حال وضع تصريحات رؤساء العالم جانبًا إلى جنب بشأن تنظيم داعش الإرهابى ستصل لنتيجة واحدة، ألا وهى اقتراب هزيمة التنظيم داخل سوريا والعراق، حيث أكد الرئيسيان الروسى فلاديمير بوتين والأمريكى دونالد ترامب فى بيان مشترك، صدر لهما على هامش منتدى أبيك الأقتصادى، إصرارهما على مواصلة العمل معا لمحاربة التنظيم وتدميره داخل سوريا، وبجانب هذا التصريح تذكر معى ما عبر به الرئيس عبد الفتاح السيسى، عن تخوفه من انتقال داعش من سوريا والعراق إلى ليبيا، محذرا من مخاطر الخلل الذي حدث بالتوازن الاستراتيجي فى المنطقة فى السنوات الأخيرة، وقال آنذاك :"يجب أن تكون لدينا قدرات عسكرية لمواجهة الخلل الذى حدث بالمنطقة، وأيضا لمواجهة الإرهاب، فكلما تطورت الأمور في اتجاه التخلص من داعش في سوريا وليبيا والعراق، يكون تواجدهم في المنطقة الغربية وسيناء في مصر، وبالتالى لا بد أن نكون قادرين على التعامل مع الخطر المباشر على مصر.
تصريحات رؤساء العالم تؤكد أمرين هامين، الأول أن مهمة داعش داخل سوريا والعراق انتهىت، وقد جاءت ساعة الصفر لنقل التنظيم من سوريا إلى دولة أخرى لتخريبها وتدميرها، الأمر الثانى، أن داعش كما جاءت له إشارة بالخروج من سوريا، لوحت له نفس الإشارة أن يتوجه نحو ليبيا ومن ثم يهدد الدولة المصرية.
طرحنا سؤال "ما هى سيناريوهات تحرك تنظيم داعش بعد هزيمته فى سوريا والعراق؟، على متخصصين وخبراء فى الأمن القومى والحركات الإسلامية، فجاءت إجابتهم موحدة أن "داعش" سيتوجه صوب ليبيا، وهناك مجموعة من فلول التنظيم سيتوجهون نحو السودان وتشاد، وآخرون سيعودون لأوطانهم.
العائدون من داعش سيتمركزون داخل ليبيا بعد هزيمتهم فى سوريا
ليبيا ستكون الملاذ الآمن للعائدين من داعش بعد هزيمتهم فى سوريا وهذا سيمثل خطرا على مصر نظرا لحدودنا الكبيرة مع ليبيا"، هكذا توقع اللواء فؤاد علام نائب رئيس جهاز أمن الدولة سابقا، عضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب.
وقال "علام" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "ليبيا الآن هى الأرض الخصبة لكل التنظيمات الإرهابية فى العالم، حيث أن الوضع الأمنى بداخلها غير مستقر، وحدودها البحرية مفتوحة وهذه أمور غاية فى الخطورة، كما أنه يمكن لقطر وغيرها من الدول الداعمة للإرهاب، مد التنظيمات الإرهابية المتواجدة بليبيا بجميع الأسلحة والدعم المالى"، مشيرا إلى أن تمركز التنظيمات الإرهابية سواء داعش أو غيرها من الجماعات الإرهابية سيمثل خطرا كبيرا جدا على مصر، نظرًا لآن الحدود بين مصر وليبيا تقدر بحوالى 1115 كم، الأمر الذى يصعب تأمينه بشكل جيد.
وأوضح، إن حدود ليبيا مفتوحة على مصراعيها وسهل جدا لجميع التنظيمات الإرهابية دخولها، مضيفًا :" كلما مني تنظيم داعش بهزائم وضربات فى العراق أو سوريا أو الأماكن المتواجد فيها سيتجه نحو ليبيا، ويتمركز بداخلها".
وأضاف :" رغم أن قوات اللواء خليفة حفتر تفرض سيطرتها على الأراضى الليبية ، لكن مازالت التنظيمات والجماعات الإرهابية العائدة سوريا والعراق تتجه صوب ليبيا"، محذرا من حدوث اختراق للدولة المصرية عن طريق الحدود الليبية، قائلا :" الفترة المقبلة مصر هى الهدف، والمخطط الدولى يستهدف الدولة المصرية لأن حدوث أى هزات داخل مصر سيكون له تداعيات على منطقة الشرق الأوسط بأكملها والدول الإسلامية بالأخص".
وعن محاولات العناصر الإرهابية التمركز فى سيناء، قال فؤاد علام، رغم أن حماس سلمت لمصر خريطة تتضمن الأنفاق، لكن يمكن لهذه العناصر تهريب السلاح داخل مصر من خلال حدود الجنوبية، حيث أن هذه العناصر تستطيع دخول السودان".
داعيا أن يفعل المجلس القومى لمكافحة الإرهاب ويُفعل من أجل أن يضع استراتجية لمكافحة الإرهاب سواء داخل مصر أو الدول الشقيقة، ووضع أفكار تواجه الأفكار المتطرفة حتى لا تظهر أى عناصر جديدة تنضم للجماعات الإرهابية أو تشكل خلايا غير مرصودة من أجهزة الأمن.
فلول "داعش" سيتوجهون نحو أوطانهم لتشكيل خلايا إرهابية
"يجب أن نعلم أن داعش بدأ يتفكك منذ 6 أشهر وليس الأيام الحالية، فالذين أسسوا داعش بدواء يفككون التنظيم، والمستفيدون من وجود تنظيم داعش، هما الأمريكان الذى أسسوا هذا التنظيم بأدواتهم سواء قطر أو تركيا، هكذا طرح رأيه سعد الزنط مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، حول تحركات داعش الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن تنظيم داعش لن ينتهى ولكنه سيظهر فى ثوب جديد وبأسماء جديدة.
وأضاف "الزنط" خلال تصريحات لـ"اليوم السابع": "جغرافيا توزيع داعش سيكون لها نوعين، الأول جزء من عناصر داعش سيعودون لأوطانهم وبلادهم سواء عربية أو أوروبية أو أفريقية"، أما النوع الثانى سيتجه نحو ليبيا عن طريق البحر أو البر عن طريق السودان، بالإضافة إلى أن البعض منهم يذهب إلى تشاد والنيجر، موضحا إن مصر أسست نقاط فى الحدود الفاصلة بين مصر والسودان وليبيا وتشاد وذلك على الحدود المصرية للحد من خطورة هذا التنظيم.
وأشار "الزنط" إلى الاتجاهات الاستراتجية الثلاثة لمصر سواء الجنوبية أو الغربية أو الناحية الشرقية، التى يربط مصر بغزة وإسرائيل، وناحية سيناء تمثل خطرا كبيرا على مصر و يوجد منها تخوف شديد"، مضيفًا :" رغم أنه تم السيطرة على جزء كبير بسيناء إلا أن الخطر ناحيتها لازال قائما".
وأوضح إن العناصر المنتمية لداعش ستعود لأوطانها ولديهم القدرة على تشكيل خلايا وتنظيمات إرهابية داخل بلدانهم، نظرا لآن لديهم تأهيل وفكر وطريقة يستطيعون من خلالها تشكيل خطرا على الأوطان" لافتا إلى أن الإحصائيات وبعض المراكز البحثية، أكدت أن لدى تنظيم داعش قرابة الـ63 عنصرا من أصول مصرية.
أمريكا تتلاعب بورقة داعش داخل المنطقة العربية
فيما قال هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى:"ترى العقلية الاستراتيجية الأمريكية عدم التخلى بشكل كامل عن ورقة داعش، لآنها ترى أن ذلك يصب فى مصلحة إيران، وكلما حدث فراغ فى الساحة تتمدد فيه إيران التى تملك قدرات وإمكانيات هذا التمدد".
وأضاف "النجار" :" بالنظر أيضًا إلى أن إيران تجدها تقوى وتدعم التحالف بينها وبين تنظيم القاعدة الذى يحتاج هو الآخر لذلك، كمصدر مهم للتمويل والتسليح، وتسعى إيران لذلك على خلفية التهديدات التى تعرضت لها فى الفترة الأخيرة فهى تحتاج للقاعدة كمخلب تستخدمه حال حدوث حرب ومواجهات حربية مباشرة لضرب المصالح الامريكية من جهة ولمواصلة إسناد الارهاب للسنة من جهة، في ظل ذلك يرى الأمريكيون الابقاء على توظيف داعش والمناورة بها وحدث ذلك مؤخرا في التطورات على الساحة السورية منعا لسيطرة ايرانية روسية على كامل المدن السورية الاستراتيجية".
أما وجهة داعش والإرهابيين فى سوريا فظهرت خلال الأحداث الاخيرة وشواهدها نقل مقاتلين مدربين وأسلحة متطورة إلى مصر من الجبهتين الشرقية والغربية، لنقل الفوضى الميليشياوية إلى مصر، وهو ما يفيد القوى المحركة لتلك الميليشيات والداعمة لها وعلى رأسها قطر وتركيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة