنون المصرية والموسيقى العربية.
يعرف الجميع العلاقة بين الموسيقى والحالة الصحية النفسية للإنسان، وكثير من البحوث العالمية دارت حول هذه النقطة، وجاءت جميعها لصالح الموسيقى، وهو أمر من وجهة نظرى «فطرى»، فالموسيقى تعيد للإنسان ثباته وتوازنه وتمنحه القدرة على فهم نفسه وقدرة على مواجهة العالم.
ومنذ أيام قليلة أصدرت دار الأوبرا المصرية كتابا يضم البرنامج الخاص بفعاليات الأوبرا السنوية لموسم 2017 و2018، وفى تصفحى للكتاب توقفت أمام كلمة الدكتورة إيناس عبدالدائم، رئيس دار الأوبرا المصرية والتى قالت فيها «إن الفن ليس ترفا فى حياة الإنسان، إنه ضرورة تخفف الجهد وتسمو بالروح وترتقى بالمشاعر وتعمق الجانب الإيجابى فى الحياة، لهذا تتضافر جهودنا جميعا فى دار الأوبرا المصرية عاما بعد عام من أجل تقديم إبداع ثقافى وفنى يليق بجمهورنا الذواق للفنون الراقية».
والكتاب يكشف عن العديد من الفعاليات الفنية ومنها فرقة باليه القرصان وفرقة فلامنكو مدريد، وأوبرا التروفاتورى وفرقة أوكيناورا وباليه كسارة البندق، وباليه بحيرة البجع، وحفلة عمر خيرت، وأوبرا توراندوت، وفرقة أوبرا القاهرة، وأوبرا عايدة، وأوركسترا القاهرة السيمفونى، أما بالنسبة للمسرح الصغير، فيشمل العديد من الفعاليات التى منها أوبرا التليفون، وحفل الفنان يحيى خليل، وأوبرا الخادمة السيدة، كورال أطفال الأوبرا، وحفلة بغدادى باند، وأوبرا النادى السحرى، وفى مسرح الجمهورية، تقدم الفرقة القومية العربية للموسيقى، عرض الفولكلور، وعرض أرملة الصحراء، وفرقة عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية، وعرض أحمس فرقة الرقص المسرحى للحديث المصرى، أما بالنسبة للمسرح المكشوف ومعهد الموسيقى العربية ودار أوبرا دمنهور يتضمن فرقة الموسيقى العربية للتراث، أوبرا الوسيط الروحانى، وفرقة عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية، أما بالنسبة لدار أوبرا الإسكندرية «مسرح سيد درويش» منها فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربى، كورال أطفال أوبرا الإسكندرية، والفرقة القومية العربية للموسيقى.
كل هذا جميل ويحمل رسالة جمالية واضحة، فقط أريد أن أذكر الدكتورة إيناس عبدالدايم ببروتوكول التعاون مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون والذى يقوم على أساس إذاعة هذه الحفلات حتى يشاهدها الكثيرون وهم فى بيوتهم، كما أطلب منها أن توقع بروتوكولات تعاون أيضا مع وزارة التربية والتعليم، وأن تستضيف طلاب المدارس حتى ترتقى مشاعرهم عندما يدركون جوهر الفن.