يخرج علينا عبر منبر داعم للإخوان، أو تشرف عليه أجهزة استخباراتية معادية، حاملا خناجر مسمومة لتشويه وطنه، ولا يترك فرصة دون أن يغتنمها للإجهاز على بلده بمنتهى القسوة، ويروج للأكاذيب، وينشر الشائعات، ويدعم جماعات وتنظيمات إرهابية وفوضوية، ثم تجد من يناصره ويدعمه فى الداخل من الذين نصبوا أنفسهم دعاة الحرية والديمقراطية، ومن الذين يرتدون ثوب الحياد المهترئ، ويعتبرهم من أصحاب الرأى السديد، والقامات الرفيعة!!
ثم تجده، يتهم بلده صراحة، بأنها قتلت الشاب الإيطالى (ريجينى) دون دليل، لا لشىء سوى أنه يكره جهاز الشرطة، التى أغلقت عليه وأمثاله منافذ الحصول على تمويل من هنا، ودعم بالملايين من هناك، ثم يرى فى من حرق المجمع العلمى، ثوريا وبطلا مغوارا تفوق قامته الثائر العظيم (جيفارا) أو الثائرة والمناضلة الحق، الجزائرية، (جميلة بوحيرد)، تحت شعار، احتواء المعارضة!!
لا يا سيدى، من يهرب من مصر ليرتمى فى أحضان الأعداء، ويشوه بلده فى مقابل الحصول على حفنة من الدولارات، ومن يساند دولة أخرى ويتهم مؤسسات بلده بأنها قاتلة ومجرمة، بالباطل، ويروج للأكاذيب، والشائعات، وينثر الإحباط واليأس بين الناس، ومن يدعم بقوة جماعات وتنظيمات إرهابية وفوضوية تعمل على إثارة الفوضى فى البلاد، من يفعل ذلك، فإن مكانه الوحيد، والطبيعى، هو وحل الخيانة!!
الأمر برمته لا يخرج عن نطاق التجارة بالشعارات، فقصة الدفع بالشباب، والشباب غاضب، والشباب عازف عن المشاركة السياسية، والشباب «صوابع أظافره منملة»، أصبحت سلعة رائجة للتجارة وتحقيق المكاسب السياسية، والمادية من خلال تلقى التمويلات للدفاع عما يطلق عليهم كذبا وبهتانا «مسجونى الرأى» تارة، والتعاطف مع الهاربين خارج البلاد، وصدرت ضدهم أحكام بالسجن، غيابيا، أو ارتموا فى أحضان جماعات وأجهزة استخبارات، تارة ثانية، وتسأل هؤلاء الجهابذة المتعاطفين لاإراديا، عمن هم هؤلاء الشباب العازف والغاضب والمعتكف والناقم والمحبوس خلف أسوار السجون، وكم عددهم؟ وهل المعنيون هم شباب مصر الذين يشكلون %60 من تعداد السكان، ويقطنون المحافظات المختلفة، أم المحبوسون على ذمة قضايا جنائية والمنتمون لما يطلق عليهم القوى الاحتجاجية؟
وهل من المنصف بمكان أن نختصر شباب مصر فى 4 أو 10 مساجينوعشرة من العاملين فى منابر جهات معادية، لتشويه بلده؟! وهل من الذى حرق المجمع العلمى واعترف بكل فخر وإباء يحسدان عليهما، بحرق المجمع العلمى وكأنه ذراع من أذرع الفساد؟ وهل حريق كيان ثقافى وعلمى وتاريخى مثل المجمع العلمى من قضايا حرية الرأى، والنشاط الثورى؟!
الحقيقة أن هناك خلطا شديدا فى المفاهيم والأوراق، وارتباكا مدهشا فى قراءة المشهد، والفقر المدقع فى فهم الحقائق واستيعابها، فكل النشطاء ونحانيح الثورة، ودراويشهم، وداعميهم لا يرون فى شباب مصر على امتداد أكثر من مليون متر مربع هى مساحة البلاد، غير قيد أنملة تتمثل فى الأربعة المحبوسين، بجانب المترددين على تويتر وفيسبوك ومقاهى وسط القاهرة، والهاربون للعمل فى منابر جهات معادية، ويتخذ منه معياراً وإحصائية، للتدليل على أن الشباب، غاضب وعازف عن المشاركة السياسية بكل استحقاقاتها!
وكأن المعارضة لا ترى الشباب من أبناء الفلاحين فى محافظات الوجهين القبلى، والبحرى، والشباب الذين يمتهنون حرفة وصنعة، واعتبارهم أصفارا على الشمال، على عكس نظرتهم لقيادات حركة 6 إبريل من أصحاب الشعر المضفر، والشتامين والمشوهين لبلادهم، فى أبشع عملية اختزال وتشويه وتعال وإنكار الحقوق، والتفرقة بشكل عنصرى، فكل شباب مصر لا قيمة لهم، وأن هؤلاء الخونة والشتامين، هم شباب مصر الحقيقى والفعلى!
وأحب أن أؤكد، أن المشاركين فى كل الاستحقاقات الانتخابية، والمدافعون عن أمن وأمان البلاد من أبناء الشرطة، والذين يقفون على الحدود يضحون بأرواحهم، من أبناء الجيش، هم شباب لا تتعدى أعمارهم العشرين عاما، وهم الفئة المطحونة، فى الوقت الذى لم يشارك فيه نحانيح الثورة، ونشطاء السبوبة المتعالون على بنى وطنهم والباحثون عن مغانم وسلطة وجاه فى أى قضية تهم الوطن.
ومع ذلك–يا أخى–تجد من يدافع عن المحبوسين والنحانيح المخربين، ولا تجد من يدافع عن الملايين من أشرف من فى مصر فى القرى والنجوع والكفور فى المحافظات المختلفة، لا لشىء إلا لأنهم لا يعرفون للشتائم الوقحة طريقا، أو يظهرون كما من الحقد والكراهية لوطنهم، أو يخرجون فى المظاهرات، وإثارة الفوضى والتخريب؛ لأنهم محترمون ويعشقون بلادهم ويضحون بأرواحهم من أجلها، ولا يجيدون فنون الخطابة الرنانة، وترديد الشعارات، ولا تسكن جيناتهم الداخلية، الخيانة والمؤامرة!!
ولك الله يا مصر!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة