أخذ الحديث عن رئيس الوزراء اللبنانى "المستقيل" سعد الحريرى منحنى "المزايدات" على العلاقات السعودية-اللبنانية الأخوية، وأيضا محاولات للزج باسم "الحريرى" لإيقاع فتنة بين البلدين بزعم عدم معرفة الظروف المحيطة برئيس الوزراء اللبنانى بعد إعلان استقالته الأسبوع الماضى من المملكة العربية السعودية.
ولعل التوتر الحاصل بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية هذه الأيام كان فرصة لأطراف "مستفيدة" لتأجيج الوضع وإقحام لبنان فى الأزمة عن طريق الرئيس "الحريرى، و"حزب الله" و"العلاقات السياسية الداخلية فى لبنان"، حتى تشتعل الحرب وتزيد مبيعات الأسلحة وتزيد اضطرابات المنطقة فى وقت يتطلب فيه مضافرة كل الجهود فى المنطقة للقضاء على الإرهاب والفكر المتطرف.
أما الرئيس "سعد الحريرى" فقد قطعت الصور الفوتوغرافية له بجوار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولى عهده الأمير محمد بن سلمان، وعدد من رجال المملكة، بعد قراره الاستقالة، والتى ملأت وكالات الأنباء، أى مزاعم لدعوات لاحتجاز "الحريرى"، بدليل أن هناك أمراء ورجال أعمال كبار محتجزين فى المملكة على خلفية قضايا فساد ولا نراهم يتحركون فى المملكة كما يتحرك "الحريرى".
إلا أن حزب الله -المصنف إرهابى- ومن ورائه إيران حاولا النفخ فى النار بعد قرار رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى، إعلان استقالته من السعودية، بترويج إدعاءات أن الرئيس الحريرى محتجز بالمملكة، وأن استقالته تمت فى إطار مخطط من الرياض، يهدف إلى اعتقاله، على خلفية ملفات داخلية، لم يكن بالإمكان متابعته فيها، باعتباره رئيس حكومة دولة أخرى، لزرع الاحتجاج فى نفوس الشعب اللبنانى و"تأليبه" على السعودية.
وتغييب الرأى العام العربى عن تملص "حزب الله" من تعهداته للرئيس الحريرى والتى جاء على أساسها ميشيل عون رئيسا للبنان، التى كان أهمها عدم التدخل فى شؤون الدول العربية وعدم السعى لفرط السيطرة على الحياة السياسية اللبنانية، إلا أن لحزب الله حاليا أذرع إرهابية فى سوريا واليمن والعراق والبحرين حتى لبنان نفسها.
وفى تفهم سريع لدور إيران و"حزب الله" الإرهابى، التخريبى فى المنطقة، ومحاولات الوقيعة بين الرياض وبيروت، سارع وجهاء العشائر العربية فى لبنان، لتقديم شكرهم للمملكة العربية السعودية؛ لما قدمته وتقدمه لبلدهم عبر التاريخ من دون تفرقة، سواء وقف الحرب الأهلية، أو دعم الاقتصاد، مشددين على أن أمن السعودية من أمن لبنان.
وطالب وجهاء العشائر العربية بلبنان، خلال زيارتهم أمس سفارة خادم الحرمين الشريفين، فى بيروت، الفرقاء اللبنانيين بضرورة الابتعاد عن الشائعات المغرضة التى تزيد من التوتر وتقوض الوحدة، مؤكدين الحاجة للعودة إلى الدستور واتفاق الطائف والنأى بالنفس للحفاظ على لبنان.
كما شددوا على أن السعودية ستبقى هى المرجعية والقبلة والوجهة"، واصفين ارتباط العشائر العربية بالمملكة كـ "ارتباط الأجساد بالأرواح"، مشيدين بـ"الدور الهام الذى يلعبه الملك سلمان وولى عهده"، داعين المملكة إلى "عدم التخلى عن لبنان وشعبه".
ومساء السبت الماضى، أعلنت السعودية أن قواتها اعترضت فوق مطار الملك خالد الدولى بالرياض صاروخا بالسيتيا أطلقه الحوثيون فى اليمن باتجاه العاصمة، حملت الرياض طهران المسئولية فى إطار دعمها للحوثيين بالسلاح والمال، وهددت بالرد ليس على المتمردين فحسب، وإنما على إيران أيضا.
ودفع التوتر بين السعودية وإيران، القيادة السيساية المصرية بالتحرك الفورى لتهدئة الأوضاع فى المنطقة. حيث يبدأ وزير الخارجية سامح شكرى اليوم الأحد، جولة خليجية ستمر ثلاثة أيام وتشمل السعودية، الكويت، الإمارات، البحرين، سلطنة عمان، والأردن، فى محاولة للدفع باتجاه الحل السياسى وتجنيب المنطقة التوتر فى ظل تصعيد فى الخطاب بين السعودية وإيران و"حزب الله" اللبنانى.
وصرح أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية فى بيان أن شكرى سينقل رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لقادة الدول تؤكد "على سياسة مصر الثابتة والراسخة التى تدفع دائما بالحلول السياسية للأزمات وضرورة تجنيب المنطقة المزيد من أسباب التوتر أو الاستقطاب وعدم الاستقرار".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة